رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

5 فروق بين زيارة السيسي والمعزول لأمريكا:

أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: السيسي "خير الكلام ما قل ودل".. والمعزول "فلتقل خيرًا أو لتصمت"

الجمعية العامة للأمم
الجمعية العامة للأمم المتحدة

بتلك الهامة المرفوعة، والثقة الزائدة بالنفس، دخل القاعة الواسعة بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، تعلقت الأنظار به في كل فعل يقوم به وكل حركة تصدر منه، اعتلى منصة الحديث ليلقي كلمته المنتظرة، 15 دقيقة فقط أمامه ليتحدث عن الشأن الداخلي والخارجي، جمع فيها ثنائه على بلاده مصر وشعبها وأرضها متحدثًا عن ثورتهم ضد الفساد.
لم ينس ذكر الإرهاب الذي استغل الدين من أجل التخريب، متذكرًا مشروع قناة السويس الذي اعتبره "هدية الشعب المصري إلى العالم"، ويختتم حديثه معبرًا عن معاناة المنطقة من الاحتلال الذي يجري في جسدها مجرى الدم، "سوريا، وفلسطين" الشقيقتين مسئولية مصر أم الدنيا، فأثبت الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس، في كلمته داخل أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية "أن خير الكلام ما قل ودل".
فارق شاسع بين زيارة المعزول للولايات المتحدة الأمريكية في 23 سبتمبر 2013، وتلك التي قام بها السيسي أمس، فالمعزول تحدث أكثر من نصف ساعة، حملت العديد من الشعارات، والرئيس السيسي اكتفي بـ15 دقيقة، ختمها بهتاف "تحيا مصر"، لتضج القاعة من بعدها بالتصفيق الحاد.
كانت البداية حينما طلب المعزول زيارة واشنطن، وأكد عبر محطة "سي إن إن" الأمريكية، قيامة بزيارة لواشنطن قبل نهاية شهر مارس لعام 2013، فقامت الإدارة الأمريكية بعدها بتأجيل طلب مرسي لقاء الرئيس الأمريكي بارك أوباما، حتى تمت الموافقة عليها في سبتمبر 2013.
وكان المبرر في كل مرة أن الموعد لا يتوافق مع ارتباطات الرئيس أوباما على الرغم من أنه استقبل عددًا من زعماء الشرق الأوسط آنذاك، وكان آخرهم رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" في ذلك الوقت.
أما لقاء الرئيس السيسي بأوباما، فجاء بناء على طلب من البيت الأبيض.
وأيضًا اتضح الفرق بين الزيارتين، في الاستقبال، أثناء زيارة المعزول لأمريكا، قامت وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون"، باستقبال المعزول محمد مرسي، بحجة أن تلك المقابلة تمت بناء على طلبها، بأحد فنادق نيويورك الأمريكية، كما قيل أن الرئيس أوباما كان في الفندق نفسه قبل دقائق من اللقاء بين هيلاري ومرسى؛ لحضور حفل استقبال البعثة الأمريكية السنوي بمناسبة افتتاح أعمال الجمعية العامة، ولم يستقبل مرسي.
وبالانتقال إلى زيارة أمس، نجد أن الاستقبال كان حافل داخل القاعة وخارجها، كما أن جميع الحضور من رؤساء دول العالم والوفود صفقوا للسيسي ثلاث مرات، في الوقت الذي حظي فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتصفيق لمرة واحدة فقط.
ويتضح الفرق أيضًا في نص خطاب كلًا منهم، فحديث المعزول بدأ بحديثه عن نفسه بأنه أول رئيس مدني منتخب، يحمى الشرعية التي دومًا يتحدث عنها أكثر من أي شيء، وأنه يمثل الثورة الآن، فاعتبر البعض كلامه لا أهمية له بسبب كثرة الحديث عن نفسه، وتبعها بكلام عن القضية الفلسطينية والأجواء في إفريقيا.
عكس الرئيس السيسي الذي قام بالحديث في بادئ الأمر عن مصر وشعبها، وتحدث في عدة قضايا هامة خلال تلك المدة القصيرة، كما ظهر في خطاب المعزول آنذاك انفعاله غير المبرر لعدة مرات، على عكس طريقة الرئيس السيسي التي تبدو هادئة إلى درجة كبيرة؛ انطلاقًا من مبدأ الأفعال دائمًا أقوى من الأقوال.
وفي ختام الخطابين، جاء ترديد الرئيس السيسي لكلمة "تحيا مصر"، الذي ضجت القاعة من بعده بترديد نفس الهتاف داخل قاعة الجمعية العامة، وجاءت خاتمة المعزول اعتيادية بشكل كبير، أعقبها تصفيق من الحضور بشكل دبلوماسي.
كما أن رد الفعل الأمريكي عقب الزيارتين جاء متباين، حيث أكدت هيلاري كلينتون عقب رحيل المعزول عن الحكم أنه كان ساذجًا، بقولها: "أعتقد أن مرسى كان ساذجًا، وأنا هنا أتحدث عن مرسي فقط، وليس بالضرورة أي فرد آخر في جماعة الإخوان المسلمين".
عكس ما حدث مع السيسي، حيث أعلن صباح اليوم، البيت الأبيض، طلب الرئيس الأمريكي أوباما لقاء السيسي لمدة ساعة قبل مغادرته مصر، كرد فعل قوي من أمريكا في أول زيارة للرئيس المصري بها.
كما ظلت الاحتفالات في مدينة نيويورك عقب كلمة السيسي أمس، حتى صباح اليوم، حيث قام بمئات من أبناء الجالية المصرية في أمريكا، وعدد من المصريين الذي سافروا إلى ولاية نيويورك، لتأييد ودعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، بالذهاب إلى محيط مقر الأمم المتحدة، حاملين أعلام مصر، وصور الرئيس.