رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أنا معلم

الحارة الشعبية، اتعمل عنها أفلام ومسلسلات كتير جدًا، دارت أحداثها عن الجدعنة والشهامة وتحمل المسئولية، ناسها وأهلها حتة مننا لأننا ببساطة جزء منها.
السنة دي وفي موسم الدراما في رمضان، لقينا نفسنا أمام شكل جديد للحارة الشعبية، وهو شادر سمك كبير، شادر السمك مش مجرد مكان نبيع ونشتري منه أسماك ومأكولات بحرية، شادر السمك جزء من الدنيا الواسعة اللي فيها سمك كبير بياكل سمك كبير برضوا.. وفي نفس الوقت مش بيسمح بوجود سمك صغير.
مسلسل "المعلم"، للنجم الكبير مصطفى شعبان، لخص كل كلمات الجدعنة اللي ممكن تتقال عن الحارة الشعبية وحب الجيرة والجيران، مش مجرد مسلسل أو قالب درامي ممزوج بكوميديا، ده قصة كفاح لكل أهل الحارة، طموح الشباب، وأطلال الكبار، وجشع التجار.
الحارة الشعبية، حتى لوكان جزء منها سوق السمك، فهي نسيج لشعب مصر، المسلم والمسيحي اللي بتجمعهم رابطة إخوة اللي ممكن تكون أقوى من رابطة دين أو قيم متعارف عليها..
"أنا معلم"، ده اللي هيثبته بطل العمل، مصطفى شعبان، اللي هيقدر يكشف ألاعيب المعلمين، ويثبت إنهم تجار مخدرات، وكمان هيرجع الحقوق والمحلات لأصحابها.
المعْلَمة، ليها أصولها، وده اللي هتكشفه حلقات المسلسل الجاية، بعد ما دارت أحداثه اللي بدأت لينا من  الحلقات الأولى إنها نمطية وقديمة، لكن قدر المؤلف إنه يعيشنا حالة جديدة ووصفًا جديدًا لصراع شادر السمك اللي اعتبره جزءًا من العالم اللي عايشين فيه.
مؤلف العمل، قدر يعمل لنا توليفة وخلطة حلوة جدًا، جميع  فيها بين، حماس الشباب، وسلطة المال، ووفاء الزوجة المريضة اللي بتعشش على بيتها وجوزها وبتداري عليه مرضها، عمل مكتمل الجوانب بامتياز.
تواتر الأحداث، والحبكة الدرامية، والكتابة المميزة مع مدرسة مصطفى شعبان، مع شركة كبيرة ممثلة في: الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، اللي سخرت إمكاناتها ووفرت كل احتياجات العمل، أخرجت لنا عملًا قديرًا مميزًا، بنستناه يوميًا عشان نعرف إيه اللي هيحصل وإيه الجديد في شادر السمك.
خلطة "المعلم" حلوة، مقبولة من الشارع، لقينا في الكتابة، تجسيد حقيقي لمعنى الحارة الشعبية والجدعنة، الشاب اللي خسر ثروته وفلوسه ورغم ذلك بيشقى وبيشتغل ومراعي الصغير والكبير، لقينا الزوجة الطيبة الجدعة، اللي بتخبي مرضها على جوزها وكمان بتخطبله، وعايزة تجوزه صحبتها، لقينا الطماع اللي عايز يكون كبير السوق على حساب الكل، لقينا تاجر المخدرات اللي بيدخل سموم للشباب والبلد، وبنته طبيبة بتعالج الإدمان، لقينا تاجر مخدرات هيعمل مصحة علاج إدمان كبيرة من فلوس المخدرات، عشان يعالج بيها اللي هيشتروا الممنوعات اللي بيدخلها، يعني هيشربهم ويعالجهم وبرضوا بفلوسهم.
لقينا الولاد اللي بيحجروا على أبوهم عشان يبيعوا المحل اللي شايفينه إنه مش مربح ومش محقق أحلامهم.
"أنا معلم"، جملة بيقولها بطل المسلسل في كل مرة بينجى فيها من  كل مشكلة هتواجهه، ومن كل حفرة هيقع فيها.. كتابة وتأليف العمل  يبعدك عن الملل، أو الزهق،  يخليك دائمًا منتظر الجديد، ومستني الأحداث، ولسه كل يوم مع "المعلم" هيكون فيه جديد.