رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مصر من تاني".. سهير عبد الحميد تروى لـ"الدستور" قصة اقتناء أول كتاب

سهير عبد الحميد
سهير عبد الحميد

روت الكاتبة الصحفية سهير عبد الحميد قصة أول كتاب قامت بإقتنائه فى سن المراهقة وهي في السادسة عشرة من العمر تتحسس عناوين الكتب بشغف وحيرة بعد أن فرغت من قراءة روايات ملف المستقبل ومعظم روايات يوسف السباعي ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس..

وقالت عبد الحميد، لـ"الدستور"، في اليوم العالمى للكتاب:"كنت وأنا ألتقط من أرفف جناح أخبار اليوم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب كتابًا حمل اسم "مصر من تاني" للكاتب محمود السعدني.. جذبني العنوان وكنت لا أعلم أن محتواه سيرسم لي معالم الطريق بعد أن أفض تلك السطور التي نقلتني من عالم التاريخ الرتيب المحفلط الجامد في مناهج الدراسة إلى عالم التاريخ الحي النابض الآسر، تاريخ حمل نظرة رجل من الشارع على غير علاقة رسمية مع التاريخ كما ذكر فى مقدمة الكتاب "إن مصر في نظر المحترفين هى سلسلة طويلة من الأمراء والمماليك والسلاطين ولكنها في نظر العبد لله مجموعة متصلة من الأجيال والصياع وأصحاب الحاجات والمتشردين " 

وأكدت عبد الحميد أن السعدني استطاع ان يحول تاريخ مصر الأبكم الأصم في كتب التاريخ التقليدية إلى تاريخ من دم ولحم بتفاصيله؛ قائلة: "شجر الدر التي طحنت مجوهراتها في الهاون حتى لا ترتديها بعدها امرأة أخرى، ضرتها "أم علي" التي قتلتها ثم صنعت الرقاق بالسكر ابتهاجًا واحتفالا فصار طبقًا شهيرا باسمها، أبو رحاب المطرب الشعبي الذي كرس صوته لمقاومة ظلم المماليك الذي يذكرك بالثنائي الشهير نجم والشيخ الإمام،  أحمد القراد الذي كان يسرح في شوارع القاهرة ثم قام هو وقرده بدور ضابط الاتصال بين زعماء الأحياء أثناء الثورة على الفرنسيين، الشيخ الجوسقي شيخ طائفة العميان الذي قاد تلك الثورة وأخرج ما فى خزائنه من غلال ودقيق ووزعه على المقاتلين واشترى السلاح من ماله الخاص وبث العميان في كل ركن من أركان المدينة يأتون إليه بالأخبار.

وتابعت "بعد قراءتي للكتاب كرهت لغة الأرقام التي كتبت بها معظم كتب التاريخ ووجدتني أميل إلى لغة الحكاية ومنطق السرد فالتاريخ في مجمله مجموعة من الحكايات نسجت خيوطها من دم ولحم البشر، وصار دربي ومشروعي في الكتابه هو التنقيب عمّا خفي من تاريخنا المنسي 

واختمت عبد الحميد: "بلغ تأثري بكتاب السعدني مبلغه فبعد عشرين عامًا من قراءتي الأولى له، قررت استخدام اسمه ليكون عنوان كتابي "إسكندرية من تاني..الخواجات والأولياء والجدعان".