رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكي: جهود عربية مستمرة لوقف التصعيد الإسرائيلي الإيراني

إيران
إيران

كشف تقرير أمريكي عن حجم جهود الدول العربية وخاصة مصر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والأردن، ومحاولاتهم المستمرة منذ أشهر لإخماد الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، بعد أن اتسع الصراع ليشمل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، ويخشون الآن من تزايد وتيرة الصراع بين طهران وتل أبيب بعد الهجوم الإيراني على دولة الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت.

وبحسب تقرير لـ"نيويورك تايمز"، فقد وضع الهجوم الإيراني على إسرائيل المنطقة برمتها في حالة تأهب وخلق واقع جديد لا مفر منه على عكس الصراعات الإسرائيلية الفلسطينية السابقة، وحتى التي تشمل إسرائيل ولبنان أو سوريا، ولهذا فإن الصراع الجديد سيستمر في التوسع.

عصر جديد من المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران 

وقالت راندا سليم، زميلة بارزة في معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن، إن جزء من سبب احتواء هذه الحروب هو أنها لم تكن مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران لكننا الآن ندخل هذا العصر حيث المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران والتي يمكن أن تجر المنطقة إلى الصراع ويمكن أن يجر الولايات المتحدة  وسيكون احتمال نشوب حرب إقليمية مطروحًا على الطاولة طوال الوقت.

وقال جوست هلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، إن الولايات المتحدة وإيران يرغبان في تجنب توسيع الصراع وهذا ما يهدأ من الأمور، بينما تريد إسرائيل وحماس استمرار الحرب.

الدول العربية تخشى اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران

وانقسم المسؤولون والمحللون في المنطقة، حول ما إذا كان الهجوم الإيراني سيحفز الدول العربية التي تربطها علاقات طويلة الأمد بالولايات المتحدة، الضغط عليها للحصول على الضمانات الأمنية منها أو النأي بنفسها في محاولة للحفاظ على نفسها وأن تكون في مأمن من التعرض لهجوم من جانب الولايات المتحدة او إيران. 

وأكدت الصحيفة الأمريكية أنه حتى قبل الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل والذي أدى إلى اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر الماضي، كانت الدول العربية تعمل على تعديل علاقاتها الجيوسياسية، وكان قلقهم هو أنهم قد لا يعودون قادرين على الاعتماد على الحكومة الأمريكية التي تركز بشكل متزايد على آسيا مع تزايد نشاط الجماعات المسلحة المدعومة من إيران.

وقال ريناد منصور، الباحث في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، إن انزعاج القادة العرب زاد بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة.

ومع بداية الحرب في غزة، تم جر دول الخليج، إلى جانب مصر والأردن، بشكل مباشر إلى ديناميكيات الصراع الذي أرادت بشدة تجنبه.

الصراع الإسرائيلي الإيراني يُهدد بمزيد من التوترات في الشرق الأوسط

ومن غير الواضح ما إذا كان الصراع بين إسرائيل وإيران سيزيد من توتر العلاقات الجديدة نسبيًا بين إسرائيل وبعض الدول العربية منذ أن بدأت الحرب في غزة، بردت تلك العلاقات، ولكن يبدو أن أيًا من الحكومات العربية التي أقامت علاقات مؤخرًا مع إسرائيل ليست مستعدة للتخلي عنها تمامًا.

ويقول المحللون، إن هذا الابتعاد من المرجح أن يستمر، لكن حتى الآن لم يقطع أي منها العلاقات مع إسرائيل، أو استبعدها تمامًا، في حالة المملكة العربية السعودية.

وقالت ياسمين فاروق، الباحثة غير المقيمة في جامعة هارفارد، إن أحد أسباب بقاء السعودية منفتحة على علاقة مستقبلية مع إسرائيل هو أن السعوديين يأملون الآن أكثر من أي وقت مضى في الحصول على ضمانة أمنية من الولايات المتحدة في حالة وقوع هجوم من قبل إيران. 

وأضافت أنه على الرغم من تاريخ السعودية الحافل بالعداء لإيران، فإن تصلب الرأي العام السعودي ضد إسرائيل والولايات المتحدة بسبب حرب غزة يغير حسابات القادة السعوديين وينصب تركيزهم الآن على دفع الولايات المتحدة لإجبار إسرائيل على إنهاء الحرب.

ولعل التطور الأكثر إثارة للدهشة في المنطقة هو الدفع المتزايد من قبل بعض الدول العربية لتكون جزءا من صياغة الحلول الدبلوماسية لتجنب انزلاق المنطقة إلى حرب أوسع نطاقا بين إسرائيل وإيران، فسبق ووعقدت الدول العربية مؤتمرا في الرياض في نوفمبر لمناقشة أفضل السبل لاستخدام نفوذها لوقف الصراع على وقع حرب غزة.