رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصرى أصلى.. المواطنون فى الخارج يكتبون بداية قوية لماراثون الانتخابات الرئاسية: إقبال كبير.. ومشاهد وطنية تاريخية

مصرى أصلى
مصرى أصلى

- تحركات جماعية فى شوارع وميادين مختلف الدول واحتشاد مبهر أمام اللجان

- علم مصر يتصدر العُرس الديمقراطى والهتافات والأغانى الوطنية حاضرة بقوة

- الأسر تصطحب أطفالها إلى مراكز الاقتراع وتيسيرات تتيح التصويت فى دقائق

- الجاليات لـ«الدستور»: ضربنا المثل فى حب الوطن.. وقدمنا صورة مشرفة أمام العالم

سطّر المصريون فى الخارج ملحمة وطنية، على مدار الأيام الثلاثة المخصصة للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية ٢٠٢٤، بعدما توافدوا بأعداد غفيرة إلى مقار اللجان داخل السفارات والقنصليات المصرية فى ١٢١ دولة، للوفاء بالاستحقاق الدستورى، وأداء واجبهم الوطنى.

وتنوعت الفئات المشاركة فى الانتخابات الرئاسية من أبناء الجاليات المصرية فى الخارج، سواء من الشباب أو كبار السن أو السيدات، الذين حرصوا على النزول للمساهمة فى استكمال بناء مصر الجديدة، فأدلوا بأصواتهم بسهولة ويسر وفى دقائق معدودة، بفضل التجهيزات التى أعدتها البعثات الدبلوماسية من قبل بدء السباق الانتخابى.

وعلى مدار الأيام الثلاثة المخصصة لاقتراع المصريين فى الخارج، شهدت شوارع وميادين مختلف العواصم والمدن الكبرى حول العالم حشودًا من أبناء الجاليات المصرية، الذين حرصوا على السير والاحتشاد أمام المقار الانتخابية فى مجموعات.

وأصر المصريون فى الخارج على تحويل المشهد الانتخابى إلى أشبه بـ«ماراثون» فى حب الوطن، تأكيدًا لارتباطهم الوثيق به، ودعمهم إياه فى كل المناسبات والاستحقاقات، مهما بعدت المسافات، فحملوا ورفعوا علمه عاليًا، لإيصال رسالة إلى العالم بأسره، مفادها أن مصر على قلب رجل واحد بأبنائها فى الخارج كما فى الداخل.

وبرهن المصريون فى الخارج على هذا الحب والارتباط بالأفعال، عبر حِرص كثير منهم على السفر لمسافات طويلة، وتحدى الانخفاض الكبير فى درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر فى عدد من الدول، والتوجه بكثافة إلى المقار الانتخابية، مصطحبين معهم أطفالهم، ليتحول المشهد الانتخابى إلى ما يشبه «عُرسًا ديمقراطيًا» ولقاءً عائليًا كبيرًا بين أبناء المحروسة.

وكانت عبارات «تحيا مصر» و«أم الدنيا» هى الأكثر ترديدًا من أفواه أبناء مصر فى الخارج، الأطفال وصغار السن قبل البالغين، مع إشادة واسعة بالتجهيزات اللوجستية والفنية التى قدمتها السفارات والقنصليات المصرية، ما سهل عليهم عملية التصويت.

ورصدت غرفة عمليات وزارة الهجرة إقبالًا كبيرًا وحاشدًا من الناخبين، خلال اليومين الثانى والثالث، بمعدلات تساوى أضعاف المشاركة فى اليوم الأول، خاصة فى السعودية والكويت والإمارات وعُمان وقطر والبحرين والأردن، وكذلك فى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا ونيوزيلندا وروسيا وكل الدول الأوروبية، بسبب عطلة نهاية الأسبوع لديهم، علاوة على المغرب وتونس وتركيا ولبنان والجزائر والعراق وجنوب إفريقيا وكينيا والسنغال والصين واليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا.

وأشادت غرفة عمليات «الهجرة» بالمواطنين الذين قطعوا آلاف الأميال لأداء الواجب الانتخابى، معتبرة أن هذا ليس جديدًا على وطنية المصريين، معربة عن خالص فخرها واعتزازها بكل المصريين فى الخارج، لمشاركتهم الفاخرة والمبهرة فى التصويت.

وشددت على أن «المصريين فى الخارج حرصوا على المشاركة فى رسم طريق المستقبل، والإقبال بكثافة لاختيار مَنْ يمثلهم لقيادة الدولة خلال الفترة المقبلة»، مثمنة جهود الجاليات المصرية بالخارج فى حشد المواطنين، وتوفير وسائل الانتقال من وإلى مقار اللجان الانتخابية.

