رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"خوص وجلد".. سيدة من ذوي الهمم تؤسس ورشة مشغولات بمنزلها

محررة الدستور برفقة
محررة الدستور برفقة سيدات الورشة

عدم قدرتها على الحركة وإصابتها بشلل الأطفال الذي جعلها من ذوي الهمم، لم يكن عائقًا أبدًا أمام هوايتها في تصميم المشغولات اليدوية، بل كان دافعًا قويًا لها حتى تستطيع تثبت نفسها في هذا المجال. شغفها بالمشغولات اليدوية دفعها للكفاح والتحدي حتى اتقنت التصميمات المختلفة. ثم قررت تنفيذ "ورشة مصغرة" داخل منزلها برفقة إحدى أقاربها وهواة نفس المهنة، ليعملن فيها هي وجارتها من السيدات محدودات الدخل في إنتاج الشنط والعديد من المنتجات التي تعتمد في صناعتها على خامات البيئة، من أبرزها الخوص والعرجون ومخلفات النخيل وغيرها من الخامات.

معايشة "الدستور" داخل ورشة منزلية للسيدات في قرية المنصورية التابعة لمركز دراو بمحافظة أسوان، حيث يتم إنتاج مجموعة متنوعة من المشغولات اليدوية

مع ساعات الظهيرة وبعد قضاء جميع أعمالهن المنزلية يتوجهن عدد من السيدات بقرية المنصورية إلى "ورشة عمل المشغولات اليدوية" بمنزل جارتهن "شحاته محمد" مؤسسة الورشة ويبعد عن منازلهن بخطوات قليلة داخل نفس القرية.

وبعدها يتجمعن في صالة المنزل وهو مكان عملهن فى الورشة المصغرة نظرًا للإضاءة الجيدة بجانب انهن يتركن الباب المطل على الشارع مفتوح لمتابعة ابناءهن أثناء اللعب بالشارع.

ومع دخولنا إلى مكان عملهن في الورشة المصغرة نجد إحدى مؤسسات المشروع تجلس بالأعلى نظرًا لحالتها الصحية وتعمل في تصميم الشنط سواء من خامات الخوص والجلد الذي يتم دمجه مع العرجون، بينما شريكتها وباقى السيدات يجلسن على الارض وكل واحدة منهن يكون أمامها الخامات التى تستخدم في صناعة المشغولات اليدوية التى يتم صناعتها.

مؤسسات المشروع الصغير

 

وقالت شحاته محمد أحمد، من قرية المنصورية، إنها حاصلة على دبلوم تجارة، ومنذ صغرها وتحديدًا في سن 9 أشهر أصيبت بمرض شلل الأطفال مما أدى إلى عدم قدرتها على الحركة من مكانها، ولكنها حاليًا تستعين بجهاز تعتمد عليه في حركتها نظرًا لعدم قدرتها على الحركة، ولكنها حاليًا تستعين بجهاز تعتمد عليه في حركتها نظرًا لأنها لم تستسلم أبدًا وكان لديها هدف تنمية موهبتها في المشغولات اليدوية. نشأت هذه الموهبة خلال دراستها، وقررت تطويرها وجعلها مشروعًا صغيرًا يوفر لها مصدر دخل.

وأضافت لـ"الدستور" أن بدأت مشوار كفاحها في تصميم المشغولات اليدوية من مختلف الخامات مثل الخوص والخرز والتريكو وغيرها منذ 10 سنوات. وقررت تأسيس ورشة داخل منزلها برفقة إحدى قريباتها التي تعمل بنفس المجال حتى يستطيعن إعداد وتنفيذ العديد من المشغولات اليدوية المصنوعة من الخامات البيئية المتنوعة.

وأوضحت أن عددًا من سيدات القرية، يصل إلى حوالي 15 سيدة، يعملن معهن لإنتاج المشغولات اليدوية المتنوعة داخل ورشة العمل الصغيرة داخل منزلها. يتم توزيع الأدوار عليهن جميعًا خلال فترة عملهن بالورشة، حيث يهتم بعضهن بتصميم مشغولات الخوص وأخريات يقومن بتقفيل الشنط، والبعض الآخر يقوم بتنفيذ ضفائر الخوص أو شد النول لإنتاج المفارش المصنوعة من الخيوط. وقالت "كل واحدة منّا لديها دور محدد".

