رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حزمة مكاسب منتظرة رصدها خبراء

أردوغان فى القاهرة: 3 قطاعات تتصدر التعاون "المصرى ـ التركى"

الرئيس السيسي خلال
الرئيس السيسي خلال استقباله أردوغان

شهدت العلاقات "المصرية ـ التركية" تطورات ما بعد القطيعة التي دامت لأكثر من 11 عامًا، والتى تكلّلت مؤخرًا بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، للقاهرة لأول مرة منذ 11 عامًا وما تخللها من مباحثات وخطط اقتصادية قوية لدعم العلاقات وتحقيق أهداف اقتصادية واستثمارية بين البلدين.

وحظى الملف الاقتصادي بالنصيب الأكبر من مباحثات الجانبين المصري والتركي والتي تطرقت إلى تناول تعزيز التعاون في ملف التبادل التجاري والسياحة والاستثمارات البينية حيث يعتزم الجانبين زيادة التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار ورفع الاستثمارات التركية إلى 3 مليارات دولار.

أردوغان في القاهرة: ماذا عن مكاسب مصر؟ 

وعقّب الخبير الاقتصادي د.صلاح فهمي على أهداف زيارة الرئيس التركي لمصر بالقول إن المباحثات الاقتصاديّة بين أنقرة والقاهرة ستزيد من حجم الصادرات المصرية إلى تركيا، وتوفير رصيد إضافي من العملة الأجنبية على نحو يساهم في التخفيف من أزمة الدولار، إضافة إلى ضخ مزيد من الاستثمارات التي ستُسهم فى خلق مزيد من فرص العمل بشكل كبير، ما ينعكس "بشكل إيجابي" ويُحدث وفرة في العملات الأجنبية التي تحتاجها السوق المصرية المتعطشة في الوقت الراهن للعملة الصعبة.

فهمي شدد في تصريحاته، لـ"الدستور"، على أن العنصر الأصيل والأهم في زيادة الاستثمارات يتمثل في موقع مصر المتميز وقربه من تركيا، فالموقع الجغرافي في هذه الحالة سيُساعد الدولتين في تنمية التجارة: "الرئيسان المصري والتركي سيستأنفان مباحثاتهما نحو تعزيز التعاون بين البلدين في أبريل المقبل، ودفع عجلة التنسيق على مستوى عال في جميع القطاعات".

10 مليارات دولار حجم التجارة البينية 

بدوره، ثمّن الخبير الاقتصادي د. علي الإدريسي زيارة أردوغان للقاهرة مؤكدًا، لـ"الدستور" أن عودة العلاقات بين مصر وتركيا بعد انقطاع دام 11 عامًا مكسب حقيقي للطرفين وللمنطقة ككل، مشددًا على أن تركيا من أكبر المستوردين من السوق المصري، موضّحًا أن حجم التجارة البينية يبلغ نحو 10 مليارات دولار بين البلدين وهناك اتفاق لزيادتها لنحو 15 مليار دولار، فالسعي لزيادة معدلات التبادل التجاري وزيادة حجم الاستثمارات الوافدة من أنقرة يعتبر من أهم محاور الزيارة من الناحية الاقتصادية، بجانب السعي إلى التبادل بالعملات المحلية لتخفيف الطلب على الدولار: "هناك محاور عدّة للتعاون تتمثل في الزراعة والصناعة والسياحة والطاقة".

أضاف الإدريسي "أن مصر حققت فائضًا في ميزانها التجاري مع تركيا العام الماضي لأول مرة منذ 5 سنوات"، موضّحًا أن صادرات مصر إلى تركيا وصلت إلى 3.5 مليار دولار وواردتها من أنقرة نحو 2.5 مليار دولار.

تداعيات الزيارة على السياحة

على صعيد الملف السياحي، قال د.عاطف عبد اللطيف، رئيس جمعية مسافرون للسياحة والسفر إن تلك الزيارة مهمة ومحورية للسياحة والاقتصاد ككل؛ لأن تركيا دولة هامة تجمعها بمصرحجم أعمال كبير، مؤكدًا أن الفترة المقبلة ستشهد تعاونا كبيرًا بين البلدين، فتركيا سوق كبير يتفرع منه أسواق أخرى متعددة، حيث إن السوق التركي يتحكم في شركات وأسواق ألمانية وروسية وأوكرانية؛ لأن القطاع الخاص ورجال السياحة يملكون شركات في هذه الدول، إضافة إلى الطائرات التي تعتبر أهم وسيلة لنقل السياح إلى جهتهم المنشودة، فكان 90% من الشركات الروسية التي كانت ترسل طائرات إلى مصر يملكها أتراك.

خبرة وإمكانيات كبيرة للأتراك في صناعة السياحة

أكد عبد اللطيف لـ"الدستور" أن الأتراك يملكون خبرة وإمكانيات كبيرة في صناعة السياحة، فالتعاون يصب في صالح الطرفين كتبادل تجاري وسياحي واستثماري، ومن المهم أن يتم تفعيل التعاون في صناعة الأوتوبيسات نظرا لخبرة الأتراك الكبيرة في تلك الصناعة، وتوافر الإمكانيات وقطع الغيار بكميات كبيرة، مقترحًا افتتاح مصانع مشتركة بين البلدين لصناعة الأوتوبيسات السياحية، حيث ارتفعت كُلفة الواحد لتصل لـ12 مليون جنيه نتيجة انعدام المنافسة، حيث تنتج شركة واحدة معظم الأوتوبيسات السياحية في مصر تقريبًا.

نحو الهدف: نستهدف 30 مليون سائح

أضاف عبد اللطيف أن خطة مصر تستهدف استقطاب نحو 30 مليون سائح للمقاصد المصرية في خلال 3 أو 4 سنوات بمعدل متوسط دخل أو إيرادات تصل إلى 30 مليار دولار سنويًا، فيعتبر التعاون مع تركيا فرصة كبيرة لامتلاكهم الخبرة، كما تعتبر دولة ذات أصول قريبة من مصر نتيجة التاريخ المشترك والقرب الجغرافي بين البلدين:"نستطيع على مستوى التجارة بالطائرات أو بالمراكب من خلال البحر المتوسط أن نحصل على تعاون مثمر".

وشدد رئيس جمعية مسافرون للسياحة والسفر على أن عدد السياح الأتراك العام الماضي وصل لـ150 ألف سائح ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 300 ألف سائح تركي سنويًا، إضافة إلى السياح الروس الذين يصلون "أم الدنيا" عن طريق تركيا، مطالبًا بضرورة أن يركز قطاع السياحة المصري على الجانب التركي للاستفادة من التبادل السياحي بين "القاهرة ـ أنقرة".