رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السحابة السوداء.. الخبيثة.. إلى متى؟! «1-2»


قش الأرز.. وما أدراك ماقش الأرز؟! إنه جهنم مفتوحة على مصراعيها تحرق الصدور وتزكم الأنوف ونقع صرعى من ويلاتها، يُحرق ليحرقنا معه. يريد زارعوه أن يتخلصوا منه فإذا بهم يتخلصون منَّا، فدخانه المكفهر يكسو سماءنا بسحابة خبيثة لاتنقشع، تجثم بسوادها وتفحمها على رئة المصريين غير عابئة بما تحدثه من أمراض مستعصية، يقع على أثرها آلاف المرضى بالمستشفيات مصابين بأزمات تنفسية، وبخاصة مرضى حساسية الصدر والربو وأمراض القلب، وضحاياها من الأطفال وكبار السن لا تقف عند حد.

وبرغم سماعنا على مر الأعوام الماضية بمجهودات كثيرة تبذل من الدولة لتفادى حدوثها، إلا أنها مازالت تلح على زيارتنا كل عام بنفس الإصرار والتحدى مُفشلة لجميع الجهود الحثيثة المعلن عنها للقضاء عليها!

لا أحد يتصور أن مشكلة كهذه تظل بلا حل حتى الآن، هل يعقل أن يسقط ضحايا للأرز؟ هل هو بهذه الأهمية ليفتك بصحتنا؟ لماذا لانتوقف عن زراعته حتى نكتشف وسيلة فعالة للتخلص من قشِّه المميت أولاً، وهل تعرضت البلدان التى تقوم بزراعة الأرز للمشكلة نفسها التى تعانيها مصر أم أننا حالة نادرة؟! لقد وقعنا فى «حَيص بيص» لا نهاية له، أتساءل: لماذا لانطلع على الطرق التى تتبعها البلدان الأخرى فى التخلص منه والذى يمثل الأرز المحصول الرئيسى لديها مثل «اليابان» على سبيل المثال، أو نستورد خبراء فى هذا المجال لمساعدتنا على إيجاد آلية تقضى عليه من جذورها.

فصحة المواطنين على المحك.. فالتلوث يحيط بهم من كل صوب وحدب، الماء والهواء وظيفتهما منح الحياة لا سلبها، نحن مستعدون أن نستغنى عن تناول الأرز، فالكشرى والمحشى لايطيلان العمر ولا يمنحان الصحة، بل الهواء النقى والماء النظيف !

علماً بأن هناك جهوداً فردية وأبحاثاً قام بها أساتذة فى مجال المخلفات الزراعية، فقداستضاف برنامج «صباح الخير يامصر» منذ أيام أحد هؤلاء الأساتذة، حيث قام بعرض مقترحه العملى للاستفادة من قش الأرز باستخراج مادة «السيليولوز» الثمينة، التى لو عرفنا قيمتها فى توليد الطاقة لما أهملنا مشروعه الذى عرضه فى سلاسة ويسر، مؤكداً أنه غير مكلِّف إطلاقاً، وقد أسعدنى أن لواء بالشئون المعنوية بالجيش المصرى شاهد الحلقة وقام بالاتصال بالبرنامج وأبدى اهتماماً جدياً بهذا المقترح.. وطلب من الباحث أن يتوجه بعد البرنامج مباشرة للقائه بالشئون المعنوية لوضع مشروعه قيد الدراسة لديهم. نتمنى من الله أن تتبناه القوات المسلحة أو أى جهة كانت هو أو غيره من المقترحات والحلول المقدمة من المهتمين فعلياً بحل هذه المشكلة. هذه بارقة أمل لا يجب أن تهدرها الدولة إذا كانت جادة بالفعل فى مواجهتها! والبقية غًدا.

مركز اللغات والترجمة - أكاديمية الفنون