وأكد عدد من ممثلى الجاليات المصرية فى الخارج، خلال حديثهم مع «الدستور»، على توافد أعداد كبيرة من المصريين على مراكز الاقتراع، خلال الأيام الثلاثة المخصصة للتصويت، مشيدين بكل ما قدم من تسهيلات أسهمت فى التيسير عليهم بشكل كبير.

وقالت جاكلين سعد، من أبناء الجالية المصرية فى الولايات المتحدة الأمريكية، إن المئات من المصريين المقيمين فى مختلف الولايات الأمريكية توافدوا على مقار البعثة الدبلوماسية المصرية للمشاركة فى «العرس الانتخابى»، معبرين عن فرحتهم بحمل الأعلام المصرية، وترديد وغناء الهتافات والأغانى الوطنية.

وأضافت «جاكلين»: «فى اليوم الأخير لاقتراع المصريين فى الخارج، أمس، احتشد أبناء الجالية المصرية فى الولايات المتحدة أمام مقار اللجان، وكانوا من مختلف الأعمار السنية، وبينهم عدد كبير من الشباب وكبار السن».

وواصلت: «كما أن السيدات المصريات فى الخارج ضربن مثلًا مشرفًا فى حب الوطن والاهتمام بأحداثه، بعدما كن الفئة الأكثر مشاركة فى الانتخابات الرئاسية، لتأكيد دعم المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى، وإظهار حبهن واحترامهن الشديد له».

وقال صالح فرهود، من أبناء الجالية المصرية فى فرنسا، إنه على مدار الأيام الثلاثة الماضية، شهدت شوارع وميادين العاصمة باريس حشودًا كبيرة من المواطنين المصريين، الذين أصروا على النزول إلى لجان التصويت فى مجموعات، لرسم صورة تليق بجموع المصريين فى الخارج.

وأضاف «فرهود»: «المصريون فى الخارج نجحوا فى تقديم صورة مشرفة أمام كل دول العالم، وتوجيه رسالة قوية بأن مصر دولة ديمقراطية وقوية، وستظل قوية بأبنائها فى الداخل والخارج».

وأشار إلى أن علم مصر كان ظاهرًا وجليًا فى كل حشود الجاليات المصرية فى الخارج، بعدما حرصوا على حمله ورفعه عاليًا، لتأكيد حبهم للمحروسة، ودعمها فى كل مناسبة واستحقاق.

وأتم بقوله: «لم يكن مشهدًا انتخابيًا عاديًا، بل كان عرسًا ديمقراطيًا، توافدت الحشود إليه فى كل دول العالم، لتأكيد حب المصريين فى الخارج مصر وارتباطهم الكبير بها، مهما بعدت المسافات».

ووصف مصطفى رجب، من أبناء الجالية المصرية فى بريطانيا، المشهد الانتخابى فى اليوم الثالث بأنه «الأروع على الإطلاق»، على ضوء استمرار أبناء الجالية فى التوافد على مقار اللجان، حاملين أعلام مصر، مرددين الهتافات الوطنية والداعمة للمرشح عبدالفتاح السيسى.

وقال «رجب»: «ما حدث داخل مقر السفارة المصرية فى لندن يستحق الذكر، بعدما تجمع الكثير من قادة وأعضاء الاتحادات الممثلة للجالية لتقديم الوجبات والمشروبات الساخنة، ومد يد المساعدة لكبار السن وذوى الإعاقة، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر».

وأضاف: «ما حدث فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى من اهتمام كبير بملف المصريين فى الخارج، على مدار السنوات التسع الماضية، لم يكن عاديًا، وهو ما ترجمته الجاليات المصرية فى الخارج، من خلال إصرارها على المشاركة ورد الجميل للرئيس القائد».

وأشاد بالتيسيرات التى قدمتها السفارات والقنصليات المصرية فى الخارج، مشيرًا إلى مساهمتها فى تسهيل عملية الاقتراع، وتضاعف الأعداد خلال اليومين الثانى والثالث.

وانطلق ماراثون الانتخابات الرئاسية المصرية بتصويت المصريين فى الخارج، بداية من الجمعة إلى الأحد، فى ١٣٦ مقرًا انتخابيًا داخل البعثات الدبلوماسية والقنصلية المصرية فى ١٢١ دولة، زودت بأجهزة «تابلت» حديثة لقراءة الرقم القومى أو جواز السفر المميكن للناخب، بالإضافة إلى تجهيز وحدات الحاسب الآلى المتوافرة لدى السفارات ببرامج مخصصة لإدارة العملية الانتخابية. ويتنافس فى الانتخابات ٤ مرشحين هم: المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى «رمز النجمة»، والمرشح الرئاسى فريد زهران رئيس الحزب المصرى الديمقراطى «رمز الشمس»، والمرشح الرئاسى عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد «رمز النخلة»، والمرشح الرئاسى حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهورى «رمز السلم».