رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الغثيان والقيء أثناء الحمل.. متى يكون خفيفا أو شديدا وصادما؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تعاني حوالى 90% من النساء الحوامل من الغثيان أوالقيء، والذي يشار إليه غالبًا بالعامية باسم "غثيان الصباح"،  بالنسبة للبعض، يكون المرض خفيفًا نسبيًا، ويأتي ويذهب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل دون كثير من الضجة، وآخريات، يمكن أن يكون الأمر شديدًا لديهن وصادمًا،  لكن مصطلح "غثيان الصباح" تسمية خاطئة، وتظهر النتائج بوضوح أن الغثيان والقيء يمكن أن يحدثا على مدار اليوم.

ووفقًا لموقع “ health ” الطبي نظرًا لأنه من المعروف أن هذا المصطلح يشعر به الكثيرون للتقليل من أهمية هذه الحالة، يجب أن نسأل أنفسنا لماذا نستمر في استخدام مصطلح "غثيان الصباح".  

دراسة حديثة طلبت من النساء الحوامل إكمال مذكرات الأعراض لكل ساعة من اليوم خلال الأسابيع السبعة الأولى من الحمل،  ووجد أنه في حين أن ذروة الأعراض تحدث في الصباح، فإن العديد من النساء يعانين من الأعراض في وقت متأخر بعد الظهر أو في الليل كما حدث في الصباح.

يمكن أن تصبح الأعراض المتكررة للغثيان والقيء مشكلة كبيرة، مما يؤثر على صحة الفرد ورفاهيته وقدرته على أداء المهام الأساسية، نظرًا لأنه كثيرًا ما يُساء فهم الغثيان والقيء أثناء الحمل ويتم الاستهانة بآثاره في كثير من الأحيان، فإن تسميته غير الصحيحة تساهم في وصمة العار ونقص العلاجات الفعالة التي تواجهها العديد من النساء.

الآثار الشديدة للغثيان والقيء أثناء الحمل

يُطلق على أشد أشكال الغثيان والقيء أثناء الحمل اسم القيء المفرط الحملي، ويُقال إنه يؤثر على ما يصل إلى 3.6 في المائة من النساء الحوامل، كما تُعاني النساء المصابات بفرط التقيؤ الحملي من أعراض حادة ومستمرة قد تجعل من الصعب عليهن تناول الطعام والشرب بشكل كافٍ. يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن والجفاف ونقص التغذية.

كما يمكن أن يكون لها تأثير كبير على صحة الشخص العاطفية والعقلية والجسدية، قد يكون بعض الأشخاص مريضين جدًا بحيث لا يستطيعون العمل، أو الاعتناء بأنفسهم أو بالآخرين، أو إكمال الأنشطة اليومية العادية، ويمكن أن تكون الآثار الاقتصادية والنفسية الاجتماعية المترتبة على ذلك عميقة.

بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى ارتفاع معدلات إنهاء الحمل، وكذلك الأفكار الانتحارية، بين المصابين بفرط التقيؤ الحملي. وهذا على رأس مجموعة نتائج الحمل الضارة (مثل انخفاض الوزن عند الولادة) المرتبطة بهذه الحالة.

حتى عندما لا تعتبر شديدة بما يكفي لتشكل التقيؤ الحملي المفرط، فإن الغثيان والقيء أثناء الحمل يمكن أن يكون لهما آثار عميقة، مما يؤثر بشكل كبير على صحة المرأة ورفاهيتها العقلية وعملها وعلاقاتها ونوعية الحياة وتجربة الحمل.

الوصمة التي تواجهها النساء

في حين أن العبء الكبير للغثيان والقيء يسلط الضوء على أهمية العلاج المبكر والفعال، فإن الواقع الذي تواجهه العديد من النساء يرسم صورة مختلفة.

وجدت دراسة استقصائية أسترالية حديثة أن واحدًا من كل أربعة مشاركين أفاد بأنه حرم من الأدوية لعلاج الغثيان أو القيء المفرط.

وقد يعكس هذا جزئيًا التردد المستمر تجاه استخدام الأدوية أثناء الحمل منذ مأساة الثاليدومايد في الستينيات. لكنه يعكس أيضًا وصمة العار المستمرة التي يواجهها أولئك الذين يعانون من الغثيان والقيء أثناء الحمل عندما يحاولون الحصول على الرعاية.

في أوائل القرن العشرين، كان يُعتقد أن السبب الجذري للغثيان والقيء أثناء الحمل هو سبب نفسي. أشارت مقالات المجلات إلى "الهستيريا" باعتبارها السبب الرئيسي للغثيان والقيء، ولظهور أعراض على الأفراد نتيجة لعدم رضاهم عن الحمل أو الزواج، أو طلب الاهتمام.

وقد أدت هذه المعتقدات الخاطئة إلى العديد من الممارسات الرافضة والمدمرة مما أدى إلى شعور النساء بالعزلة وعدم الدعم.

أفادت دراسة فرنسية أجريت عام 2004 عن علاج النساء اللاتي دخلن إلى المستشفى بسبب التقيؤ الحملي المفرط عن طريق إخضاعهن للعزلة عن الأصدقاء أو العائلة لمعرفة ما إذا كن سيكشفن عن "رغبتهن السرية" في الإجهاض.

وقد جادل علماء الأحياء بأن الغثيان والقيء أثناء الحمل يخدمان وظيفة مفيدة لحماية الأمهات وأطفالهن الذين لم يولدوا بعد من التعرضات الضارة المحتملة. يعتمد هذا جزئيًا على الأدلة التي تشير إلى أن أولئك الذين يعانون من الغثيان والقيء أثناء الحمل أقل عرضة للإجهاض.

في حين أنه يبدو دقيقًا أن الغثيان والقيء أثناء الحمل لهما فوائد، فإن هذه الحجة تقدمهما على أنهما "طقوس مرور" وشيء يجب أن يرحب به الأفراد، مع التقليل من العبء المرتبط به

كيف يجب تعريف الغثيان والقيء أثناء الحمل؟

على الرغم من أن الغثيان والقيء شائعان أثناء الحمل، إلا أنه عندما يطول الأمر يمكن أن يصبح حالة طبية منهكة،لذا من المهم الاستماع إلى الحوامل اللاتى يعانين من الغثيان والقيء والحصول على العلاج ،وغالبًا ما توصي الإرشادات باستخدام أدوات الفحص التي تصنف الحوامل على أنهن يعانين من غثيان وقيء خفيف أو متوسط ​​أو شديد بناءً على الإجابات على ثلاثة أسئلة حول ما كن يشعرو به خلال الـ 24 ساعة الماضية.

 

في حين أن أدوات مثل هذه يمكن أن تكون مفيدة لتوجيه العلاج أومراقبته، إلا أنها قد تسبب خطرا ومزيد من الضرر إذا تم استخدامها لتقييد الوصول إلى الرعاية بناءً على شدة الأعراض المتصورة، لذا من المهم أن لا تعتمد قرارات العلاج على رقم فقط، بل على تقييم شامل للصحة العاطفية والعقلية والجسدية للحامل.