رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سفراء التنمية المستدامة» لـ«الدستور»: نفذنا مشروعات مبتكرة باستخدام مواد محلية وعبر إعادة التدوير

مشروعات مبتكرة
مشروعات مبتكرة

احتفلت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أمس الأول، بتخريج دفعة جديدة من مبادرة «كُن سفيرًا للتنمية المستدامة»، لتمتد بذلك قائمة سفراء التنمية فى مصر لنحو ٣٢٠٠ متدرب، من بين أكثر من ١٠ آلاف متقدم على مستوى ٢٧ محافظة.
وعلى مدار ٣ أعوام، تحولت المبادرة الوليدة، التى تم تدشينها فى أكتوبر ٢٠٢٠؛ بهدف نشر ثقافة التنمية المستدامة وتطبيقاتها بين الشباب المصرى، من سن ١٨ حتى ٣٥ سنة، إلى أيقونة للتنمية المستدامة، محليًا وعالميًا، بعد إدراجها على منصة إدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة؛ كأحد مسرعات تحقيق أهداف التنمية.
وعلى مدار ٣ سنوات من عمر المبادرة، تخرج ٣ دفعات للشباب بإجمالى ٣٢٠٠ متدرب من مختلف الخلفيات العلمية والعملية، مع مراعاة بعد النوع الاجتماعى ودمج الأشخاص ذوى الإعاقة.
والتقت «الدستور» عددًا من سفراء التنمية، وعددًا من القائمين على المبادرة؛ ليتحدثوا عن طبيعة المشروعات التى تم تنفيذها، وتفاصيل أخرى حول المبادرة.

محمد السنوسى: تصنيع 3000 لعبة مستلهمة من التراث الفرعونى بالمخلّفات النباتية

يجسد محمد أحمد السنوسى، أحد مؤسسى شركة «إيونو» للتراث الثقافى، من مدينة إسنا بمحافظة الأقصر، أحد أبرز قصص النجاح فى المبادرة.
الحكاية بدأت قبل عامين، حينما قرر «السنوسى» القدوم من أقاصى صعيد مصر إلى القاهرة للالتحاق بالمبادرة، أملًا فى أن يكون بالفعل سفيرًا للتنمية المستدامة بين أهالى بلدته، ويجسد بالفعل أهداف المبادرة التنموية على أرض الصعيد، من خلال عمله مرشدًا سياحيًا لأكثر من ١٥ سنة. شارك «السنوسى» رفقة مجموعة من شباب الأقصر فى مشروع لتصنيع الألعاب من المخلفات النباتية بأشكال مستلهمة من قصص مصرية قديمة، تعود إلى عصر الملك توت عنخ آمون والملكة نفرتارى. وقال «السنوسى»: «فكرت فى المشروع بعد تأملى اهتمام السائحين بالجانب الثقافى لمصر، وحرصهم على اقتناء هدايا تذكارية تعكس هذا الجانب، فى ظل إغراق الأسواق السياحية والبازارات بمنتجات صينية ذات خامات رديئة وجودة منخفضة»، مردفًا: «لذلك بدأنا العمل على تصنيع الألعاب المصرية التى كانت موجودة فى تراثنا القديم، وحاليًا لدينا ٣ أنواع من الألعاب، وهى: لعبة سنيت، وأحجار وكروت كيميت، ومسطرة تحليل الشخصية من خلال الرموز المصرية القديمة».
وواصل: «هذه الأفكار تطورت من خلال المشاركة فى مختبر الابتكار المستدام، ومن خلال التدريبات التى حصلنا عليها أثناء الاشتراك فى المبادرة، خاصة حول تعريف التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر والبنفسجى، وكيفية توظيف الجانب التراثى بشكل يحقق عوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية، خصوصًا فى صعيد مصر». وتابع: «أتاحت المبادرة التعرف على مجموعة من الخبراء، الذين لعبوا دورًا محوريًا فى تطوير أفكارنا، وتوسيع التعاون بين الشباب، وإجراء دراسة للسوق وكيفية بناء الفريق؛ لتتحول الفكرة من مجرد رسومات على ورق، إلى مشروع على أرض الواقع».
وكشف عن تصنيع ٣٠٠٠ لعبة خلال آخر ٣ أشهر، وبيع نحو ١٠٠٠ لعبة بعائد ١٠٠٪، مكملًا: «نحاول حاليًا التواصل مع مراكز دولية فى واشنطن لترويج الألعاب المصرية فى ١٥ متحفًا لديها».

محمود عكاشة: روبوت يحذّر رواد الشواطئ قبل هجوم الأسماك 

«أكوا بوت» واحد من المشروعات المبتكرة، أيضًا، الذى أبدع فى تنفيذه محمود عكاشة، خريج المبادرة، ويهدف إلى توفير حلول عملية ومبتكرة لمشكلة تدهور الحياة البحرية، وتضرر الشعاب المرجانية من كثرة التلوث، وعدم وجود مراقبة وتتبع لهجمات الأسماك الضارة والمفترسة المفاجئة على السائحين.

