رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد رزق: فشلت فى «التبريقة» والصوت الخشن وأنا بعيد عن شخصية «الرفاعى»

أحمد رزق
أحمد رزق

حقق الفنان أحمد رزق نجاحًا كبيرًا فى مسلسل «بيت الرفاعى»، فلأول مرة يجسد شخصية تجمع بين الشر والرومانسية، وفاجأ جمهوره بصوت «خشن» استدعاه لأول مرة مصادفة فى التصوير، وخاف أن يفقده، ثم اكتشف أن الصوت ارتبط حضوره بارتداء ملابس «فاروق».

«الدستور» التقت «رزق»، الذى حكى مسيرته مع تلك الشخصية، وكيف جمع تفاصيلها من وجوه أشخاص يشبهون «فاروق» التقاهم فى حياته، وكشف عن أنه سيعود للسينما قريبًا بعمل جديد، سيبدأ التحضير له بعد عيد الفطر.

وأشاد بنجاح الشركة «المتحدة» للخدمات الإعلامية فى تطوير سوق الدراما المصرية، وإعادتها لريادتها، مؤكدًا أن عمله كممثل لا يشغله عن دوره كأب يحرص على ممارسة طقوس رمضان مع أسرته.

■ بداية.. كيف استقبلت ردود الأفعال حول شخصية «فاروق»؟

- ردود الأفعال كانت مرضية جدًا بالنسبة لى، وأسعدتنى كثيرًا؛ فالجمهور فوجئ بشخصية «فاروق الرفاعى»، لأنه بعيد كل البعد عنى، وعن أى شخصية جسدتها من قبل، لذلك كان الأمر مفاجأة غير متوقعة للجمهور.. «فاروق» شخصية مستفزة للمشاهد.

■ لماذا وافقت على المشاركة فى العمل؟

- كما استفزت الشخصية الجمهور، استفزتنى عند قراءة السيناريو، خاصة أنها بعيدة عن أى شكل رآنى به المشاهد من قبل.. وحينما جسدت الشخصية صدقنى الناس.

ورأيت أن فريق عمل المسلسل يضم فنانين كبارًا، أسعد بالتعاون معهم، وأود الإشادة بمخرج العمل، الذى يمتلك رؤية مبهرة. وجدت أن عناصر النجاح مكتملة فى المشروع، لذلك شعرت بالحماس وشاركت به.

■ كيف كانت استعداداتك لتجسيد شخصية «فاروق»؟

- ركزت على التفاصيل؛ وقررت أن أكون مختلفًا من حيث الشكل والأداء والصوت، ليكون «فاروق» أمام الكاميرا هو فاروق المرسوم بدقة فى السيناريو، رأيت ملابسه وشعره وذقنه.. كان كل تركيزى هو أن أستحضر كل معطيات الشخصية بالشكل المطلوب.

«فاروق الرفاعى» شخصية تضم تفاصيل كثيرة، جميعها بعيدة تمامًا عن شخصيتى الحقيقية؛ مثل «تبريقة العين وطريقة الكلام»، وكان يجب أن أحدد انفعالات وشكل «فاروق» بدقة حتى يصدقه الجمهور. أحرص على اختيار شخصيات جديدة، وأن يكون الدور مختلفًا ومؤثرًا فى الأحداث.

■ كيف جعلت صوتك خشنًا ليناسب الشخصية؟

- سأفشى سرًا لأول مرة: عندما بدأنا تصوير ونفذت أول مشهد لـ«فاروق»، خرج هذا الصوت تلقائيًا، وأنهيت اليوم، وشعرت بأننى سعيد بالوصول لطبقة الصوت تلك، وعدت لمنزلى، وفى أثناء مذاكرتى السيناريو وتحضير المشاهد المقبلة، فوجئت بأننى لا أستطيع استحضار طبقة الصوت التى خرجت منى فى أثناء التصوير باليوم الأول، ما جعلنى أشعر بصدمة كبيرة.

وفى يوم التصوير التالى، اكتشفت السر، وهو أننى عندما أرتدى ملابس «فاروق» ويتحول شكلى لشكله، أستحضر الشخصية وصوتها تلقائيًا. 

