رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كواليس سحب إسرائيل «وفد الموساد» من مفاوضات صفقة الأسرى.. ماذا حدث؟

جريدة الدستور

سحبت إسرائيل وفد جهاز الاستخبارات "الموساد"، اليوم السبت، من المفاوضات الجارية في قطر حول عقد صفقة تبادل أسرى ومحتجزين مع حركة حماس الفلسطينية، ومن ثم إحلال الهدنة في قطاع غزة المحاصر.

وكشف مكتب بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن أنه أوعز لديفي برنياع رئيس جهاز الموساد، بحسب الوفد الموجود في قطر، وتوجيهه بالعودة لتل أبيب، بعد ما وصفه بـ"تعثر المفاوضات" حول صفقة تبادل أسرى ومحتجزين.

وقال مكتب نتنياهو، في بيان، اليوم،: "حماس لم تلتزم بالجزء الخاص بها من الاتفاق الذي تضمن إطلاق سراح جميع الأطفال والنساء وفق القائمة التي قدمتها إلى حماس وتمت الموافقة عليها".

 

عودة مفاوضات “صفقة الأسرى” في هذه الحالة

وأضاف: "رئيس الموساد شكر وزير المخابرات المصري ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ورئيس وزراء قطر على شراكتهم في جهود الوساطة الهائلة التي أدت إلى إطلاق سراح 84 طفلًا وامرأة من قطاع غزة، بالإضافة إلى 24 أجنبيًا".

وكشفت مصادر إسرائيلية عن كواليس اتخاذ نتنياهو قرار سحب وفد الموساد من مفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين مع حماس، والأسباب التي دفعت لذلك، قائلين إن هناك تعثرًا واضحًا في المباحثات.

وقال مصدر إسرائيلي إن المفاوضات في قطر توقفت لأن حماس غير مستعدة لمناقشة الخطوة الأخيرة من الخطوط العريضة التي تم الاتفاق عليها، وتم انتهاكها، حسبما نشر موقع "والا" الإسرائيلي. 

وأضاف: "إذا التزمت حماس بالاتفاق وإطلاق سراح النساء سيكون من الممكن استئناف المفاوضات تحت النار"، في إشارة إلى استمرار المفاوضات بالتزامن مع استمرار التصعيد في غزة.

 

لماذا سحبت إسرائيل وفد الموساد من قطر؟

في السياق ذاته، قال مسئول إسرائيلي كبير إن قرار سحب وفد الموساد من المفاوضات تم اتخاذه بالأمس، بينما الطائرة التي وصلت اليوم إلى الدوحة كانت من أجل إعادتهم.

وأشار المسئول الإسرائيلي إلى أن وفد الموساد هو من باشر المفاوضات التي جرت في الدوحة خلال الأسبوع الماضي، ومنذ بدء عملية تبادل الأسرى والمحتجزين، وأنه كان هناك فريق موازٍ يضم أفرادًا من المخابرات القطرية موجودين في مقر الموساد بإسرائيل.

من جانبهم، أوضح ثلاثة مسئولين إسرائيليين كبار، خلال الساعات التي سبقت انهيار وقف إطلاق النار، أن حماس لم تسلم أي قائمة بأسماء المحتجزين الذين كانت تنوي إطلاق سراحهم، بل بعثت رسائل عبر الوسطاء المصريين والقطريين وعرضت بدء محادثات حول الثمن المناسب الذي ترغب إسرائيل في دفعه مقابل إطلاق سراح الرجال المسنين.

وقال المسئولون الإسرائيليون، بحسب موقع "والا"، إن إسرائيل أوضحت للوسطاء أنها تعلم أن حماس تحتجز العديد من النساء، وأنه لن يكون هناك نقاش حول إطلاق سراح محتجزين آخرين قبل إطلاق سراح جميع النساء كما ينص الاتفاق الأساسي.

 

رسائل متبادلة بين حماس وإسرائيل

وتابعوا: "رئيس الموساد نقل رسالة إلى حماس عبر الوسطاء، مفادها بأن (إسرائيل لا تلعب)، وأكد أنه إذا لم يتم إطلاق سراح جميع النساء، فإن إسرائيل ستستأنف القتال".

وأشاروا إلى أنه لم يمض وقت طويل حتى ردت حماس برسالتها الخاصة عندما أطلقت صاروخًا باتجاه المستوطنات، وبعد وقت قصير انهار وقف إطلاق النار واستؤنفت الحرب في غزة.

وكذلك، قال مسئولان إسرائيليان كبيران إن التقييم في إسرائيل هو أن حماس تدرك أن قضية الأسيرات حساسة للغاية بالنسبة لتل أبيب، وبالتالي فإن المنظمة الإرهابية تريد الاحتفاظ ببعضهن في أيديها كورقة مساومة.

من جانبه، قال أسامة حمدان قيادي في حركة حماس الفلسطينية، إن إسرائيل هي المسئولة عن انهيار مفاوضات وعدم تمديد التهدئة، لأنها حاولت تضليل الوسطاء وضمت أسماء مجندات إلى قوائم المحتجزين الذين تريد الإفراج عنهم. 

وقال حمدان، في تصريحات لقناة "العربية" السعودية، إن إسرائيل رفضت أي عرض آخر قُدم لها، حيث أعلنت حماس عن أنها ستطلق سراح الرجال المسنين ونقل جثث المحتجزين الذين قتلوا خلال القصف الإسرائيلي.