رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

النازحون لمدينة رفح الفلسطينية: لا مأوى ولا دواء ولا ماء.. والملح وصل إلى 6 دولارات

النازحون لمدينة رفح
النازحون لمدينة رفح الفلسطينية

مع استمرار العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة للشهر الثالث على التوالى، تتفاقم معاناة الفلسطينيين فى ظل حصار خانق وقصف ودمار لا يتوقف، وسط رفض إسرائيلى لأى مساعٍ لوقف إطلاق النار، مستغلة فى ذلك التواطؤ الأمريكى معها لتدمير الشعب الفلسطينى.

ومن مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قال خالد أحمد، أحد أهالى القطاع، إن الأوضاع فى جنوب غزة أصبحت صعبة للغاية، خاصة مع استمرار نزوح الأهالى من شمال القطاع، مشيرًا إلى أن الطائرات الإسرائيلية تحوم فى سماء مدينة رفح، وأيضًا طائرات الاستطلاع والاستخبارات، مع استمرار أصوات القصف فى شرق وغرب المدينة.

وأوضح «أحمد»، لـ«الدستور»، أن نزوح أكثر من مليون شخص إلى جنوب قطاع غزة أحدث نقصًا حادًا فى المواد الغذائية وغلاءً شديدًا فى الأسعار، وزحامًا كبيرًا فى ظل عدم وجود أماكن لإيواء الناس، خاصة مع بدء البرد الشديد.

وقال: «احتكار السلع الغذائية وارتفاع أسعارها أصبح منتشرًا جدًا، فى ظل النقص الشديد، ووصل سعر كيس الدقيق لأكثر من ١٠٠ دولار، وعلبة السولار بلغت ١٥٠ دولارًا، وكيس الملح يتراوح سعره بين ٢ و٦ دولارات، نحن على أبواب مجاعة حقيقية، وفلتان أمنى خطير».

وبشأن الأوضاع الأمنية، قال إن هناك مجموعات من الناس تهاجم سيارات المساعدات وتستولى عليها وتهاجم المخازن وتنهبها.

وحول الأوضاع الصحية، أشار إلى أن المستشفيات فى مدينة رفح صغيرة وتستقبل فقط الإسعافات الأولية، ولا قدرة لها على تحمل العدد الموجود برفح ولا إسعاف المرضى بشكل حقيقى.

ولفت إلى أن المساعدات الإغاثية التى تدخل غزة قليلة ولا تكفى احتياجات الناس، خاصة بعدما أصبح أكثر من مليون و٣٠٠ ألف مواطن دون مأوى، وتحت قصف مستمر من الطائرات والمدفعية، سواء من ناحية شرق رفح أو من جهة البحر. وتابع: «الناس قلقون جدًا من الجوع والفقر ويتخوفون من إجبارهم، تحت غطاء دولى، على تنفيذ نزوح قسرى وأبدى، ويأملون فى وقف الحرب فى أسرع وقت، لأنهم أصبحوا يحتاجون مواد أولية وأساسية لم تعد موجودة ولا شىء سوى المجاعة والموت بانتظارهم».

فيما قال زكريا بكر، النازح من مخيم الشاطئ فى الشمال إلى مدينة رفح الحدودية، إن مشاهد الخوف والموت تسيطر على كل شىء، خاصة فى ظل أصوات القصف على مدينة خان يونس المجاورة، ولم يعد أمام الناس سوى التفكير فى نزوح جديد أو انتظار القتل تحت قصف طائرات الاحتلال التى لا تفارق السماء.

وأضاف «بكر»، لـ«الدستور»: «نحن قريبون جدًا من الحدود المصرية، وبيننا تقريبا ٤ كيلومترات، والضرب لا يزال قاسيًا وعنيفًا فى شمال ووسط القطاع وفى خان يونس، لأن أصوات القصف والاشتباكات بها تهز الأرض».

وتابع: «ما فات كان صعبًا ومؤلمًا، والقادم الله أعلم به، وكل ساعة نسمع عن صديق أو قريب استشهد، وحياتنا الله يعلم كيف تسير، ولا يوجد بها أى شىء آدمى، هذا بخلاف برودة الجو، وحتى الملح والخميرة مقطوعين، وإن وجدا يكون سعرهما عشرين ضعفًا، والملح سعره الآن حوالى ٦ دولارات، ويكفينا العذاب اليومى فى البحث عن حطب للنار، وطابور المياه الحلوة والمالحة، وحينما يخلص الدقيق نستمر لأسبوع فى البحث عنه مرة أخرى».