رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عاجل.. دمار غزة الكامل يكشف مخطط إسرائيل الخفى تجاه فلسطين (تفاصيل)

النازحين من شمال
النازحين من شمال غزة

سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الضوء على شكل الحياة في قطاع غزة بعد تدمير البنية التحتية للقطاع وانهيار الاقتصاد، ومخاوف النازحين في القطاع من عدم قدرتهم على العودة لأنقاض منازلهم مرة أخرى بعد انتهاء الحرب، حيث يكشف شكل الدمار في غزة عن مخططات إسرائيل على جعل القطاع غير قابل للحياة ودفع السكان إلى سيناء وليس القضاء على حركة حماس كما أعلنت.

كيف تبدو الحياة في غزة بعد نهاية الحرب

اعتقد فيصل الشوا أنه رأى أفضل وأسوأ ما تقدمه الحياة في غزة، فعندما كان شابا قبل ثلاثة عقود من الزمن، وبعد تحرير غزة من الاحتلال، قائلًا: "وقتها قلنا أخيرًا، لم نعد نرى جنودًا إسرائيليين على الأرض في غزة - كان الأمر مذهلًا".

وتابع أنه كان يعتقد أن غزة في طريقها للازدهار ما دفعه لإنشاء شركة إنشاءات، وبالرغم من جولات العنف المتكررة، تشبث بأمله، حتى انهار أمله بالكامل جراء القصف الإسرائيلي العشوائي وتدمير مساحات شاسعة من القطاع وإجباره هو وغيره على إخلاء منازلهم.

وأضاف: "فقدنا كل شىء، لا منزل ولا عمل ولا مال ولا حتى ملابس، كل شىء دمر".

وأضافت الصحيفة أن الحرب جعلت الجميع يعانون في غزة الفقراء والأغنياء، لا أحد بعيد عن هذه الحرب الوحشية، وفقدت كل أسرة تقريبًا أحد أقاربها أو أصدقائها، حيث استشهد ما يقرب من 22 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، منذ أن شنت إسرائيل حربها في 7 أكتوبر، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين.

وبعيدًا عن ارتفاع عدد القتلى، فإن حجم الدمار الذي هز سكان غزة، بعد تحطم جميع العناصر التي قامت عليها الحياة الطبيعية في المنطقة المدارس والمكتبات والمخابز وغيرها من الشركات، سيغير بالتأكيد شكل الحياة.

ويخشى سكان غزة، الذين يشعرون بالذهول والرعب، أنه لن يكون هناك ما يعودون إليه عندما تصمت المدافع في نهاية المطاف، ويخلص الكثيرون إلى أن هدف إسرائيل النهائي هو جعل القطاع غير صالح للسكن وإجبارهم على التخلي عن الأرض التي يسمونها وطنهم.

يقول الشوا: "إنهم يريدون جعل غزة غير صالحة للعيش، حتى لو سمحت لنا بالعودة غدًا، كيف سنعيش؟ إنهم يدمرون منازلنا، واستثماراتنا، ومصانعنا، وأشجارنا، والبنية التحتية – كل شيء".

واقترح البعض في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة إمكانية إعادة توطين سكان غزة طوعًا، حيث قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لإذاعة الجيش الإسرائيلي في نهاية الأسبوع إنه "إذا كان هناك من 100 ألف إلى 200 ألف عربي في القطاع وليس مليوني نسمة، فإنهم سوف يبقون على قيد الحياة". 

وأوضحت الصحيفة أنه بالرغم من أن هذه التصريحات غير رسمية، ولكنها تكشف عن الجزء الخفي من المخطط الإسرائيلي لغزة، وهي دفع السكان جنوبًا تجاه مصر بعد أن فشلت كافة الضغوط الدولية على القاهرة لفتح حدودها وإعادة توطين سكان غزة في سيناء.

وتابعت أن قطاعا عريضا من سكان غزة يرفضون بشكل كامل الرحيل إلى مصر أو دولة أخرى وترك آخر ما تبقى من أرضيهم لإسرائيل.

حذرت القاهرة بشدة من أنها لن تقبل التهجير القسري لسكان غزة إلى أراضيها، لكن المخاوف لا تزال قائمة، ويخشى الفلسطينيون تكرار نكبة عام 1948، عندما تم تهجير حوالي 700 ألف منهم في أعقاب الحرب الأولى بين الدول العربية وإسرائيل. 

وينحدر حوالي 1.7 مليون من سكان غزة من الذين فروا من منازلهم قبل 75 عامًا، وصنفتهم الأمم المتحدة كلاجئين. 

وقد نجا عدة مئات من سكان غزة، مثل الشوا، من المذبحة من خلال الاستفادة من جوازات السفر الأجنبية للعبور إلى مصر، لكن معظمهم بلا مأوى، محاصرون هناك مع إغلاق حدود القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي.

وفي داخل غزة، أُجبر أكثر من 85% من السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة - نصفهم تقريبًا تحت سن 18 عامًا - على ترك منازلهم وتم الضغط عليهم في مناطق أضيق من أي وقت مضى في الجنوب، حيث لجأوا إلى كل ما يمكنهم حمله في المباني السكنية المكتظة، والمدارس والمستشفيات والمباني التي تستخدمها الأمم المتحدة والخيام.

ويقول إميل حكيم، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن الحكومات الغربية "تشعر بالفزع بشكل أساسي من نتنياهو" وأفعاله، وخوفهم يتشكل في استخدام رئيس الوزراء الإسرائيلي أي انتقاد مباشر لتعزيز شعبيته المحلية المتدهورة.

يقول الحكيم: "لا ينبغي لأحد أن يتوهم في هذه المرحلة أن الدول الغربية قادرة على وقف زخم الحرب الإسرائيلية أو وضع مسار دبلوماسي لتهدئة القتال، إنهم  يريدون الحفاظ على نفوذهم ليوم بعيد المنال بعد ذلك."