رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيد المتقدس.. البيزنطية: كان يلقب بالشاب الشيخ

كنيسة
كنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى البار سابا المتقدّس، وولد القدّيس سابا في كبادوكية، وانتحل الحياة الرهبانية وهوحديث السن جدًا في موطنه نفسه، في عام 457، وإذ عرفه القدّيس افتيموس وقدّر فيه النضوج العميق، اذ كان يلقّبه " بالشاب الشيخ"، أرسله سنة 458 إلى القدّيس ثاوكتيستوس. وبعد وفاة القدّيس افتيميوس سنة 473، قضى القدّيس سابا خمس سنين في خلوة البراري.

 ثم جاء سنة 478 وقطن مغارة تقع على ضفة نهر قدرون اليسرى، مقابل الدير الذي يحمل اليوم اسمه، وإذ التحق به الكثيرون ليسموا إلى الله تحت قيادته، بنى برجًا على الضفة اليمنى، وأنبع بصلاته ماءً في هذه الارض القاحلة. في سنة 491 كرّس بطريرك أورشليم سالستوس مغارة وسيعة حوّلها القدّيس إلى كنيسة، ورقّى سابا في هذه الفرصة إلى درجة الكهنوت، وعيّنه أرشمندريتًا أي رئيسًا على نسّاك فلسطين جميعهم. 

وقد قصد القسطنطينيّة مرّتين، في مهامٍ انتدبه لها بطاركة أورشليم: الأولى سنة 512 لدى الامبراطور انسكاسيوس والثانية سنة 531 لدى الامبراطور يوستينيانوس. وانتقل إلى الحياة الأبدية في الثالثة والتسعين من عمره في مثل هذا اليوم من سنة 532.

سر الإيمان

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ سرّ الثالوث الأقدس هوالسرّ الرئيسي للإيمان وللحياة المسيحيّة. والله وحده يستطيع أن يُعطينا معرفته بالكشف عن ذاته أبًا وابنًا وروح قدس. إنّ تجسّد ابن الله يكشف أنّ الله هوالآب الأزلي، وأنّ الابن هووالآب جوهرٌ واحد، أي إنّه فيه ومعه الإله الواحد الأحد. فرسالة الرُّوح القدس، الذي أرسله الآب باسم الابن وبالابن "من لَدُنِ الآب" تكشف أنّه معهما الإله الواحد الأحد. "مع الآب والابن يُعبد العبادة نفسها ويُمجّد التمجيد نفسه" (قانون الإيمان).

بنعمة المعموديّة "باسم الآب والابن والرُّوح القدس" نحن مدعوّون إلى الاشتراك في حياة الثالوث السعيدة، ههنا في ظلمة الإيمان، وهنالك بعد الموت في النور الأزلي.

"إنّ الإيمان الكاثوليكي يقوم على ما يلي: عبادة إله واحد في الثاّلوث، والثّالوث في الوحدة، بغير خلطٍ للأقانيم، وبغير تقسيم للجوهر: إذ إنّ للآب أقنومه، وللابن أقنومه، وللرُّوح القدس أقنومه؛ ولكن للآب والابن والرُّوح القدس ألوهةٌ واحدة، ومجدُ واحد، وسيادةٌ واحدة في أزليّتها".

إنّ الأقانيم الإلهيّة غير منقسمة فيما هي عليه، غير منقسمة أيضًا فيما تعمل. ولكن في العمل الإلهي الواحد، فإنّ كلّ أقنوم يُظهر ما يختصّ به في الثالوث، ولا سيّما في رسالة تجسّد الابن ورسالة موهبة الرُّوح القدس الإلهيّتين.