رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القس أندريه زكى: الكنائس المُقننة خلال 5 سنوات تساوى ما تم تقنينه فى 200 عام

القس أندريه زكى مع
القس أندريه زكى مع محررة الدستور

قال الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر، إن الدولة حققت إنجازًا غير مسبوق فى ملف المواطنة، عبر تفعيل وترسيخ هذا المفهوم بشكل عملى على أرض الواقع، من خلال الكثير من الإجراءات والقرارات، منها إقرار قانون بناء الكنائس، وإنشاء لجنة لتقنين أوضاع الكنائس القائمة.

وكشف «زكى»، خلال حواره التالى مع «الدستور»، عن أن عدد الكنائس الإنجيلية التى تم تقنينها فى مصر خلال ٥ سنوات فقط، يساوى ما تم تقنينه على مدار ٢٠٠ عام، بشكل يعكس حجم جهود الدولة فى هذا الملف المهم.

■ بداية.. ما رسالتك لمصر وللمسيحيين فى عيد الميلاد؟

- جاء المسيح إلى مصر لاجئًا، فقدمت له- كعهدها دائمًا- الأمان وحُسن الضيافة، فمصر بلد عظيم صاحب حضارة، وملاذ آمن لكل من يلجأ إليه. كل عام وأنتم بخير، نحن نستقبل عامًا جديدًا، ونعيش على نعمة الله، متسلحين بالأمل والرجاء. ورغم ما يحيط من تحديات، ندرك ونؤمن بأن بلادنا قادرة على تجاوز المحن والأزمات العالمية، والعبور إلى حياة أفضل، خلال وقت قريب.

■ قلت إنك صليت من أجل مصر.. بماذا دعوت الله؟

- دائمًا أذكر مصر أمام الله فى جميع الصلوات، وأصلى لأجل بلادنا العظيمة، من أجل عام يمتلئ بالبركة والخير على الجميع، عام جديد من الأمل، وأتمنى فرحة كبيرة لكل المصريين فى عيد الميلاد المجيد، وأن يمنحنا الله السلام والأمان، فى مصر وفى كل دول العالم، بعيدًا عن الحروب، وأن يتوقف العنف الذى ساد بعض الدول.

■ ما تقييمك لملف المواطنة فى عهد الرئيس السيسى؟

- الدولة قدمت خطوات عملية فى التعامل مع ملفات ظلت مهملة لعقود، تتعلق كلها بالمواطنة ومفهومها وقيمها وآليات تحقيقها، وهذه بحق من أهم الإنجازات، التى اعتمدت فى المقام الأول على بناء الوعى المجتمعى، وإكساب الأفراد ثقافة المواطنة.

ورأينا توجُّه الدولة خلال السنوات الماضية نحو ترسيخ المواطنة، إيمانًا عميقًا بأهميتها وضرورتها؛ وضرورة نقلها من إطار نظرى إلى ممارسة عملية، من خلال تشريع قوانين تتعامل مع ملفات وقضايا مزمنة، كانت تشكِّل جذورًا وسببًا فى تخبط مفهوم المواطنة لعقود، مثل قانون بناء الكنائس، ولجنة لتقنين أوضاع الكنائس القائمة.

■ ما عدد الكنائس الإنجيلية التى تم تقنينها؟

- تقنين أوضاع الكنائس من الملفات المهمة التى رسخت قيم المواطنة بشكل عملى خلال السنوات الماضية، ولجنة تقنين أوضاع الكنائس التابعة لمجلس الوزراء لعبت دورًا كبيرًا فى تقنين أوضاع منشآتنا.

الكنيسة الإنجيلية كان لديها ١٥٠٠ كنيسة، مسجل منها ٥٠٠ فقط، وفى ٥ سنوات تم تقنين ٤٨٠ كنيسة وقاعة مؤتمرات، أى أن ما تم تقنينه خلال ٥ سنوات يساوى ما تم فى ٢٠٠ عام، وذلك إنجاز كبير فى وقت قياسى ولا يمكن تجاهله.

■ كيف ترى حجم التحديات التى تواجهها مصر؟

- هناك تحديات ليست بسيطة تواجهها مصر، وما يحدث عالميًّا يزيد من حجم التحديات السياسية والاقتصادية حول العالم كله، لكن رغم هذه التحديات، أثبت شعبنا العظيم قدرةً على الصمود، وقدم مثالًا فى الإخلاص وحب الوطن والعمل لأجله.

