رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

داعش يحارب الفلسطينيين!

أضرار مادية فقط، أحدثتها عبوة ناسفة، انفجرت خلال قيام قوة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية بتفكيك «قوة مسلحة» فى بلدة سيريس، شمال الضفة الغربية، تابعة لتنظيم «داعش». ونقلت «وكالة أنباء العالم العربى»، أمس السبت، عن مصدر أمنى فلسطينى أن الاجهزة الأمنية تمكنت من العثور على «قذائف هاون ونفق صغير فى منزل أحد أعضاء الخلية، إضافة إلى برميل بارود وسيارة مفخخة مجهزة للتفجير» كانت مُعدة لاستهداف مقار الأمن الفلسطينى فى الضفة الغربية، وفقًا لاعترافات أعضاء الخلية.

منذ عشر سنوات تقريبًا، تحديدًا فى ١٩ يناير ٢٠١٤، قام حوالى مائتى شاب، من مناصرى «داعش»، بالخروج فى مسيرة علنية جابت شوارع مدينة غزة الرئيسية. وفى ١٦ أكتوبر التالى، تلقت الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالضفة الغربية معلومات بشأن وجود عناصر تنتمى للتنظيم، تخطط لمهاجمة أهداف فلسطينية، تم على إثرها القبض على عشرة عناصر. و... و... وفى ١٥ مارس ٢٠١٦، جاء فى العدد رقم ٢٢ من صحيفة «النبأ»، لسان حال التنظيم، أن الجهاد فى فلسطين يتساوى مع غيره دون تمييز!

هكذا، أعلن التنظيم، فى يونيو ٢٠١٧، مسئوليته عن تفجيرين استهدفا البرلمان الإيرانى وضريح آية الله الخمينى، وفى يناير الماضى، شهدت مدينة كرمان الإيرانية، تفجيرين، أولهما على بعد ٧٠٠ متر من قبر قاسم سليمانى، والثانى على بعد كيلومتر واحد، خلال إحياء الذكرى الرابعة لرحيل قائد «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثورى الإيرانى»، الذى اغتالته الولايات المتحدة، فى العاصمة العراقية بغداد، سنة ٢٠٢٠ بأمر مباشر من الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب. وفى المرتين، وجّه مسئولون إيرانيون، ووسائل إعلام رسمية، أصابع الاتهام إلى إسرائيل والولايات المتحدة، قبل أن يعلن «داعش» مسئوليته!

يقال إن «داعش» بدأ «ببطء ولكن بثبات» فى استعادة موطئ قدم له فى سوريا. وذكر تقرير حديث أصدره مركز معلومات «روج آفا»، التابع للأكراد، أن التنظيم شنّ ١٦ هجومًا فى يناير، و٢٦ فى فبراير و٢٧ هجومًا فى مارس على الأراضى السورية. كما قالت بيانات القيادة المركزية الأمريكية إن عدد مقاتلى التنظيم فى سوريا والعراق يبلغ، الآن، حوالى ٢٥٠٠ شخص، أى ضعف تقديرات نهاية يناير. ومنذ أسبوعين تقريبًا، نقلت وكالة «رويترز» عن ألينا رومانوفسكى، السفيرة الأمريكية لدى بغداد، أن «داعش لا يزال يشكل تهديدًا فى العراق». و... و... ووجهت السفارة الأمريكية فى موسكو تحذيرات للمواطنين الأمريكيين، كان أحدها أو أحدثها، فى ٧ مارس الجارى، وطالبتهم فيه بتجنب التجمعات الكبيرة، خاصة الحفلات الموسيقية، وقالت إنها «تراقب التقارير التى تفيد بأن المتطرفين لديهم خطط وشيكة». 

هذه التحذيرات، وصفها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى خطاب ألقاه أمام جهاز الأمن الاتحادى، بأنها «استفزازية»، وقال إنها «تشبه الابتزاز الصريح». لكن قبل أن ينتهى شهر مارس، حدث هجوم إرهابى على صالة للحفلات الموسيقية، بالقرب من العاصمة الروسية موسكو، وأعلن تنظيم «داعش» مسئوليته عنه. ووقتها، نقلت «وكالة رويترز» عن «مسئول أمريكى» أن الولايات المتحدة لديها معلومات مخابراتية تؤكد صحة إعلان تنظيم «داعش خراسان» مسئوليته عن الهجوم. وللوكالة نفسها، قال مايكل كوجلمان، من مركز «ويلسون» الذى يقع مقره فى واشنطن، إن «داعش خراسان»، يرى «أن روسيا متواطئة فى أنشطة تضطهد المسلمين باستمرار».

.. وتبقى الإشارة إلى أن العدد ٤١٢ من صحيفة «النبأ»، لسان حال «داعش»، الصادر فى ١٢ أكتوبر الماضى، لم يتحدث عن هجمات ٧ أكتوبر، أو عملية «طوفان الأقصى»، بشكل مباشر، مكتفيًا بالإشارة، فى افتتاحيته، إلى أن «الأخوة الإيمانية التى تعد من صميم الإيمان» تلزم المؤمن «نصرة أخيه فى المحن الواقعة عليه، وأشدها تعدى الكافر عليه بقتل، أو أسر، أو تهجير». ثم زعم، فى العدد التالى، العدد ٤١٣، الصادر فى ١٩ أكتوبر ٢٠٢٣، أن الطريق إلى استهداف إسرائيل يتحقق عبر مسارين، أولهما استهداف الوجود اليهودى فى كل أنحاء العالم، وثانيهما استهداف جيوش وحكومات الدول العربية!