عند وصولى لوكيشن التصوير واستخدام أدوات «فاروق»، تخرج منى صفاته وكلامه وصوته وكأننى هو تمامًا.

■ كيف مزجت بين الشر والرومانسية فى الشخصية؟

- فى الحقيقة «فاروق» تركيبة خاصة جدًا، مواصفاتها ستكتمل فى الحلقات المقبلة، فالعمل مكون من ٣٠ حلقة، وهناك أمور كثيرة غامضة ستتضح.

وأريد أن أوضح أننى كممثل يجب أن أتعاطف مع الشخصية وأصدقها مهما كانت، ويجب أن أصدق كل دوافع «فاروق».. لماذا يتصرف بهذا الشكل وما الذى دفع الشر للخروج من داخله. وبالنسبة للرومانسية فهو كان يحب «رقية» منذ الطفولة، وتأثر جدًا برفضه من والدها قبل وفاته.

كما أنه يكتشف أمورًا صادمة بشكل مستمر، عن عمه، الذى كان يُكن له كل حب وتقدير، رغم أنه كان أكثر حزنًا من أبنائه عليه، وهذا كله يظل يؤثر عليه فيغير من شخصيته ومن قناعاته.

■ هل صادفت فى الواقع شخصيات تشبه فاروق؟

- نعم.. بالطبع قابلت شخصيات مثل «فاروق»، ولكن ليست بصفاته كاملة. وقابلت عدة أشخاص وعندما جمعت صفاتهم خرجت بالشخصية، فالشخصية من وحى خيال المؤلف وليست موجودة بالواقع، فمثلًا من الممكن أن أقابل شخصًا وأحب طريقة تحدثه وأستخدمها فى أداء شخصية معينة.. وتلك الشخصيات قابلتها فى حياتى عن طريق الصدفة وليس بشكل مرتب أو مقصود.

■ ألم تشعر بأى قلق قبل تجسيد تلك الشخصية؟

- بالعكس تمامًا، فعندما أجسد شخصية بعيدة ومختلفة عنى أشعر بأننى فى قمة سعادتى، ومستمتع جدًا كممثل، وفى رأيى التمثيل نوع من أنواع المغامرة، وإن لم أغامر فلن أتقدم خطوة، وإذا لم أجسد شخصية تفاجئ الجمهور وتجعله يتساءل: «كيف جسدتها؟» فلن يصبح هناك جديد بالنسبة لى.

المغامرة هى سبب سعادة الممثل تحديدًا، وهو ما سينعكس على الجمهور أيضًا، أن يستمتعوا بالشخصية التى يجسدها الممثل بصدق.

■ كيف كان تعاونك الأول مع الفنان أمير كرارة؟

- أمير صديقى منذ زمن طويل، ويمكن أن يكون هذا المسلسل التعاون الأول بيننا، ولكن تربطنا علاقة صداقة قوية، وهو شخص محترم ومشهور بكواليسه الهادئة، والحقيقة أن الكواليس سيطرت عليها حالة من الأخوة بعكس ما هو موجود فى الأحداث من عداء وصراع.. وسأفشى سرًا من أسرار المسلسل أن علاقة «فاروق» بـ«ياسين» ستتضح خلال الحلقة الأخيرة.

■ ما أكثر مشهد كان مرهقًا بالنسبة لك؟

- لم أتعامل مع شخصية «فاروق» كعدد من المشاهد يمكن أن أفاضل بينها.. فى أعمال ماضية كان يمكننى التحدث عن مشهد صعب، لكن شخصية فاروق ليست من هذه النوعية التى يمكن أن نراها كعدد من المشاهد.

أستحضر الشخصية فى الكواليس، ثم أدخل وأنهى أى مشهد، ولا أنشغل بالتركيز بماذا سأفعل، ولكننى أكون مستعدًا. وأعتقد أن شخصيات مثل «فاروق» يمكن أن نقول عنها إن «كل مشاهدها مهمة ومليئة بالتفاصيل»، سواء مشهد بسيط أو صعب أو «أكشن» أو ملىء بالمشاعر.

■ كيف كان التعاون مع المخرج أحمد نادر جلال؟

- المخرج أحمد نادر جلال يعتبر مخرجًا مريحًا بالنسبة لأى ممثل، نظرًا لحبه الكبير للممثل، وتقديره مجهوده، ولا يجعله مثلًا يهدر مجهودًا دون جدوى، وتوجيهاته مهمة، وملاحظاته دائمًا تكون فى المصلحة العامة.

ويعتبر المسلسل التعاون الثانى لى معه، فقد تعاونا من قبل فى فيلم «بنى آدم»، ولكن نظرًا لأن الدراما التليفزيونية «نفسها أطول» فهذه المرة استمتعت بالعمل معه جدًا، فقد استمر العمل ٦ أشهر منذ بداية التحضير وفترة التصوير.

■ ما رأيك فى المنافسة الرمضانية خلال هذا العام؟

- فى رأيى أن المنافسة الرمضانية هذا العام فى مصلحة الجمهور ومتنوعة بشكل كبير، وفكرة التنوع فى المواضيع من أبرز نجاحات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى أحدثت حالة ثراء لدى المتفرج.

وفكرة الـ١٥ حلقة أراها جيدة جدًا، وتجعل الأعمال الدرامية التليفزيونية مشدودة وإيقاعها منضبطًا، وأعتقد أن فى العام المقبل سيكون عدد مسلسلات الـ١٥ حلقة أكبر من العام الجارى، لأنها فعليًا أثبتت نجاحها وأهميتها و«حلاوتها»، لأنها لم تجعل هناك فرصة للشعور بالملل لدى المُشاهد أبدًا، فأعتبرها توجهًا محترمًا من الشركة المتحدة.

■ ما رأيك فى فكرة مسلسل «مليحة» كأول عمل مصرى يناقش القضية الفلسطينية؟

- بصراحة لم أشاهد أى أعمال حتى الآن، نظرًا لانشغالى الفترة الماضية بالتصوير يوميًا، وأنهيت التصوير منذ يومين فقط، ولكن مسلسل «مليحة» كفكرة فى حد ذاتها تعجبنى، وهذا جزء من وظائف وأهداف الفن، أن أطرح موضوعًا وأناقش قضية مهمة مثل القضية الفلسطينية، حتى لو على سبيل التذكرة، فأذكر المشاهد طوال الوقت بالقضية حتى لا ينساها أولادنا، ويظلون متمسكين بدعم القضية الفلسطينية.

■ هل تحضر لأعمال فنية جديدة الفترة المقبلة؟

- نعم.. أحضر لفيلم سينمائى أعود به إلى السينما بعد فترة غياب عنها، ولكن بصراحة أحتاج لوقت راحة كبير بعض الشىء، وسأبدأ بعد إجازة عيد الفطر المقبل التجهيز لهذا العمل، والذى أُفضل التكتم على تفاصيله حتى استكماله.

■ هل الفن يشغل أحمد رزق عن دوره كأب؟

- بالطبع لا، فأحرص دائمًا أن أكون قريبًا من أبنائى، وأشجعهم على الحفاظ على الفرائض ونصلى معًا جماعة، وفى رمضان هناك جدول لختم القرآن الكريم لتشجيع الأسرة على ذلك، فطقوسى فى رمضان مثل كل الأسر المصرية المسلمة حتى بالنسبة للعمل فى فترة التصوير، نقوم بالتصوير ونحن صائمون إن استدعى الوقت أن يكون قبل المغرب، وهناك مشاهد أخرى قمنا بتصويرها بعد الإفطار وهو الأريح بالطبع، والفن شىء ودورى كأب أهتم بتربية أبنائى شىء آخر.

■ ماذا تفضل.. البطولة الجماعية أم المطلقة؟

- الحقيقة المصطلح بالنسبة لى لا يشغلنى، فأنا أصنف الأمر «ورقًا جيدًا وورقًا دون المستوى»؛ فهناك دور يجذبنى وآخر لا أتفاعل معه.

عندما أحب الدور، سواء بطولة مطلقة أو مشتركة أو جماعية، سأوافق عليه على الفور دون التركيز فى المصطلح، فأنا أبحث دائمًا عن الدور القوى الجديد والمختلف، والذى سيضيف لى، ويشعرنى بحالة متعة وأنا أجسده، دون التركيز فى أى تفاصيل أخرى.