رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى الانتخابات.. مشاركة المرأة.. ضد التشهير

اتخذت مشاركة المرأة المصرية فى الانتخابات الرئاسية هذا الأسبوع ملمحًا مختلفًا، ملمحًا يستدعى ما قامت به من مشاركة فعالة فى ثورة 30 يونيو، وفى انتخابات الرئاسة 2014.

راهن الكثيرون من أبطال السوشيال ميديا وأشاوسهم على عزوف المرأة عن المشاركة؛ لدرجة الحديث عن مقاطعتها الانتخابات بسبب الضغوط الاقتصادية التى يعانى منها المجتمع، والتى تصيبها أولًا باعتبارها وزيرة مالية العائلة ومدبرة الحياة اليومية.

لا أحد يستطيع إنكار الضغط الاقتصادى غير المسبوق التى تعانى منه المرأة المصرية، ولكن يجب أن نرى المشهد كاملًا حتى نستطيع تحديد الموقف بدقة.. الموقف الذى جاء عكس كل تلك التوقعات على بوستات السوشيال ميديا، وجاءت مشاركة المرأة بهذه الصورة المشرفة لمصر.

الخطوات والإجراءات التى تمت فى طريق دعم المرأة المصرية بعد ثورة 30 يونيو، هى خطوات غير مسبوقة استندت إلى الدستور والقوانين، وقبلها إلى الإرادة السياسية الوطنية التى أعادت لها مكانتها واعتبارها التى سلبتها العقلية الذكورية؛ باستدعاء الأفكار الصحراوية والتأويلات المشوهة وغير المنضبطة شرعيًا وثقافيًا واجتماعيًا. 

والفترة المقبلة يجب أن نهتم بمواجهة الفكر الذكورى المنتشر فى الشارع المصرى، الذى يحاول الارتداد بكل مكاسب المرأة، والاستحواذ عليها لصالحه.

كثافة مشاركة المرأة هى نتيجة طبيعية للجهود التى تمت فى طريق دعم تمثيلها ومشاركتها السياسية، واهتمام الدولة بها إنسانيا بمبادرات الحماية الاجتماعية والصحية لها ولأسرتها.

لاحظت، أيضًا، المشاركة المتميزة جدًا للمرأة فى المحافظات، خاصة فى شمال سيناء، وهى مشاركة تمثل نجاحا للدولة المصرية فى بث مناخ الأمان والاستقرار فى محافظة كانت من أكثر المحافظات معاناة مع التطرف والإرهاب، وتلك المشاركة تعكس أيضًا نجاح ما استهدفته الدولة المصرية من تحقيق العدالة التنموية فى المحافظات التى تأخرت كثيرًا قبل ثورة 30 يونيو فى إدراجها بشكل قوى فى مخططات التنمية.

كثافة مشاركة المرأة المصرية جاءت كتعبير عن حالة رضا من المرأة؛ رغم كل التحديات فى ظل مناخ التأهيل والتمكين على عدة مستويات، من أهمها الاستثمار فى الإنسان المصرى.

لا يفهم بعض المتاجرين بقضية المشاركة الانتخابية للمرأة المصرية والتشهير بها.. إن مظاهر الفرح والغناء هى أحد أشكال التعبير الموروثة فى المجتمع المصرى. وهى ليست بدعة، فالكثير من دول العالم يحتفى ناخبوها بأشكال متعددة كتعبير عن الفرح والمشاركة، وهو نمط يعبر عن أسلوب وثقافة مجتمعية.  

أرى أن هذا الزخم الإيجابى الذى قامت به المرأة المصرية، سيكون له تأثير إيجابى فى ملامح مشاركة المرأة فى البرلمان القادم.

نقطة ومن أول الصبر..
المرأة هى نقطة التوازن الآمن فى مستقبل الدولة المصرية.