رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية في مصر تحتفل بحلول عيد سبيريدون الصانع

الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية في مصر بحلول عيد سبيريدون الصانع العجائب أسقف تريميثوس في جزيرة قبرص.

كان القدّيس سبيريدون مزارعًا فقيرًا وأبًا لأسرة كثيرة الأولاد. إلّا أنّه كان غنيًّأ في الإلهيّات، ما أهّله لرئاسة الكهنوت.

حضر المجمع النيقاويّ الأوّل سنة 325 وانتقل إلى الحياة الأبديّة حول سنة 348، ثم نُقل رفاته إلى جزيرة كورفو، فأضحى شفيعًا لها.

العظة الاحتفالية

بهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "الرَّاعي الصَّالِحُ يَبذِلُ نَفْسَه في سَبيلِ الخِراف"  عندما قال الرّب يسوع هذه الكلمات، لم يكن الرّسل يعرفون أنّه كان يتكلّم عن نفسه. وحتّى يوحنّا، الرّسول الحبيب، لم يكن يعرف ذلك. لقد فهم ذلك في الجلجلة، عند أقدام الرّب يسوع المعلّق على الصّليب، حين رآه يقدّم حياته بصمت فداءً لخرافه. أمّا بالنسبة إلى يوحنّا وإلى سائر الرّسل، فلمّا حان الوقت الذي سينفّذون فيه المهمّة نفسها، تذكّروا في ذلك الوقت قوله هذا. وأدركوا حينها أنّه باستطاعتهم إتمام هذه المهمّة على أكمل وجه فقط لأنّ الرّب يسوع قد قطع عليهم وعدًا بأنّه هو مَن سيعمل بداخل كلّ واحد منهم. وكان بطرس مَن أدرك ذلك بشكل أساسيّ، وكان "الشَّاهِدَ لآلامِ المسيح"، وكان يشجّع بأقواله آباء الكنيسة: "اِرعَوا قَطيعَ اللهِ الَّذي وُكِلَ إِلَيكم واحرِسوه طَوْعًا لا كَرَهاً، لِوَجهِ الله".

على مرّ العصور، تابع خلفاء الرّسل، بإلهام من الرُّوح القدس، جمعَ قطيع الرّب يسوع المسيح والسَّيرَ به إلى ملكوت السَّماوات، وهم يعلمون أنّه ما كان بإمكانهم تحمّل كلّ هذه المسؤوليّة إلاّ "بالمسيح ومع المسيح وفي المسيح".

وأدركتُ أنا أيضًا الأمر نفسه يوم دعاني الربّ إلى تولّي مهمّة بطرس في مدينة روما الحبيبة وإلى خدمة العالم أجمع. ومنذ بداية ولايتي الحبريّة، كان توق وحيد يسيّر كلّ أفكاري وكلّ صلواتي وكلّ أفعالي:الشهادة بأنّ الرّب يسوع المسيح، الرّاعي الصالح حاضرٌ وهو في خدمة الكنيسة هو “يبحَث عنِ الضالَّةِ ويَرُدُّ الشارِدَةَ ويَجبُرُ المَكْسورَةَ ويُقَوِّي الضَّعيفَةَ... ويحمي القَوِّية”.

 لهذه الأسباب، لم أنفك أردّد منذ يومي الأوّل: "لا تخافوا من استقبال الرّب يسوع ومن قبول قدرته!". وها أنا أكرّر ذلك اليوم وبكلّ قوّة: "شرّعوا الأبواب أمام المسيح! دعوه يسيّر خطاكم ولتكن لكم ملء الثقة بمحبّته لكم!"