رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جولة في مسيرة محمد عفيفي مطر الشعرية.. "تمتعت قصائده بالحضور القرآني"

محمد عفيفي مطر
محمد عفيفي مطر

"مسيرتي هي مسيرة الفرد الإنساني في تعرفه بالعالم، يبدأ بمحسوسات البيئة القريبة، ثم تتسع الهموم والمعرفة والتشكيل" بهذه الكلمات تحدث الشاعر الراحل محمد عفيفي مطر عن مسيرته الشعرية، الذي قررت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، تكريم اسمه يوم الخميس المقبل، ضمن برنامج "عطر الأحباب"، بقصر ثقافة شبين الكوم بالمنوفية، فالشاعر محمد عفيفي مطر خاض رحلة عطاء دسمة للأدب، إذ يعد من أبرز شعراء جيل الستينات في مصر، وقد تنوّعت مجالات عطائه بين المقالات النقدية وقصص الأطفال وترجمة الشعر، وفاز بجوائز عديدة منها جائزة سلطان العويس في 1999.

3 دوائر في مسيرة محمد عفيفي مطر

وأوضح خلال أحد حواراته قائلا: هناك دوائر ثلاث؛ الأولى هي البيئة الأولى التي نشأت فيها، وتكونت فيها العلاقة بالريف والقرية والفلاح، العناصر الفنية في هذه البيئة هي مزيج من التراث والمواويل والخرافات التي يختزنها الإنسان المصري في هذه البيئة، وهي المنطلق الذي ينطلق منه الشاعر الفرد إلى الوطن الجميع، حيث الدائرة الثانية.

تابع: وتتسع دائرة الرؤية والمعرفة ويصبح الالتزام أكثر شمولا وغنى، فتدخل إلى دائرة الهموم الثقافية الكبيرة، هموم الحضارة بأسرها وعلاقة العصر بالتراث، علاقة الشخصية الوطنية القطرية والقومية والعالمية، يصبح هناك تعامل مع التاريخ والأفكار والمدارس الفلسفية والتنظير الجمالي. وهذا، بدوره يفتح العين على أنماط من تركيبية التعابير والإشارات الثقافية واستخدام التراث استخداما معاصرا، وعبر تفاعل هذه الدوائر الثلاث (البيئة المحلية - الوطن - العالم) مع ما يؤسسه ذلك من إعادة النظر والبحث في المعطيات الأولى مرة ثانية، أو العودة مجددا إلى البيئة بشكل مختلف، تتشكل الدائرة الكلية التي يتحرك فيها شعري.

التصوف والقرآن في قصائد محمد عفيفي مطر

تمتعت قصائد الشاعر محمد عفيفي مطر بحضور قرآني وربما تصوفي على مستوى روحية القصيدة ولغتها وصورها وإيقاعاتها، وهو ما أكده قائلا: كان للتصوف ونصوصه الأساسية دور كبير في إنقاذ الشعر العربي خلال تاريخه الطويل، فمع رسوخ النمط التقليدي من القصيدة منذ القرن الثاني الهجري وجمود لغته وأغراضه، وعلاقته بالسلطة، كان التصوف طوق النجاة الذي يعيد للغة بهاءها وجدتها ويعيد الدهشة ويؤسس لوحدة وجود الشعر والقصيدة ويكشف التجارب النفسية والعقلية العميقة والمكابدات الشخصية المرهقة مما يزلزل النمطية الجامدة، وكان مما ساعدني شخصيا على الخروج من مرجعية النص السياسي ومألوفية لغة الشعر السائدة وتعميق التجربة الشخصية فكان الارتباط بين التصوف والفلسفة عاملا أساسيا في إدخالي إلى مجمل التراث بقلب مفتوح وعين مندهشة، وأسلمني ذلك للغة يؤسسها القرآن، فكان لذلك أثره الكبير خصوصا في مجموعتي الشعرتين "رباعية الفرح" و"أنت واحدها وأعضاؤها انتثرت"، ولم يكن وقوعي على التصوف والقرآن يتزامن باللغة الاصطلاحية الموجودة في التصوف، وإنما كان إنشاء لحساسية خاصة، ووعي بالعلاقة بين اللغة والتجربة الشعرية، وبين التصور ووظيفة الخيال.

أما بالنسبة للقرآن الكريم؛ ذكر أنه وجد في القرآن المرجعية الأساسية التي من خلالها يفهم الناس ويفهم سلم القيم والطموحات والتصورت المعرفية، مضيفا: “القرآن مرجعية حقيقية للأدب الشعبي، ولأنني أتصور أنني صوت الجماعة فقد أصبح القرآن عنصرا تكوينيت جوهريا يكشف لي الجماعة ويكشف لي نفسي ويحدد لي لغتي ومرجعيتي التراثية”.