ولا أحد يستطيع إنكار أن الدولة، خلال السنوات العشر الماضية، بذلت جهودًا حثيثة فى كل المجالات والأصعدة، من أجل تحقيق واقع أفضل لبلادنا، وقد تحقق العديد من الإنجازات. 

وعملت الدولة على الإصلاح الاقتصادى، وأحدثت نقلة نوعية فى جودة الطرق والبنية التحتية، التى بدورها تدفع عجلة الاقتصاد بقوة. كما شهدنا تعاملًا مع ملف العلاقات الخارجية بمهارة وحنكة، خاصة فى ظل ما تشهده الدول المحيطة من نزاعات جيوسياسية وتحديات أمنية خطيرة.

كما شهدت مصر تطورًا شاملًا فى مفهوم حقوق الإنسان، وحق المواطن فى الحياة الكريمة، وفى وقتنا الراهن جميع دول العالم تؤكد أن مصر تشهد تطورًا كبيرًا على جميع الأصعدة، وتخطو خطوات جادة نحو دولة مدنية حديثة، تحترم القانون والدستور، وتحقق مبادئ المواطنة، القائمة على العيش المشترك، وهناك حالة مهمة يعيشها المجتمع وتؤيدها وتعززها توجيهات القيادة السياسية، ويؤكد ذلك تطبيق القانون على جميع المصريين دون تمييز.

■ ما رؤية الكنيسة للعدوان الجارى على غزة؟

- قولًا واحدًا، هو اعتداء خطير على أهل غزة، ونصلى من أجلهم ومن أجل انتهاء هذه الأزمة، لأن الفلسطينيين دفعوا ثمنًا غاليًا فى هذ العدوان، ونتمنى أن يدق السلام أبوابهم. نحن ندين كل أنواع العنف ضد المدنيين الأبرياء العزل والأطفال والنساء، والأحداث الأخيرة سببت ألمًا كبيرًا لنا كمصريين وللإنسانية ككل. 

وندين بوضوح التعدى على الكنائس فى غزة، لأنها ملجأ الناس، وشعرنا بألم من التعدى على المستشفيات، بحجة أنها مأوى للإرهابيين، فالمستشفيات مأوى للمصابين.

■ كيف تقيم الموقف المصرى تجاه العدوان؟

- نقف صفًا واحدًا خلف الدولة الصامدة، فى المطالبة بحقوق الشعب الفلسطينى، ونرفض التهجير، لأنه محاولة لتبديد القضية، والموقف المصرى مشرف أمام كل العالم، فى ظل الجهد المبذول ودعم القضية ورفض العدوان.

■ هل قدمت الكنيسة الإنجيلية مساعدات لأهالى غزة؟

- قدمنا ٤٢ طن مساعدات إغاثية شاملة إلى أهالى غزة، بالتعاون مع التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى، منذ بداية الأحداث، ولا ندخر جهدًا لأجل مساعدة أهل غزة، الذين نتألم لأوضاعهم الحالية غير الإنسانية.

■ فى هذه الظروف الصعبة.. هل خفت على مصر فى أى لحظة؟

- لا أخشى على مصر أبدًا، ولدينا أمل أن مصر تستطيع أن تتخطى أى تحديات، أولًا؛ لأن الله معنا، وهو المعين والقدير، وله الكلمة الأولى والأخيرة فى الأحداث والزمن، وأقوى من كل التحديات، ثانيًا لأن لدينا قيادة سياسية واعية ومخلصة لوطنها، وكذلك لأن لدينا شعبًا عظيمًا صامدًا يحب وطنه ومستعدًا للدفاع عنه بكل قوته.

■ لماذا تحرص الكنيسـة على المشاركة فى العمل المجتمعى؟

- الكنيسة الإنجيلية تؤمن بأن خدمة المجتمع جزء لا يتجزأ من رسالتها، وخدمتها ليست روحية فقط، بل نحن جزء من المجتمع، وعلينا أن نسهم فى تنميته، بل ودعم الحوار وبناء السلام به، وهذا ما نفعله من خلال «منتدى حوار الثقافات» بالهيئة الإنجيلية، الذى يمد الجسور بين أبناء المجتمع الواحد مسلمين ومسيحيين، فى إطار السعى إلى العيش المشترك فى سلام واستقرار.

وتشارك الهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، من خلال قطاع التنمية المحلية بها، فى مشروعات ومبادرات التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى، ومن بينها مبادرة «ازرع»، التى استطاعت الوصول إلى ودعم ١٠٠ ألف مزارع، ومستمرون فى المرحلة الثانية للوصول إلى ٥٠٠ ألف مزارع فى جميع محافظات الجمهورية.