رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسيون: إسرائيل تدفع نحو النزوح لرفح وتُنفذ سياسة المناطق العازلة

النزوح
النزوح

أكد الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون الدولى والنظم السياسية الفلسطينى، أن مجلس الحرب الإسرائيلى مضى فى طريق الهدنة المؤقتة، وذلك من أجل تخفيف الضغط الجماهيرى الذى يتعرض له من الشارع الإسرائيلى، الذى يطالب بضرورة الإفراج عن المحتجزين الذين فى حوزة المقاومة الفلسطينية، لافتًا إلى أن «مجلس الحرب يرى أن ما تم الإفراج عنه يكفى من أجل أن يخفف هذا الضغط، وليستمر فى عدوانه ضد قطاع غزة».

وقال: «لا يوجد مكان فى قطاع غزة لا يتعرض للقصف، إذ يصل القصف لكل مكان، وكذبة تقسيم الشمال والجنوب تحت بند ما هو آمن وغير آمن لم تنطل على أحد فى العالم، حتى من يقف مع الحكومة الإسرائيلية من الغرب»، مضيفًا: «تسعى إسرائيل إلى المضى قدمًا فى مخطط تهجير الشعب الفلسطينى، وتطالب منذ يومين سكان خان يونس بالذهاب نحو رفح، وهذا سوف يشكل اكتظاظًا سكانيًا ضخمًا فى رفح، ومن ثم توجيههم مرة أخرى من رفح الفلسطينية إلى الحدود مع مصر، وهذا ما حذرت منه مصر منذ اللحظة الأولى وطالبت بمنع حدوثه».

واستكمل: «كل المؤشرات توحى مع الأسف بأننا أمام عدوان قد يستمر لأكثر من شهرين، فيما أعلنت حركة حماس بشكل رسمى عن أنها لن تذهب باتجاه إطلاق أى محتجز فى جعبتها إلا بعد وقف كامل لإطلاق النار، وبالتالى هذا المسار الذى فرضت حماس قواعده سوف يبعد الأنظار والتوقعات عن تهدئة مؤقتة جديدة مقابل محتجزين جدد لديها».

وأكد أن الضغوط الدولية لم ترتق بعد إلى درجة إجبار المتغطرسين فى إسرائيل على وقف هذا العدوان ضد شعبنا الفلسطينى، وبالتالى نتنياهو ومجلس حربه ما زالا يحظيان بدعم غربى كبير يساندهما فى العدوان على غزة، وفى مقدمة هذا الدعم الولايات المتحدة الأمريكية، التى ما زالت ترسل طائراتها وأسلحتها وذخائرها إلى إسرائيل لتستمر فى قتل المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ فى غزة.

وأوضح أن السيناريو الأقرب هو ألا تحقق إسرائيل أى إنجاز عسكرى على الأرض، وبما فى ذلك تحرير أى محتجز من الذين لدى المقاومة الفلسطينية، وعدم تمكن الجيش الإسرائيلى من الوصول إلى قادة حماس بغزة، خاصة يحيى السنوار أو محمد الضيف، ومن ثم فإن المتغطرسين الإسرائيليين سوف يذهبون نحو اتفاق وقف إطلاق نار كامل، وذلك حسب شروط معينة.

من جانبه، قال الدكتور جهاد الحرازين، القيادى فى حركة «فتح» الفلسطينية، إن الاحتلال الإسرائيلى عاد إلى استئناف الحرب على قطاع غزة ورفض تمديد الهدنة نتيجة الضغوط التى تُمارَس من قِبل قادة الجيش الإسرائيلى وأحزاب اليمين المتطرف.

وأوضح «الحرازين» أن إسرائيل تريد على جانب آخر إيقاع أكبر قدر ممكن من الضحايا الفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية بكل مناطق القطاع، بحثًا عن إعادة الهيبة لجيشها ودولتها التى مُرّغت بالتراب على أيدى الشعب الفلسطينى، لذا عملت على استئناف العملية العسكرية، مشيرًا إلى أن «ما نقلته وسائل الإعلام من صور وفيديوهات لإطلاق سراح المحتجزين جعل الاحتلال يشعر بعدم قدرته على تحقيق أى من أهداف عمليته العسكرية، باستثناء قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير المبانى السكنية والطبية».

وأضاف: «تركيز القصف على المناطق الجنوبية حاليًا يأتى فى سياق الخطة العسكرية الإسرائيلية التى تتضمن توجيه ضربات فى كل مناطق القطاع، وتدمير أكبر قدر ممكن من المبانى، والتركيز على المناطق الجنوبية تنفيذًا لسياسة إيجاد المنطقة العازلة على امتداد الحدود مع القطاع».

