رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سينفونية العمل الجاد


لقد امتلأت الميادين والشوارع بملايين المصريين الذين خرجوا ليعبروا عن فرحتهم الغامرة برئيسهم الذى انحاز لإرادتهم وحما ثورتهم فلم يقبلوا غيره رئيساً لهم فى حماية وأمان رجال مصر من الجيش والشرطة، وتوجه المصريون لتلبية الدعوة الرئاسية ويشهدوا لحظات تاريخية ودروساً تعلم العالم حضارة وتاريخ شعب ثار وتمرد وحقق ما أراد، ورئيسين جديرين بالاحترام والتقدير

كان يوم الثلاثاء الموافق الثامن من شهر يونيو يوماً تاريخياً فى سجل المجد والحضارة، وظهرت الأبهة والعظمة المصرية عن جدارة واستحقاق، واستوعب العالم العظمة والشموخ المصرى الذى كاد يندثر فى غفلة سُرقت فيها الأصل والحضارة وحل محلهما الأهل والعشيرة بجهلها وظلامها0

لقد كان رجال الشرطة والقوات المسلحة على موعد مع التحدى والنجاح، منذ أن أعلنوا العزم والإصرار على عودة مصر لمن يعشقون ترابها ويجودون بدمائهم وأرواحهم فداء لها، لقد ضرب هؤلاء الرجال أروع صور التفانى والإخلاص فى أداء الواجب ليسعدوا المصريين بفرحتهم الغامرة بتنصيب رئيسهم الملهم. قامت وزارة الداخلية جنباً إلى جنب مع وزارة الدفاع بوضع خطة تأمين غير مسبوقة اشترك فيها رجال مدربون قادرون على مواجهة جميع التحديات والتهديدات التى يطلقها الغوغائيون، وكانت البداية بالمحكمة الدستورية العليا بعظمتها وشموخها حيث الأداء الراقى لرجال المرور والأمن العام والمفرقعات وجميع الرجال المشاركين فى خطة التأمين التى نُفذت بانسيابية فائقة ولم يشعر المواطنون بأى تكدس مرورى، خاصة أنه فى ذات اليوم كانت بداية امتحانات الثانوية العامة حيث الإعلان المسبق من إدارة مرور القاهرة عن الطرق البديلة التى يجب على المواطنون سلوكها لحين انتهاء المناسبة الخالدة. جاء مشهد المحكمة الدستورية حضارياً رائعاً من قضاة أجلاء عظماء ورئيس مستشار جليل وقدير، ورئيس قائد وملهم ومنتخب باكتساح، وحكومة محترمة تفانى أعضاؤها فى إنفاذ خارطة المستقبل بأمانة واقتدار، وفى الخارج الأبطال الذين يؤمنون تلك الكوكبة المصرية من خيرة الناس ويسطروا نجاحاً أمنياً رائعاً سيكتب فى سجلات التفوق والنجاح0

فى الوقت ذاته، يتوافد الملوك والرؤساء والوفود المشاركة فى الاحتفال المصرى، ويتحمل رجال الشرطة والقوات المسلحة مهمة حماية وتأمين وفود ما يزيد على 46 دولة وصولاً ومغادرة بالثانية والدقيقة، وتتزين «الاتحادية» بالوجوه السمراء من قارتنا الأفريقية العائدة بقوة، والبيضاء من أوروبا وغيرها، والكُبراء أصحاب الفخامة الملوك والرؤساء العرب ليكون مشهداً أسطورياً فى تاريخ مصر الإرادة0

لقد امتلأت الميادين والشوارع بملايين المصريين الذين خرجوا ليعبروا عن فرحتهم الغامرة برئيسهم الذى انحاز لإرادتهم وحما ثورتهم فلم يقبلوا غيره رئيساً لهم فى حماية وأمان رجال مصر من الجيش والشرطة، وتوجه المصريون لتلبية الدعوة الرئاسية ويشهدوا لحظات تاريخية ودروساً تعلم العالم حضارة وتاريخ شعب ثار وتمرد وحقق ما أراد، ورئيسين جديرين بالاحترام والتقدير إن خروج ذلك اليوم الخالد بهذا الإبهار كان وراءه رجال تفانوا فى حب الوطن وبذلوا، وضحوا بالغالى والنفيس من أجل إسعاد المصريين وإبهار العالم بعودة مصر إلى أصحابها، ورغم ذلك الجهد المضنى الذى بذله رجال الشرطة والقوات المسلحة فى حماية فرحة مصر وشعبها إلا أن ساعة العمل الجاد قد بدأت من فجر ذلك اليوم المشهود، ولأول مرة يترأس محمد إبراهيم - وزير الداخلية - حملة مكبرة على أخطر البؤر الإجرامية بمنطقة الجعافرة والتى كانت مأوى لأعتى عناصر الإجرام والشر لتحقق نجاحاً غير مسبوق، وتستمر الجهود باستراتيجيتها الجديدة لتداهم وتقتحم جميع البؤر الإجرامية وتؤكد قوة الدولة وهيبتها0 بالأمس القريب قام الوزير الشجاع اللواء محمد إبراهيم على رأس حملة مكبرة فى ثلاث مديريات أمنية شملت بورسعيد ودمياط والدقهلية لتطهير بحيرة المنزلة من العناصر الإجرامية التى تغلغلت داخل البحيرة مصدر الرزق والخير لآلاف الأسر، وحققت نجاحاً قوياً أشاد به المواطنون وتناولته وسائل الإعلام المختلفة بالاحترام والتقدير، ولا يبقى إلا أن نوجه الشكر والتقدير لرجال الشرطة والقوات المسلحة وجميع القادة فى المؤسستين العظيمتين على هذا الجهد والعمل الجاد المخلص، وهذا ليس بغريب على خير أجناد الأرض وحماة مصر.