وشرح «عكاشة» فكرة المشروع، قائلًا: «هو عبارة عن (روبوت) يعمل بنظام الذكاء الاصطناعى لتحديد مواقع التلوث عن طريق مستشعر أو شريحة إلكترونية حساسة، ويتم إطلاق إنذار مبكر لرصد حركة الأسماك المفترسة على بعد مسافة ٨٠٠ متر، ليتم الإخلاء بأسرع وقت، وهى تقنية يمكن للفنادق الاستعانة بها لتوفير مزيد من الحماية لنزلائها من المصريين أو الأجانب». وأضاف: «فريق عمل المشروع يضم مختلف التخصصات من أجل دمج أفكار ريادة الأعمال والتنمية المستدامة، ورؤية مصر ٢٠٣٠، فى سياق واحد، ولكى نجعل العالم مكانًا أفضل ومستدامًا». 

راجى رمضان: وحدات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية

قال راجى رمضان، المؤسس والمدير التنفيذى لشركة «نور نيشن» للطاقة المتجددة، إنه أسس أول مشروع مصرى لحل مشكلة عدم توافر البنية التحتية الخاصة بالمياه والكهرباء فى المناطق النائية، من خلال وحدات ذكية باسم «لايف بوكس» لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية وتحلية المياه. وأضاف أن وحدات «لايف بوكس» سهلة وسريعة الفك والتركيب، وقادرة على إنتاج كهرباء لكل الاحتياجات الخاصة بالإنتاج الزراعى، وتحلية وتنقية المياه. وكشف عن تحقيق مبيعات وصلت لـ١١.٥ مليون جنيه منذ تأسيس الشركة فى فبراير ٢٠٢٢، وتركيب ١٥ وحدة فى ٩ محافظات، وكذلك الحصول على المركز الأول فى فئة الشركات الناشئة فى المبادرة الوطنية الرئاسية للمشروعات الخضراء الذكية، إضافة إلى الحصول على استثمارات خليجية بإجمالى ٣٥٠ ألف دولار. وتابع: «نطمح خلال السنوات الخمس المقبلة إلى تمكين أكثر من مليون شخص فى إفريقيا من توفير احتياجاتهم اليومية من المياه والكهرباء بحلول عام ٢٠٢٨».

«القومى للحوكمة»: تخريج أكثر من 3000 متدرب 

كشفت الدكتورة شريفة شريف، المدير التنفيذى للمعهد القومى للحوكمة والتنمية المستدامة، عن تقدم ما يناهز ١٠ آلاف شاب وشابة من مختلف أنحاء الجمهورية للالتحاق بمبادرة «كُن سفيرًا للتنمية المستدامة»، بدفعاتها الثلاث.

وقالت: «إنه تم قبول ١٠٠٠ متدرب فى الدفعة الأولى، وتم الاحتفال بتخريج ٨٠٠ متدرب منهم فى عام ٢٠٢١، وفى عام ٢٠٢٢ تم تدريب ١٣٠٠ متدرب، وتم الاحتفال، أمس الأول، بتخريج ١٠٥٨ من الدفعة الثانية، ممن اجتازوا مراحل التقييم المختلفة».

وأوضحت مسئولة «التخطيط»، لـ«الدستور»، أن عدد الذكور من طلاب الدفعة الثانية من المبادرة بلغ ٣٧٧ متدربًا، مقابل ٦٨١ متدربة من الإناث، كما تمت مراعاة دمج ذوى الهمم فى المبادرة، الذين بلغ عددهم ١١ متدربًا، كما تم تخصيص مسار خاص لذوى الهمم من الصم وضعاف السمع.

نورهان جنيدى: علامة تجارية لتشغيل المعيلات فى إنتاج أزياء العمل

نورهان جنيدى، خريجة الدفعة الثانية من مبادرة «كُن سفيرًا»، وخريجة الدفعة الأولى لبرنامج إنتاج الملابس الجاهزة المستدامة، قالت: «إنها حاولت بشكل مبتكر الدمج بين العديد من أهداف التنمية المستدامة، عن طريق تنفيذ مشروع يحقق التكامل بين نموذجين من السيدات».

وأضافت: «النموذج الأول السيدات المعيلات البالغ عددهن أكثر من ١٢ مليون سيدة فى مصر، منهن ٣٠٪ تحت خط الفقر يبحثن عن صنعة أو مهنة لكسب الرزق، والنموذج الثانى يتعلق بالمرأة العاملة التى ترتدى ملابس رسمية فى عملها، وتحتاج إلى منتج مصرى ذى جودة عالية بسعر مقبول».

وتابعت: «من هنا جاءت فكرة العمل على تشبيك الطرفين، من خلال تدريب السيدات المعيلات على مهن التفصيل والحياكة لملابس العمل النسائية؛ للوصول إلى تدشين علامة تجارية مصرية.

محمد زكى: تتبع وإنذار مبكر للكوارث الطبيعية 

محمد زكى، ممثل فريق «NATURE EYE»، وهو نظام التتبع والإنذار المبكر للكوارث الطبيعية عن طريق تطبيقات الذكاء الاصطناعى، قال إنه وفريقه عملا على الاستفادة من علوم الحاسب الآلى لتوقع أماكن الزلازل وتوقيتاتها، والظواهر الطبيعية المهددة للحياة. وأضاف أن المشروع يضم فريق عمل من خريجى مبادرة «كُن سفيرًا»، تحت إشراف وزارة التخطيط وخبراء متخصصين من المركز القومى للبنية المعلوماتية المكانية. وتابع: «نجحنا بالفعل فى نقل تلك الخبرات إلى طلاب الجامعات، ودربنا أكثر من ١٠٠ طالب من جامعة عين شمس على استخدام الذكاء الاصطناعى؛ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة».