رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حياة كريمة فى البلد.. كيف أسهم «مشروع القرن» فى تحسين الحياة المعيشية لـ٥٨ مليون مواطن مصرى فى ٥ سنوات؟

حياة كريمة
حياة كريمة

5 سنوات مضت على إطلاق المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، كانت شاهدة على النجاحات الكبيرة التى حققتها هذه المبادرة، وأعادت الحياة إلى آلاف القرى والنجوع البعيدة، التى طالما عاش أهلها أوضاعًا قاسية، وسط إهمال كبير من الجهات المعنية.

ومثلت توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بإطلاق «حياة كريمة»، وإشرافه المباشر على مشروعاتها فى كل القرى المستهدفة- الأمل الذى خلق واقعًا جديدًا لـ٥٨ مليون مواطن، انتقلوا من أوضاع صعبة للغاية، إلى أن يحيوا حياة كريمة يتمتعون فيها بكل الخدمات والمتطلبات.

وخاضت المبادرة الرئاسية هذا التحدى الصعب، ونجحت فيه من خلال عدة تدخلات فى القرى المستهدفة، بداية من رفع كفاءة المنازل وبناء أسقف لها، وإقامة مجمعات سكنية متكاملة على أعلى مستوى فى المناطق الأكثر احتياجًا، ومد شبكات مياه الشرب النظيفة والصرف الصحى والغاز والكهرباء. 

وتضمنت مشروعات وتدخلات «حياة كريمة» أيضًا: بناء مستشفيات ووحدات صحية جديدة أو تطوير القائم منها، وتجهيز كليهما بأحدث المعدات والتقنيات والكوادر الطبية، إلى جانب إطلاق قوافل طبية فى كل التخصصات. وتكرر الأمر ذاته فى المدارس، من خلال بناء ورفع كفاءة المدارس والحضانات، وتجهيزها بكل المتطلبات، علاوة على إنشاء فصول محو الأمية.

واهتمت المبادرة بالتمكين الاقتصادى للمستفيدين، من خلال تدريبهم وتشغيلهم، وإتاحة إقامة مشروعات متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر لهم، وبناء مجمعات صناعية وحرفية، إلى جانب تدخلات اجتماعية وتوعوية تستهدف الأسرة والطفل والمرأة وذوى الهمم وكبار السن، فى إطار ملف «بناء الإنسان المصرى»، وغيرها من التدخلات التى تستعرضها «الدستور» فى السطور التالية.

4584 قرية فى 20 محافظة استفادت من المبادرة الرئاسية

منذ إطلاق المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» فى عام ٢٠١٩، شهدت القرى طفرات كبيرة فى كل المجالات، بسواعد العاملين والمتطوعين فى المبادرة، تحت إشراف وتنفيذ الحكومة، بتوجيهات مباشرة من القيادة السياسية. وشددت توجيهات القيادة السياسية على ضرورة إنهاء معاناة المواطنين فى القرى والنجوع النائية والأكثر احتياجًا، لتعويضهم عن سنين الحرمان التى واجهوها فى عهود سابقة، وذلك عبر تطويرها بشكل كامل، وإنشاء مشاريع تنموية ضخمة بها، لتتحول أحلام أهلها إلى واقع على الأرض.

وبلغة الأرقام، نجد أن «حياة كريمة» تمكنت فى وقت قياسى من الوصول إلى ٤٥٨٤ قرية فى ٢٠ محافظة، شهدت تنفيذ مشروعات لتحسين المعيشة، وتطوير البنى التحتية، ورفع كفاءة المرافق العامة والخدمات، وتمهيد الطرق، وتوفير الخدمات الأساسية، وذلك لأكثر من ٥٨ مليون مواطن من مختلف الفئات المجتمعية.

وحرصت «حياة كريمة» على إطلاق مبادرات فرعية «متخصصة»، تسعى لتحقيق أهداف محددة، وخدمة فئات معينة من المواطنين، على رأسها مبادرة «أنت الحياة»، التى استفاد نحو ٣١١ ألف مواطن فى ١٦ محافظة مختلفة من خدماتها، والتى تشمل: الخدمات الطبية، وملتقيات التوظيف، ومحو الأمية، والخدمات التوعوية والتثقيفية، والتدريب على الأعمال الحرفية، واستخراج بطاقات الرقم القومى.

ووصل عدد المستفيدين من مبادرة «بيتك عمران» إلى ٢٥ فردًا كدفعة أولى، إلى جانب إطلاق نحو ٨٠٠ مشروع بالتعاون مع مؤسسة «أبوهشيمة الخير»، و١٢٠٠ مشروع بالتعاون مع جمعية «الأورمان».

وفى الجانب الصحى، قدمت مبادرة «صحتك حياة» خدماتها من خلال ١١٦٦ قافلة طبية، أجرت الفحوصات الطبية لمليون و٢٥٠ ألف مواطن، إلى جانب إطلاق ١٣٥ قافلة بيطرية لفحص ٢٨٠ ألف رأس من الماشية. كما عملت مبادرة «حياة كريمة» على توفير وتوزيع سلات غذائية، والمساعدة فى تزويج اليتيمات، بما يشمل تجهيز منازل الزوجية، وتنظيم أفراح جماعية، وتنمية الطفولة بإنشاء حضانات منزلية لترشيد وقت الأمهات فى الدور الإنتاجى، وكسوة الأطفال، إضافة إلى التدخلات البيئية مثل جمع مخلفات القمامة، مع بحث سبل تدويرها.

تمكين اقتصادى وتوعية مجتمعية وصحية ودعم نفسى لحواء 

شغلت حواء حيزًا كبيرًا من اهتمامات القائمين على المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، من خلال احتواء سيدات القرى والمناطق البسيطة الأكثر احتياجًا، وتحويلهن إلى مُنتجات ومعيلات لأسرهن، من خلال الكثير من المشروعات المناسبة لقدراتهن. وتضمنت الخدمات المقدمة للمرأة، من خلال المبادرة الرئاسية، عدة محاور، على رأسها، التمكين الاقتصادى، والتوعية بشأن تربية الأطفال والعلاقات الأسرية، إلى جانب الدعم النفسى. ونفذت «حياة كريمة» عددًا من المبادرات الفرعية لتحقيق هذه الأهداف، من بينها مبادرة «ابدأ- حياة»، بهدف تدريب السيدات المعيلات على المشروعات الصغيرة مثل الخياطة، حتى تصبح مصدر رزق لهن، مع عرض منتجاتهن فى معرض «تراثنا» للحرف اليدوية. وفى الإطار ذاته، كانت هناك مبادرة «مستورة»، التى استهدفت تغيير الأوضاع المعيشية وإحداث نقلة فى حياة الأسر، من خلال العمل على التمكين الاقتصادى للأسر الأولى بالرعاية والفئات الأكثر احتياجًا، خاصة المرأة. وجرى ذلك عن طريق تمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر للمرأة، من خلال قرض عينى مباشر غير نقدى «مشروع»، ما أسهم فى تمكين المرأة اقتصاديًا، عبر توفير فرص عمل لها، لكى تصبح عضوًا منتجًا فى المجتمع. وحققت مبادرة «أنت الحياة»، بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، نجاحات كبيرة فى توعية المرأه اجتماعيًا وصحيًا ونفسيًا ودينيًا، مع الاهتمام بصحة المرأة، والتوعية بالصحة الإنجابية، من خلال القوافل الطبية فى قرى «حياة كريمة». ومن خلال مبادرة «يدوم الفرح»، عملت «حياة كريمة» على تجهيز وتدريب الفتيات المقبلات على الزواج، وتقديم برامج تدريبية وتوعوية لهن عن الصحة النفسية، والعلاقات الأسرية، وكيفية بناء منزل يحتضن الأبناء ويملؤه الهدوء والسكينة.

آلاف الكراسى المتحركة وفرص العمل وتدريبات لتعليم لغة الإشارة

يظل ذوو الهمم على رأس اهتمامات المبادرة الرئاسية حياة كريمة، تفعيلًا للتوجيهات الرئاسية بدعم هذه الفئة ومنحها القدر الكافى من الاهتمام وتلبية مطالبها وتذليل المعوقات والمشكلات التى يُعانون منها. ومن أبرز المبادرات التى أطلقتها «حياة كريمة» دعمًا لذوى الهمم مبادرة «خُطى»، حيث وفرت ١٠٠٠ كرسى لذوى الإعاقة الحركية، حيث جرى توزيعها على أصحاب القدرات الخاصة فى مختلف محافظات الجمهورية، ولاقت المبادرة استحسانًا كبيرًا من جانب المواطنين.

كما وفرت المبادرة الرئاسية آلاف فرص العمل لذوى الإعاقة، إلى جانب الفعاليات لتقديم الدعم لهم من خلال مبادرة «اتكلم هنسمعك»، التى شملت المؤسسة الرئاسية والأزهر الشريف، والمجلس القومى للإعلاقة، ووزارتى الشباب والرياضة، والثقافة. ولم تغفل «حياة كريمة» عن توفير فرص التأهيل المناسب للأبطال من أصحاب الهمم، حيث وقعت المبادرة اتفاقيات كان أحدثها مع كلية علوم ذوى الإعاقة والتأهيل بجامعة الزقازيق.

ويشمل بروتوكول التعاون تعزيز الصحة النفسية لأصحاب الهمم، وتشخيص الإعاقات المختلفة، والتدريب على لغة الإشارة.

برامج تثقيفية وندوات وجولات ميدانية لرفع الوعى المجتمعى بالقضايا الأساسية

عملت مبادرة «حياة كريمة»، بجانب دورها التنموى وبناء المنشآت الخدمية، أيضًا، على بناء العقول بالتنوير والتثقيف ورفع مستوى الوعى، إذ أطلقت برامج تثقيفية هادفة باعتبار أن التعليم ركيزة أساسية فى بناء مجتمع قوى ومستدام، من خلال إنشاء وتطوير المنشآت التعليمية أو من خلال إطلاق مبادرات تثقيفية ذات تأثير إيجابى على المجتمع لتحسين مستوى التعليم ونشر الوعى المجتمعى. ونظمت المبادرة العديد من الحوارات المجتمعية لأهالى القرى المستهدفة، وعقدت مئات الندوات الطلابية فى الجامعات، ونظمت الجولات الميدانية لزيارة المشروعات القومية. كما أطلقت «حياة كريمة»، بالتعاون مع وزارة الثقافة، القوافل التثقيفية فى القرى والنجوع لتقديم الندوات الثقافية والعروض الترفيهية والفنية فى المدارس ومراكز الشباب، ونظمت ورشًا تدريبية للأعمال اليدوية والتراثية لنشر ثقافة الحرف اليدوية، كما أتاحت المبادرة اكتشاف المواهب وتنميتها من خلال تلك القوافل. وأولت المبادرة أهمية خاصة للتوعية بترشيد المياه، حيث نفذت حملات وندوات توعية فى المدارس بهدف تعزيز الوعى بأهمية الاستخدام المستدام للمياه، كما ركزت الندوات على توجيه الطلاب لطرق الاستفادة المثلى من المياه وتحفيزهم على تغيير سلوكياتهم نحو الترشيد. وتضمنت الفعاليات، أيضًا، توجيه الطلاب حول طبيعة شبكات الصرف الصحى، مؤكدة خطورة إلقاء المخلفات الصلبة فيها، وتسليط الضوء على آثار التغيرات المناخية على البيئة، مع تنظيم أنشطة تفاعلية لرفع مستوى الوعى بين الطلاب وتعزيز فهمهم القضايا المائية. وتجسدت الجهود فى إطلاق مبادرات فعّالة لتعزيز ثقافة الوعى المائى، حيث تعمل المبادرة على بناء جيل واعٍ ومسئول يدرك أهمية الحفاظ على المياه كمورد حيوى، ويسهم بفاعلية فى تحقيق التنمية المستدامة.

