رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار «عتبات البيوت» فى قرية القصر التراثية: «عز يدوم وسعادة لا تنقضى»

قرية القصر التراثية
قرية القصر التراثية

لن تحتاج إلى مرشد سياحى إن ذهبت إلى قرية «القصر» التراثية فى محافظة الوادى الجديد، فمنذ عصر الأيوبيين حرص الناس هناك على كتابة معلومات كل مبنى، فوق العتبات التى تعلو الأبواب، لذا ستعرف بمجرد النظر قصة كل بيت أو مسجد أو ضريح تصادفه.

«عز يدوم.. وسعادة لا تنقضى.. وبلوغ ما تهوى النفوس وترتضى»، هذه إحدى الجمل المكتوبة فوق عتبة من بين الـ٤٩ عتبة الباقية فى هذه المدينة التاريخية، ويتضح فى هذا المثال أن عتبة البيت لم تكن مخصصة فقط لكتابة معلومات عن المبنى أو صاحبه، بل يمتد الأمر إلى كتابة أمنيات وآيات ودعوات، فهناك مثلًا عتبة أخرى مكتوب عليها: «بسم الله الرحمن الرحيم.. هذه الدار أضاءت بهجة وتجلت فرحًا للناظرين.. كُتِب السعد على أبوابها.. ادخلوها بسلام آمنين».

وإن نظر الزائر إلى تصميم البيوت نفسها، سيعرف الكثير عن القواعد التى احتكم لها الناس، آنذاك، لتنظيم أمور حياتهم، منها الحرص على وجود مدخلين لكل بيت، ضمانًا لخصوصية أهله.

يكون المدخل الأول كبيرًا، وهو ما يحمل عادة العتبة فوقه، ويفضى إلى القسم المخصص للاستقبال، ويفتح هذا المدخل على طريق رئيسى، والمدخل الصغير خاص بأهل الدار، وتحديدًا النساء، ويطل على طريق جانبى.

وتشتهر مدينة القصر بالطابع الإسلامى البسيط، وجميع عتباتها مصنوعة من شجر السنط، وتعلوها عادة جمل دينية.

وتعتبر قرية القصر إحدى أعرق المدن الإسلامية الأثرية منذ مئات السنين، والتى كانت طريقًا رئيسيًا للحجاج والقوافل القادمة من بلاد المغرب فى طريقها للأراضى الحجازية، وتقع على بعد ٣٢ كم شمال مدينة موط عاصمة مركز الداخلة.