وأشار القيادى بـ«فتح» إلى أن الحرب قد تستمر لأسابيع، لكن هذا مشروط بمدى التزام الاحتلال بعدم استهداف المدنيين، حتى تستطيع الولايات المتحدة إيجاد الغطاء والدعم لحربه على القطاع، بالإضافة إلى محاولة الوصول إلى بعض المحتجزين لدى المقاومة وتحريرهم لخلق نصر، ولو بالحد الأدنى.

وتابع: «هناك مناشدات ومطالبات، لكن دولة الاحتلال لا تلقى بالًا لهذه المناشدات والضغوط، ولا حتى لقرارات مجلس الأمن أو أى هيئة دولية، وهناك دعم أمريكى وغربى لها للاستمرار فى حربها، مما يعنى عدم التفاتها لأى ضغوط».

وتوقع «الحرازين» أن الأمور ستتواصل عبر التصعيد إلى أن يجد الاحتلال فرصة لتنفيذ عملية اغتيال كبرى، أو تحرير عدد من الأسرى، لكن المدة قد لا تطول كثيرًا، خاصة أن إسرائيل تتحدث عن تواجد أمنى لفترة زمنية محددة، وذلك رغم الرفض الدولى والعربى، والمصرى خاصة، لهذا الأمر.

من جهته، قال الدكتور واصل أبويوسف، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن الاحتلال الإسرائيلى يمارس حرب إبادة بحق الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.

وأضاف «أبويوسف»، لـ«الدستور»، أن استهداف النساء والأطفال والمؤسسات ومنازل المواطنين وأماكن العبادة، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وحرب إبادة تستهدف الشعب الفلسطينى، وتقطيع أوصال المناطق الفلسطينية.

وذكر أن الاحتلال يستهدف كل المناطق الفلسطينية، مع توزيع الأدوار بين جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين، مضيفًا أنه بعد مرور أكثر من ٥٠ يومًا من العدوان الإسرائيلى، والذى أسفر عن سقوط ٦٠ ألف شخص بين شهيد وجريح، ورغم الهدنة، عاود الاحتلال استهداف غزة والضفة وغيرهما ضمن حرب شاملة، لأنه لم يحقق أيًا من أهدافه طوال مدة العدوان منذ ٧ أكتوبر وحتى نهاية نوفمبر الماضى، بفضل المقاومة القوية من أبناء الشعب.

وتابع أن الهدف الثانى لاستئناف الاحتلال حربه يأتى ضمن سياسة الهروب إلى الأمام لمنع سقوط حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، التى تترنح فى ظل الاتهامات التى تلاحقه، لذا فإن تصعيده للجرائم يعطى المزيد من الوقت فى عمر هذه الحكومة الفاشلة.

وبيّن أن الإدارة الأمريكية تدعم الاحتلال فى إطار الشراكة معه، وتعطيه ضوءًا أخضر لاستمرار حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطينى، لذلك من المتوقع فى ظل الدعم الأمريكى والصمت الدولى أن يمضى الاحتلال فى عدوانه وجرائم الإبادة بحق الفلسطينيين، من أجل تحقيق أهدافه، وهى المزيد من قتل المدنيين جراء القصف العشوائى الذى يستهدف تدمير كل شىء فى قطاع غزة.

وقال إنه كان من المفترض إطلاق سراح المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية فى غزة، مقابل إطلاق الاحتلال سراح الأسرى فى السجون الإسرائيلية، ولكن الاحتلال غير مهتم بهذا، فهو مهتم فقط باستكمال الحرب، لأنه يعتقد أنه من خلالها يمكن تحقيق العديد من الأهداف والسيناريوهات التى تحدث عنها من قبل.

وتابع: «سيناريوهات الاحتلال تتمثل فى كسر إرادة الشعب الفلسطينى وفرض واقع جديد على الأرض، وإعادة احتلال غزة وتنفيذ التهجير القسرى لسكانها، وكذلك تهجير الفلسطينيين فى الضفة الغربية والقدس إلى الأردن، وضرب وحدة التواصل الجغرافى الفلسطينى، ومنع إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس».

وتابع: «الاحتلال لديه أهداف خبيثة، فمن خلال أجهزته الاستخباراتية، سرّب فى أكتوبر الماضى وثيقة سرية تتحدث عن آفاق جديدة فيما يتعلق بغزة، والسيطرة عليها ومنع إقامة الدولة الفلسطينية».