رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استقبلتها من دول العالم.. كيف عَبَرت مصر بالمساعدات الإغاثية للفلسطينيين؟

المساعدات الإغاثية
المساعدات الإغاثية

على مر السنين، لعبت مصر دورا حاسما كوسيط في الصراعات المختلفة التي تشمل إسرائيل والفلسطينيين، وتهدف جهودها الدبلوماسية إلى تسهيل محادثات السلام والتوسط في وقف إطلاق النار وتعزيز الحوار بين الأطراف المعنية.

وفي خضم الأزمة الحالية، شاركت مصر بنشاط في الجهود الدبلوماسية لتهدئة التوترات، بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي وجه منذ اللحظة الأولى لاندلاع الاشتباكات، بتكثيف اتصالات مصر مع جميع الأطراف ذات الصلة، فمصر على اتصال مباشر مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وكذلك الأطراف الإقليمية والدولية منذُ السابع من أكتوبر حتى الآن، سواء على مستوى الرئيس السيسي أو وزارة الخارجية والجهات المعنية.

وتسعى الدولة المصرية إلى تخفيف معاناة السكان الفلسطينيين من خلال تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والإمدادات الطبية والوقود، إلى غزة.

استمرار المساعدات المصرية 

على الجانب الإنساني، تستمر مصر في تقديم مساعدات مصرية، منها القوافل الطبية والشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

وتتضمن المساعدات الإنسانية التي تُقدم من الجهات المصرية على رأسها التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموية وحياة كريمة، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، آلاف الأطنان من المواد الغذائية واللحوم والملابس، والأدوية والمستلزمات الطبية.

كما توصل مصر المساعدات الإغاثية التي تأتي من الخارج، لسكان غزة، وذلك من خلال استلامها في مطارات مصرية مخصصة وإرساله إلى الفلسطينيين.

الولايات المتحدة تشكر مصر على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة 

من ناحية أخرى، قال صامويل واربورغ، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة الأمريكية تشكر مصر على تلقيها مساعدات من دول حول العالم وإدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي.

وأضاف، في تصريحات تلفزيونية لقناة القاهرة الإخبارية، مساء الإثنين، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس أكدا بوضوح رفضهما التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم.

وشدد واربرغ على ضرورة عودة جميع الفلسطينيين في قطاع غزة إلى منازلهم، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستبحث مع الأمم المتحدة زيادة حجم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

وأضاف المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية أنه يجب أن يكون هناك حوار مع الحلفاء في المنطقة حول مستقبل ما بعد الحرب في قطاع غزة، مؤكدا أن بلينكن سيستمع خلال زيارته إلى تل أبيب إلى الرؤية الإسرائيلية لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

كما أكد واربورغ أنه لا يمكن لأي دولة، ولا حتى الولايات المتحدة نفسها، أن تفرض إرادتها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشددا على رفض تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة أو زيادة النشاط الاستيطاني.

السفير الألماني يدعم الجهود المصرية

وفي وقت سابق، أعرب السفير الألماني بالقاهرة فرانك هارتمان، عن دعم بلاده لجهود مصر لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة وتقديم المساعدات للقطاع المحاصر. كما دعا إسرائيل إلى الموافقة على وقف إطلاق النار واحترام القانون الإنساني الدولي.

وقال هارتمان إن ألمانيا تتفق مع مصر على ضرورة حماية المدنيين في غزة، ومنع تصاعد العنف وانتشاره إلى الدول المجاورة، ووقف المعاناة الإنسانية الناجمة عن الصراع، كما حذر حزب الله من إثارة المزيد من التوتر في المنطقة.

وأكد التزام ألمانيا بحل الدولتين باعتباره الخيار السياسي الأفضل لحل الصراع، بحسب مؤتمر ميونيخ، مشيرًا إلى أنَّ ألمانيا تعارض الاحتلال وتدعم تعزيز السلطة الفلسطينية التي ينبغي أن تسيطر على غزة كوسيلة لإنهاء التصعيد والعنف.

الرئيس السيسي يرفض التصفية والتهجير

ومنذ العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي أعقب عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023، أجرى الرئيس السيسي اتصالات مكثفة مع قادة العالم لبحث جهود التهدئة وحقن الدماء في قطاع غزة.

وشدد السيسي على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفضه واستنكاره لسياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار.

وأعلن أن رد فعل إسرائيل في غزة يتجاوز الدفاع عن النفس إلى العقاب الجماعي.

وقال إن ما يحدث في غزة الآن لا يقتصر على توجيه عمل عسكري ضد حماس بهدف تصفية المقاومة الفلسطينية، بل هو محاولة لإجبار السكان المدنيين على اللجوء والهجرة إلى مصر، وهو أمر "غير مقبول وغير عملي".