رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لقاء هاريس والرئيس

على هامش مشاركته فى أعمال الدورة الثامنة والعشرين لـ«مؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ»، كوب ٢٨، التى تستضيفها مدينة دبى الإماراتية، عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى عددًا كبيرًا من اللقاءات مع رؤساء دول وحكومات ومنظمات دولية، لكن ما استوقفنا كان استقباله، أمس السبت، كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكى، التى نقلت له تحيات وتقدير الرئيس جو بايدن.

تمثل «هاريس» الولايات المتحدة فى المؤتمر بدلًا من الرئيس بايدن، وتترأس وفدًا يضم جون كيرى، مبعوث المناخ، وعشرات من كبار المسئولين. واستبق البيت الأبيض زيارتها دولة الإمارات، ببيان، أكد فيه أنها تحمل رسالة بشأن مرحلة ما بعد الصراع فى قطاع غزة، مفادها أن تلك المرحلة يجب أن تتضمن أفقًا سياسيًا واضحًا للشعب الفلسطينى، وتضمن إعادة توحيد القطاع والضفة الغربية فى كيان واحد.

خلال مباحثاتها مع الرئيس، عرضت «هاريس» رؤية الولايات المتحدة بشأن تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، وقدمت شكرها لمصر وقيادتها عن العمل الدءوب المخلص على المساهمة فى التوصل إلى اتفاق الهدنة المؤقتة، وتبادل المحتجزين، كما أعربت عن تقديرها الدور المصرى المحورى فى تقديم وإيصال المساعدات الإنسانية لأهالى القطاع. وأكدت، حسب البيان الصادر عن البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة لن تسمح، تحت أى ظرف، بالترحيل أو التهجير القسرى للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية. والإشارة، هنا، قد تكون مهمة إلى أن البيت الأبيض، قال فى ٨ نوفمبر الماضى، إن نائبة الرئيس الأمريكى أكدت فى اتصال تليفونى مع الرئيس الإسرائيلى، إسحق هرتسوج، أهمية حماية أرواح المدنيين واحترام القانون الدولى الإنسانى. وأكدت، كذلك، ضرورة الإسراع بإيصال المساعدات إلى قطاع غزة وتحميل المستوطنين المتطرفين مسئولية الأعمال العنيفة فى الضفة الغربية المحتلة.

لم يكن جديدًا، أن يتم التوافق، خلال مباحثات، أمس، بشأن خطورة الموقف الحالى، وضرورة العمل على حماية المدنيين ومنع استهدافهم، والحيلولة دون اتساع دائرة النزاع. كما لم يكن جديدًا، أيضًا، أن يؤكد الجانبان حرصهما على تعميق الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين البلدين، التى تمثل ركيزة مهمة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، مع الإعراب عن التطلع المتبادل لتعظيم التنسيق والتشاور خلال الفترة المقبلة؛ بشأن أطر التعاون الثنائى فى كل المجالات، وفى مختلف الملفات السياسية والأمنية.

بالترتيب، عقد الرئيس السيسى، حتى كتابة هذه السطور، لقاءات مع كريستالينا چورچييڤا، المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى، الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، ريشى سوناك رئيس وزراء بريطانيا، فوميو كيشيدا رئيس الوزراء اليابانى، الرئيس الأرمينى فاهاجن خاتشاتوريان، الرئيس الليتوانى جيتاناس ناوسيدا، الرئيسة التنزانية سامية حسن، جورجيا ميلونى رئيسة وزراء إيطاليا، ويوناس جاهر ستوره رئيس وزراء النرويج، و... و... وخلال هذه اللقاءات، جرى تبادل الرؤى بشأن القضايا الدولية والإقليمية، وتطورات العمل المناخى، و... و... ولدى تناول مستجدات الأوضاع فى قطاع غزة، استعرض الرئيس رؤية مصر بشأن ضرورة وقف إطلاق النار، وإيجاد حلول عاجلة للأزمة الجارية، والبدء فى عملية سياسية شاملة للتوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

فى هذا السياق، ومع تأكيده، مجددًا، موقف مصر الثابت بشأن سبل تسوية القضية الفلسطينية، أشار الرئيس السيسى، خلال لقائه نائبة الرئيس الأمريكى، إلى تردى الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة، وما يستوجبه ذلك من ضرورة تحرك المجتمع الدولى فورًا لتوفير الاستجابة العاجلة لأهالى القطاع والتخفيف من معاناتهم، مشددًا على ضرورة استعادة التهدئة ووقف إطلاق النار، وعلى رفض مصر تعريض الأبرياء لسياسات العقاب الجماعى، التى تخالف الالتزامات الدولية فى إطار القانون الدولى الإنسانى.

.. وتبقى الإشارة إلى أن نائبة الرئيس الأمريكى، حثت قادة دول العالم، خلال كلمتها فى مؤتمر المناخ، على تسريع العمل وزيادة الاستثمارات والقيادة «بشجاعة وقناعة» لمواجهة ومعالجة التغيرات المناخية. وأعلنت عن تعهد بلادها بتقديم ثلاثة مليارات دولار إضافية لـ«صندوق المناخ الأخضر»، الذى يهدف إلى مساعدة الدول النامية على الاستثمار فى الطاقة النظيفة والحلول القائمة على الطبيعة.