58 ألف أسرة مستفيدة من «سكن كريم».. وتأهيل آلاف المنازل

تهدف مبادرة «حياة كريمة» لتوفير سكن آدمى للأسر الفقيرة والأولى بالرعاية فى قرى مصر، مع توفير الخدمات الأساسية للأسر الفقيرة والمحرومة، مثل مياه الشرب النقية والصرف الصحى، بالإضافة إلى ترميم أسقف منازل بعض تلك الأسر، فى إطار كفالة حقها فى العيش فى سكن كريم. ونفذت المبادرة الرئاسية تدخلات لصالح الأسر الأولى بالرعاية بقرى محافظات المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر، تشمل إنشاء أسقف لـ٣٨٩٧ منزلًا، وتأهيل ٢٢٤٠ منزلًا، من تمويل وزارة الأوقاف، وتنفيذ ٦٤٣٧ وصلة منزلية لمياه الشرب، و٥٥٩٢ وصلة خارجية للصرف الصحى، و١٣٧٠ وصلة صرف صحى داخلية بسوهاج، و٣٨٠٠ بقنا. كما تم إنشاء ما يقرب من ٣٩١٦٥ وصلة صرف صحى من تمويل الجهات المساندة للبرنامج بالمحافظات الخمس، من وزارتى التنمية المحلية والتخطيط، بالإضافة إلى إحدى الجمعيات الأهلية، بتكلفة إجمالية حوالى ١٤٥ مليون جنيه. وتم أيضًا تنفيذ ٥٨٠ منزلًا، بتكلفة حوالى ٢٣.٢ مليون جنيه فى ٢١ قرية، مناصفة بين شركة «بالم هيلز» وجمعية الأورمان، بجانب تنفيذ ٧٩ منزلًا فى قريتين بمحافظة سوهاج بتمويل حوالى ٣ ملايين جنيه. واستفاد من مشروع سكن كريم ما يقرب من ٥٨ ألف أسرة فى ٢٠٠ قرى.

150 مليار جنيه لمد شبكات الإنترنت فائق السرعة وخدمات التحول الرقمى

نجحت المبادرة الرئاسية فى رفع جاهزية الشبكات لتقديم خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ما يتناسب مع المستقبل، ويلبى حجم الطلب المتزايد، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات الربط بين المبانى الحكومية، والبالغ عددها نحو ٣١٫٥ ألف على مستوى الجمهورية، مع توفير شبكة الألياف الضوئية التى تضمن استقرار الخدمة واستمرارها حتى فى حال انقطاع الإنترنت.

وأتاحت المبادرة خدمات التحول الرقمى، ومد شبكات الإنترنت فائق السرعة داخل القرى، مع تقوية الخدمة، باستثمارات تقدر بنحو ١٥٠ مليار جنيه، بالإضافة إلى مضاعفة أعداد أبراج شبكات المحمول، باستثمارات قدرها ١١٠ مليارات جنيه.

إنشاء وصيانة أكثر من 24 ألف فصل وتطوير مناهج التعليم

حققت المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» تغييرًا جذريًا فى ملف التعليم على مستوى محافظات مصر، وعلى مرحلتين، نفذت المبادرة مشروعات تطوير غير مسبوقة فى القرى والمناطق الأكثر احتياجًا، لتُحدث نهضة تعليمية ملحوظة، بعد أن نجحت فى القضاء على مشكلات التسرب من التعليم وتكدس الفصول.

ونجحت المرحلة الأولى من المبادرة فى تنفيذ ما يقرب من ٢٤٣٠ مشروعًا، بعدد ١٤٩٤٠ فصلًا على مستوى ٢٠ محافظة، بين مشروعات إنشاء جديد ومشروعات صيانة وتطوير، واستكملت المرحلة الثانية العمل بتنفيذ ٦٦٩ مشروعًا، بعدد ٩٢٦٧ فصلًا.

ولم يقف التطوير عند الإنشاءات والتجديد، ولكن تم إدخال مناهج جديدة متميزة لمواكبة التطور، مع تدريب معلمى ومديرى ٣٠ مدرسة ضمن المرحلة الأولى على تفعيل تطبيق النموذج الموسع لأنشطة «توكاتسو» الأساسية، التى تساعد فى تطوير المهارات التعليمية للأطفال، وتسهم بشكل كبير فى تحويل العلم لقواعد فعلية وعملية يمكن تعليمها للطفل وتربيته عليها، مع تحفيز ذهن الطفل وتنشيط الإبداع فى شخصيته، ما يدعم اكتشاف الآلاف من النوابغ فى المدارس المصرية، ويجعل مصر على قائمة التعليم المتطور عالميًا.