رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صائد الدبابات محمد عبد العاطي.. كابوس مازال يطارد الإسرائيليين

صائد الدبابات
صائد الدبابات

 صائد الدبابات محمد عبد العاطي، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1950، واحد من أبطال أساطير العسكرية المصرية في حرب السادس من أكتوبر، وهو الكابوس الذي يطارد الإسرائيليين حتي اليوم.

 

عبد العاطي يدمر 23 دبابة بديلا عن شموع عيد الميلاد

 

واحد من رفاق سلاح صائد الدبابات محمد عبد العاطي، يستهل حديثه في الفيلم التسجيلي، الذي أخرجه خيري بشارة في أعقاب انتصارات الجيش المصري علي إسرائيل في حرب أكتوبر 1973، تحديدا في العام 1974، بعنوان “صائد الدبابات”، حديثه عن هذه الذكري مشيرا إلى أن: “اليوم ده كان له ذكري عظيمة عندي، كان يوم ميلادي”، كنت مع الرقيب الخولي وعبد العاطي، وقلت لو نعبر النهاردة يبقي أسعد يوم في حياتي، وبعد كده فوجئنا في الساعة الثانية بأوامر لعبور قناة السويس واقتحام خط بارليف. في اليوم ده قولت لعبد العاطي عاوز أعمل عيد ميلادي، فقال لي صائد الدبابات محمد عبد العاطي: "هانعملك عيد ميلادك في البر التاني لقناة السويس، وقلت له عاوز 20 شمعة في عيد ميلادي، فرد عبد العاطي: بس كده هانشعلك 20 دبابة بدل 20 شمعة. والحمد لله هو أشعلي 23 دبابة أكتر من سني بـ 3 سنوات.

  

 

 يظل الرقيب “محمد عبد العاطي”، والذي لقب بـ “صائد الدبابات”، الكابوس الذي مازال يطارد الإسرائيليين ويؤرق مضاجعهم، لا لشيئ سوي البطولة الخرافية التي حققها ــ خلال حرب أكتوبر ــ وهو فتي صغير لم يبارح العشرين من عمره.

 

يقول صائد الدبابات محمد عبد العاطي موجها حديثه لكاميرا خيري بشارة: اليوم 8 أكتوبر كانت أول المعارك بالنسبة لي، في هذا اليوم كنا بمنطقة علي بعد 5 كيلو من القنال، وتحركنا إلي هذا المكان ــ مشيرا للموقع الذي تم تصوير الفيلم فيه ــ لنصب الكمائن للعدو وصد هجماته بالمدرعات المضادة، وهو المكان الذي دمرت فيه أول دبابة من الـ 23 دبابة التي دمرتها في خلال نصف ساعة.

 

ويفصل صائد الدبابات محمد عبد العاطي، وقائع أولي فرائسه من دبابات العدوي الإسرائيلي، مشيرا إلي أنه تم اختيار هذا المكان المنخفض اتجاه الشرق حيث كان العدو يدفع بدباباته. في هذا المكان “بيومي”  ضرب دباباتين وأنا ضربت 2 ــ ويشير لأحد رفاق السلاح ــ وفي هذا الوقت كان متواجد معي أيضا المقاتل “الخولي” كمساعد في الصواريخ.

 

 

وبدوره يتحدث المقاتل “الخولي”، لافتا إلي: بعد أن دمر المقاتل عبد العاطي 9 دبابات، ظهر لنا حوالي 30 فرد من دبابات العدو تهاجمنا أخدت رشاش واحد زميلي وتقدمت ناحيتهم وصددت الهجوم، وفي هذا اليوم دمر المقاتل بيومي 4 دبابات. 

 

يعرف صائد الدبابات محمد عبد العاطي، بنفسه لكاميرا “بشارة”: عرفت بـ “عبد العاطي”، واسمي بالكامل محمد عبد العاطي عطية شرف، اتولدت في سنة 50 في شهر 11 بمركز مينا القمح محافظة الشرقية. لتنتقل الكاميرا لمنزل عبد العاطي الريفي البسيط، هناك حيث الأم التي تعد أصناف متعددة من الطعام لاستبقال بطلها عبد العاطي أشهر من نالوا نجمة سيناء. 

 

ومن لقطة لأخري، صائد الدبابات محمد عبد العاطي، في مضافة داره يتبادل أطراف الحديث مع والده وعدد من أبناء قريته، عن المستقبل والأحلام التي يحلمون بتحقيقها بعد الانتصار العظيم، ترصد الكاميرا حائط المضافة المزدان بصور لأكثر من فرد من أفراد عائلة عبد العاطي بالزي العسكري، بينما في لقطة أخري الشقيقة “تحمي” الفرن للخبيز.

 

 

وفي لقطة أخري ترصد استراحة المحارب صائد الدبابات محمد عبد العاطي، مع أحد الأصدقاء بملابسه المدنية يتجاذبان أطراف الحديث جلوسا علي “المصطبة”، يتحدث عن والده وكيف أنه كان فلاحا بسيطا، توفي بينما كان عبد العاطي في الصف  الثالث الابتدائي، تولي أخويا الكبير عبد الحميد تربيتي حتي استكملت تعليمي. 

 

ومن الأشقاء لي “عطية”، وأختين متزوجتين وأنا بالنسبة للأسرة آخر العنقود، تعلمت حتي حصلت علي دبلوم الزراعة سنة 69. وهنا يتدخل أحد العاملين بالمدرسة متحدثا عن صائد الدبابات محمد عبد العاطي: اللي أعرفه عن عبد العاطي أنه كان حسن السير والسلوك، عمره ما نط من فوق السور، ولما وديت له شهادة الدبلوم عطاني “50” قرش.