رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحفيون: لا صراع بين الصحافة الورقية والرقمية.. ومواكبة التكنولوجيا ضرورة

معرض القاهرة للكتاب
معرض القاهرة للكتاب 2024

رفض صحفيون وإعلاميون وصف العلاقة بين الصحافة الورقية والرقمية بأنها صراع، مؤكدين أنها علاقة تكاملية، إذ يجب أن تستفيد الصحافة الورقية من الثورة الهائلة فى المجال التكنولوجى، وأن تواكب التطور الرقمى الحديث.

جاء ذلك، فى الندوة التى تم تنظيمها فى معرض الكتاب، والتى حملت عنوان «مستقبل الصحافة الورقية».

وأشار المشاركون إلى أن الصحافة القومية تعد وثيقة لتسجيل الأحداث ومرجعية لنقل الواقع من زمن إلى زمن، مشددين على أن الصحافة الورقية القومية هى حجر الزاوية فى منظومة الإعلام المصرى.

وقال عبدالرازق توفيق، رئيس تحرير صحيفة الجمهورية، إنه لا يوجد صراع بين الصحافة الورقية والرقمية، والعلاقة بينهما تكاملية فى الأساس.

وأضاف «توفيق» أن هناك آراء ترى أنه آن الأوان لدفن الصحافة الورقية فى ظل ما يشهده العالم من ثورة تكنولوجية هائلة، فى مقابل رأى آخر يثبت أن التطور التكنولوجى ربما يكون حافزًا ودافعًا لتطوير الصحافة الورقية.

ولفت إلى أن هناك عددًا كبيرًا من التحديات التى تواجه الصحافة الورقية، أبرزها التحديات الاقتصادية، وارتفاع أسعار المواد والورق والأحبار، فضلًا عن وجود خلل فى العملية التوزيعية.

ونوه بأن هناك انعكاسًا كبيرًا للأزمة الاقتصادية العالمية على الصحافة الورقية، موضحًا أن سعر النسخة الواحدة من الصحيفة يباع للجمهور بثلاثة جنيهات، فى حين أن التكلفة العادلة للنسخة الواحدة يتخطى العشرة جنيهات.

وشدد على أن الصحافة الورقية القومية هى حجر الزاوية فى منظومة الإعلام المصرى، موضحًا أن أبناء الصحافة الورقية هم الذين يتصدرون المشهد الإعلامى فى القنوات والإذاعات، وهذا دليل كاف على كفاءة منتسبى الصحف الورقية.

وأبرز أن العلاقة بين الصحافة الورقية ونظيرتها الرقمية ليست علاقة صراع، لكنها منافسة، لافتًا إلى ضرورة تغيير مضامين الصحافة الورقية فى تناولها الموضوعات للدفع بتلك الصحف إلى سوق المنافسة مع الإعلام الرقمى.

ونبه إلى أن العالم تجاوز فكرة أنه يعيش فى قرية صغيرة، إذ أصبح يعيش فى حجرة صغيرة، لذلك لا بد من العمل على الاستفادة من الثورة التكنولوجية لتطوير الأداء والعمل بالصحف الورقية.

وأعرب عن تفاؤله بمستقبل الصحافة الورقية، بشرط تطوير المضمون والمحتوى ومعالجة المشكلات الداخلية، وخلق رؤية توزيعية تستهدف كل المواطنين بمختلف فئاتهم وأماكن تواجدهم.

وجدد عبدالرازق توفيق التأكيد على ضرورة تطوير المحتوى المقدم بالصحافة الورقية، من خلال البحث عن أبعاد الخبر المتمثلة فى التفسير والتحليل، فضلًا عن تقديم محتوى ذى مصداقية.

وأشار إلى أهمية العمل على ربط القارئ بالصحيفة من خلال تقديم الخدمات التى يريدها المتلقى، موضحًا أن تجربة صحيفة الجمهورية فى ذلك واضحة التى تتمثل فى المحتوى التعليمى المقدم للطلاب بالمراحل التعليمية المختلفة.

وشدد على أهمية العمل على حل المشكلات الاقتصادية التى تواجه الصحف الورقية، مشيرًا فى هذا الصدد إلى خطط الهيئة الوطنية للصحافة الرامية إلى استغلال أصول المؤسسات الصحفية القومية غير المستغلة لإيجاد طرق جديدة للدخل.

من جانبه، قال علاء عبدالهادى رئيس تحرير أخبار الأدب، إن الصحافة أداة من أدوات قوة مصر الناعمة، مشيرًا إلى أن الصحافة الإلكترونية لم تلغ دور «الورقية»، حيث إن الإذاعة لم تختف بظهور التليفزيون ولكن استمرت فى أداء دورها.

وأضاف «عبدالهادى» أن الصحافة الورقية مرهونة بما تقدمه للقارئ، فالكلمة كانت تستطيع أن تغير وزارة، وأن تغير وجهة نظر الجمهور، ولكن الإعلام الآن أصبح بلا مرجعية، مضيفًا: «أصبحنا نفتقد رسالة الإعلام وهى أن نقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وأن ننقل الصورة الحقيقية بكل شفافية».