رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل ارتضى الله الإهانة لعباده المؤمنين فى غزة؟ شيخ الأزهر يوضح الأمر

أحمد الطيب
أحمد الطيب

أجاب فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على السؤال: إذا كان "البر" يعني إكرام الله وإعزازه أولياءه، كيف نفهم ما يفعله السفهاء والظلمة بعباد الله من تنكيل وقتل وتعذيب كما نرى في غزة؟

وأضاف شيخ الأزهر، خلال حلقة اليوم الأحد، ببرنامج "الإمام الطيب"، المذاع على قناة "الحياة": "هذا ليس معناه أن الله، وحاشاه تعالى ذلك، كأنه تخلى عن إكرامهم، فالمسألة ليست هكذا، بل لأننا فهمنا هذه الإهانة من وجهة نظرنا البشرية القاصرة، والمفروض أن ننظر بعينين، فالفعل يكون إهانة حين يكون ظاهره وباطنه واحدًا".

وتابع: "بمعنى إهانة في الظاهر وإهانة في الباطن، وكذلك يكون إهانة حينما يكون مبدؤه ومنتهاه ومآله إهانة، ونتيجته جاءت أيضًا في سياق الإهانة".

وأكد شيخ الأزهر أن ما يحدث مع عباده المؤمنين في غزة، فهو يدخل في باب الابتلاء، لأن ظاهره إهانة لكن باطنه يختلف أشد الاختلاف، فهو لحكمة يعلمها الله، وفد تكون معلومة أو غير معلومة.

ما معنى الفيض الإلهي وعلاقته بالقضاء والقدر؟

واستكمل: "لا يسعك أبدًا أن نفهم أن هذا الفعل إهانة في حقيقته، لأن الإهانة في الشكل، أما في المضمون فهو ليس إهانة يدخل في باب المحنة التي تعقبها منحة، مستشهدًا بقوله تعالى: "إن مع العسر يسرًا"، مؤكدًا أن اليسر هو المآل.

وواصل: "قضية حدوث الشر أصلًا في الكون لا نفهمها على حقيقتها"، موضحًا أن الكون لا يوجد به شر، ولكنه خير، فالله سبحانه وتعالى يريد دائمًا الخير، وهو تعالى إذا أراد الشر فلما يتضمنه من خير، لأنه لا يظلم مثقال ذرة".

وذكر فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن الفقر والمصائب وما يحدث الآن من حروب، ظاهرها إهانة ولكن باطنها فيه خير، وذلك لحكمة إلهية قد تخفى علينا، فهذه الحكمة الإلهية تعمل مرتبطة بصفتين، صفة العدل وبصفة الجود الإلهي أو الفيض الإلهي وهو مستمر ولا ينقطع.

وأشار في هذا المعنى إلى أن ما يحدث بخيره وحتى بما نظنه شرًا هو أثر الفيض الإلهي، وإذا فكرنا في ارتباط الحكمة بالعدل فمعنى ذلك أن ما يصيب الناس ليس ظلمًا لهم، وإذا فكرنا في ربط الحكمة بمعنى الفيض الإلهي، فذلك معناه أن كل ما يحدث هو من عند الله، كأنك تقول أن ليس هناك أجمل مما حدث لأنه بالفعل هكذا، قائلًا: "القضاء والقدر لا بد أن يرتبط بالعدل والفيض فلا يوجد أفضل مما يحدث الآن".