رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فوق الـ 70 والبيت الأبيض!

مع الرئيسين الحالى والسابق، جو بايدن ودونالد ترامب، اللذين رشحهما الحزبان الرئيسان، الديمقراطى والجمهورى، أعلن أربعة آخرون عن اعتزامهم الترشح فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، المقرر إجراؤها فى نوفمبر المقبل: ماريان وليامسون، روبرت إف كينيدى الابن، كورنيل وست، وجيل ستاين. والأربعة، يشتركون مع بايدن وترامب فى أنهم تجاوزوا السبعين!

كثيرون، داخل الولايات المتحدة وخارجها، تشككوا، وما زالوا، فى قدرات «بايدن» الجسدية والذهنية، أو العقلية، على القيام بمهام وظيفته. وأظهرت استطلاعات رأى عديدة أن تقدمه فى السن بات مصدر قلق للأمريكيين، ويُسلط الضوء، فى انتخابات الرئاسة المقبلة، بدرجة أكبر، على كامالا هاريس، نائبة الرئيس، التى ستخوض معه السباق للمرة الثانية، وستكمل، حال فوزهما، فترة ولايته، لو لم يمهله القدر!

فى ٢٠ نوفمبر المقبل سيصبح الرئيس الأمريكى فى الثانية والثمانين، وسيتجاوز السادسة والثمانين بشهرين، لو طال عمره وأكمل ولايته الثانية. وبالتالى، سيحقق رقمًا قياسيًا جديدًا، بعد أن كان قد تصدر قائمة أكبر الرؤساء الأمريكيين سنًا، منذ أربع سنوات، متقدمًا على الرئيس الأسبق رونالد ريجان، الذى ترك منصبه وهو فى السابعة والسبعين، التى بلغها الرئيس السابق دونالد ترامب فى يونيو الماضى!

تأتى فى المركز الثالث، الطبيبة جيل ستاين، Jill Stein، التى كررت فى نوفمبر الماضى إعلان ترشحها عن «حزب الخضر»، كما سبق أن فعلت فى انتخابات ٢٠١٢ و٢٠١٦. وكالعادة، اتهمت الديمقراطيين بالحنث بوعودهم «تجاه العمال والشباب والمناخ مرات كثيرة»، أما الجمهوريون فقالت إنهم لم يقدموا مثل هذه الوعود أساسًا. وكانت الأستاذة «ستاين»، التى ستبلغ الرابعة والسبعين فى ١٤ مايو المقبل، قد جمعت عدة ملايين من الدولارات لإعادة فرز الأصوات بعد فوز ترامب فى انتخابات ٢٠١٦، غير أن مساعيها لم تنجح إلا فى إعادة فرز أصوات ولاية ويسكونسن فقط، وكانت النتيجة تأكيد فوز ترامب!

بفارق سنتين عن «ستاين» و١٠ سنوات عن «بايدين»، تحتل الأستاذة ماريان وليامسون، Marianne Williamson، المركز الرابع، ولها عدة كتب فى التنمية البشرية، وعن الروحانيات، تصدّرت قوائم الأكثر مبيعًا، وستحتفل فى ٨ يوليو المقبل بعيد ميلادها الثانى والسبعين، وتوصف بأنها «ناشطة سلام وفاعلة خير» وكانت قد انسحبت من المنافسة على نيل ترشح الحزب الديمقراطى، فى فبراير الماضى، ثم أعادت إطلاق حملتها الانتخابية للترشح ببرنامج قائم على «العدل والحب»، بعيدًا عن الحزب.

السيناريو نفسه تقريبًا كرره روبرت إف كينيدى الابن، الذى أتم السبعين فى ١٧ يناير الماضى، وحاول الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطى، ثم قرر خوض الانتخابات مستقلًا، بعد قيام الحزب بترشيح بايدن. وهو ابن شقيق الرئيس الأسبق جون إف كينيدى، الرئيس الـ٣٥ للولايات المتحدة، الذى تم اغتياله سنة ١٩٦٣، ونجل السيناتور روبرت إف. كينيدى الذى تم اغتياله سنة ١٩٦٨ خلال حملته الانتخابية الرئاسية. وخلال الانتخابات التمهيدية، هاجم سياسات بايدن، فى قضايا الديون والهجرة والإنفاق الحكومى وحوادث إطلاق النار وجرائم الكراهية، و.. و..، وغيرها.

هناك أيضًا كورنيل وست، Cornel West، الذى تجاوز السبعين، فى ٢ يونيو الماضى، وهو ناشط وأكاديمى، تخرج فى كلية الآداب جامعة هارفارد، وحصل على الدكتوراه فى الفلسفة من جامعة برينستون، و... و... ويَعد الأمريكيين بالقضاء على الفقر، ويراهن على اجتذاب «الناخبين التقدميين ذوى الميول الديمقراطية». وكان قد أعلن، فى يونيو الماضى، عن اعتزامه الترشح عن «حزب الخضر»، ثم زعم فى أكتوبر أن الناس «يريدون سياسات جيدة بدلًا من السياسات الحزبية» وقرر الترشح مستقلًا!

.. وتبقى الإشارة إلى أن المنافسة الفعلية فى السباق إلى البيت الأبيض، أو على الرئاسية الأمريكية، محصورة، منذ سنة ١٨٥٧، بين الفيل والحمار، أى بين مرشحى الحزبين الجمهورى والديمقراطى، وكان أفضل ما وصل إليه المرشحون المستقلون هو المركز الثانى فى انتخابات ١٨٦٠ ثم ١٩١٢، وبعدهما، لم يظهر مرشح مستقل ينافس، فعليًا، مرشحى الحزبين، إلا «روس بيرو»، الذى حصل فى انتخابات ١٩٩٢ على ١٩٪ من الأصوات، نزلت إلى ٨٪ حين خاض انتخابات ١٩٩٦ مرشحًا عن حزب الإصلاح.