وتابعت لـ"الدستور" أنها أسست ورشة عمل صغيرة داخل منزلها منذ أكثر من سنة، حيث أرادت أن يكون لديها مكان ثابت لإنتاج المشغولات اليدوية، بهدف زيادة دخلها وتوفير معيشة جيدة لطفليها. وأشارت إلى أن جميع السيدات اللاتي يعملن معها محدودات الدخل، حيث يوفرن مصدر دخل لأسرهن.

وأكدت أنها تروج لمنتجاتهن من المشغولات اليدوية المتنوعة خلال مشاركتها في المعارض المختلفة، سواء داخل المحافظة أو خارجها، وذلك عبر معارفها وصفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

وختمت حديثها لـ"الدستور" بأنها تطمح في توسيع مشروع ورشتها الصغيرة للمشغولات اليدوية، وجعله معروفًا للغاية، والترويج لمنتجاتهن في الأسواق المحلية والعالمية، ليس فقط في معارض مصر بل أيضًا خارج البلاد.

بينما قالت فتحية سالم أحمد، شريكتها في الورشة المنزلية، إنها ورثت تصميم مشغولات الخوص عن أجدادها، وأنها كانت هوايتها منذ الصغر وبعد ذلك اعتمدتها كمصدر رزق لها. وأوضحت أن تنفيذ الورشة داخل المنزل يساعدهم على إنتاج العديد من المشغولات اليدوية نظرًا لأنهم يعملون في مشروعهم وفي نفس الوقت يستطيعون تلبية احتياجات منزلهم.

وأضافت لـ"الدستور" أنها كانت في البداية تقوم بتصنيع الأطباق الخوصية والأشكال المختلفة، ولكنها تعلمت خلال المشروع طريقة الضفيرة الجديدة وأصبحت ماهرة في صنع الشنط أيضًا ودورها الآن هو تصميم الشنط الخوص، بينما تقوم شريكتها في الورشة بتصميم الشنط الجلدية، حيث يتم دمج خامات سواء الخوص أو الجلد لصنعها.

وقالت فاطمة سعيد عبدالله، إحدى السيدات العاملات في ورشة منزلية، إنها تعلمت تصميم وتنفيذ المشغولات اليدوية في الورشة نظرًا لأنها أرادت أن تجعل هذا العمل مصدر دخل يمكنها من خلاله المساعدة في مصروفات منزلها.

وأضافت لـ"الدستور" أن دورها في الورشة هو تصميم المشغولات من خيوط النخيل سواء الأطباق أو الأسبتة وغيرها من الأشكال، حيث أنهن يعملن حسب الطلبيات التي يتم طلبها منهن.

وأوضحت أن تعمل على مدار يومين فقط من كل أسبوع حتى تستطيع إنتاج كل الأشكال المطلوبة منها، والتي تحصل في المقابل على أجر مالي يومي لزيادة دخلها.

IMG_20231230_105633_291_edit_21691779362817
IMG_20231230_105633_291_edit_21691779362817
IMG_20231230_105509_062_edit_21644038665179
IMG_20231230_105509_062_edit_21644038665179
IMG_20231230_105538_241_edit_21657578770070
IMG_20231230_105538_241_edit_21657578770070
IMG_20231230_105614_762_edit_21679916751884
IMG_20231230_105614_762_edit_21679916751884
IMG_20231230_105443_934_edit_21632337744923
IMG_20231230_105443_934_edit_21632337744923

IMG_20231231_111724_475_edit_53616031718712
IMG_20231231_111724_475_edit_53616031718712
IMG_20231231_111643_676_edit_53602536776425
IMG_20231231_111643_676_edit_53602536776425
IMG_20231231_111620_976_edit_53590292586065
IMG_20231231_111620_976_edit_53590292586065
IMG_20231231_111600_526_edit_53579048461434
IMG_20231231_111600_526_edit_53579048461434