رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تناولت مراكز البحث الدولية حرب غزة ومستقبل القضية الفلسطينية؟

غزة
غزة

اهتمت مراكز الأبحاث والفكر الدولية بحرب غزة وسط تباين الرؤى بشأن مصير وتداعيات الحرب سواء على القضية الفلسطينية أو مصير قطاع غزة وفصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس.
 

كيف تناولت مراكز الفكر حرب غزة؟

بداية سلطت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية التي تركز على قضايا السياسة الخارجية، على فشل إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب المعلنة على قطاع غزة بجانب اعتمادها على القصف العشوائي لجميع أنحاء القطاع ورغم هذا لم يسفر عن شيء سواء تفكيك قدرات حماس العسكرية أو السيطرة على القطاع.
وأشارت "فورين أفيرز" إلى تركيز دولة الاحتلال على التهجري القسري والذي يقف وراءه التدمير الممنهج، مشيرة إلى كشف دول المنطقة وعلى رأسها مصر لهذه المخططات والتصدي لعمليات التهجير التي ستؤثر على القضية الفلسطينية والأضرار بالمنطقة برمتها.
 مؤسسة راند الأمريكية للأبحاث ركزت أيضًا على معوقات وقف إطلاق النار في غزة رغم دعوة المجتمع الدولي لهذا الأمر باستثناء الولايات المتحدة التي تصدت لهذا الأمر، ومنعت مجلس الأمن الدولي من إصدار أي قرارات بهذا الشأن، ولهذا من وجهة نظر المركز دعم مبدأ الهدن الإنسانية المستمرة بدون وقف إطلاق النار من أجل منح إسرائيل القدرة على تفكيك حماس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية.

وأوضحت مؤسسة راند أن الرأي العام الإسرائيلي يدعم استمرار ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من حرب، كما يرفض أي حل سياسي يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية؛ وذلك الأمر تجذر في المجتمع الإسرائيلي بعد صدمة عملية طوفان الأقصى بل قالت المؤسسة إنه يجب على المجتمع الدولي التوقف عن مطالبة إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار، لأن  إسرائيل لن تنصع لمثل هذه المطالبات وبدلًا من ذلك يتم العمل على تخفيف معاناة السكان في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية والضغط على إسرائيل لتصبح عملياتها أكثر دقة؛ بدلًا من العمليات البرية والجوية الموسعة.

مركز كارينجي للشرق الأوسط أكد أيضًا في تحليلاته بشأن الحرب أن إسرائيل تريد تنفيذ مخطط التهجري القسري لسكان قطاع غزة بكافة الطرق، من خلال إرهاب وعنف غير مسبوقين، ومع استمرار الفشل في تحقيق أهداف الحرب باتت خطة تفريغ القطاع هي الهدف الصامت وغير المعلن من إسرائيل.
ويوضح هذه المخططات رغبة إسرائيل في زيادة آلة العنف والدمار وعدم توفير أي مكان آمن للمدنيين للاحتماء به من العنف؛ لدفعهم نحو مصر التي ستكون مضطرة إلى استقبالهم لكنها تواجه هذا المخطط وترفض أي مخطط للتهجير، مشيرة إلى أنه حال فوز الرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 قد يدعم هذا المخطط ويعرقل أي مسار لحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.

 

مستقبل غزة بعد الحرب

 كذلك ركز "معهد الشرق الأوسط" على مستقبل ما بعد الحرب واليوم التالي للحرب فيما يركز نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال على إلحاق أكبر قدر من التدمير بقطاع غزة بهدف الانتقام من الفلسطينيين ضمن أهداف سياسية وعسكرية وجعل شمال غزة غير صالح للسكن.
 وأكد المعهد أن نتنياهو يريد إقامة منطقة عازلة في غزة  على طول الحدود الشمالية والشرقية للقطاع مع إسرائيل، وسوف تسيطر القوات العسكرية الإسرائيلية على غزّة من داخلها، على نحو شبيه بما كان الوضع عليه من عام 1967 وحتى عام 2005.