رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تصويت المصريين بالخارج فى انتخابات الرئاسة

دارت عجلة انتخابات الرئاسة المصرية، وانفتحت صناديق الاقتراع بالسفارات المصرية بالخارج، تأتي الانتخابات هذه المرة في ظروف بالغة الصعوبة بالمنطقة العربية حيث نشهد حربًا حقيقية على حدود بلادنا، كما شهدنا بأم العين مخططات تهجير سكان غزة إلى سيناء، تلك المخططات التي كان يتم طبخها في الكواليس، صعدت إلى خشبة المسرح بين عشية وضحاها.
وهنا بالتحديد كشرت مصر عن أنيابها وحددت للجميع الخط الأحمر الذي إذا تم تجاوزه سوف تنتهي سنوات السلام البارد وتكون الحرب هي الحقيقة على خشبة المسرح المأزوم.
وبينما الحال هكذا وعلى خط مواز كانت مصر تسير في كل الإجراءات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية التزاما بقواعد الديمقراطية حتى يتمكن الشعب المصري من اختيار رئيسه للسنوات القادمة، بالطبع شهدنا قبل فتح باب الترشح للانتخابات وقبل حرب غزة حوارات موسعة سواء بين التيارات المختلفة أو على مائدة الحوار الوطني وشهدنا  تباينا في وجهات النظر مما كان يوحي بأننا أمام انتخابات ساخنة، فهناك قطاع من الشعب المصري وهو قطاع وازن وله اعتباره يرى أن أحلام ثورة 30 يونيه ما زالت قائمة وإن تحقق بعضها إلا أن هناك رغبة في المزيد خاصة في قضية العدالة الاجتماعية ومواجهة غول الأسعار وقضايا أخرى تستحق الطرح في مناسبة مهمة وليس هناك مناسبة أهم من الانتخابات الرئاسية.
وبمجرد انطلاق الرصاصة الأولى في حرب غزة شهدنا ما يدعو إلى العجب حيث تراجعت الحالة الحالمة بالمزيد من المكاسب الاجتماعية وتقدمت الحالة الوطنية المدافعة عن الحدود المصرية، وهنا صار الكل في واحد، ويرصد المتابع للتقارير الإعلامية الواردة عن الجاليات المصرية في الخارج أن حالة من التأهب قد دبت في وجدانهم استعدادا للمشاركة في عملية التصويت في الانتخابات وكأن لسان حالهم يقول إن استمارة التصويت وزخم المشاركة هو أقل ما يمكن تقديمه لمصر في هذه الفترة العصيبة.
ورغم تراجع مساحات التغطية والاهتمام الإعلامي على الفضائيات العربية بشأن الانتخابات الرئاسية ومنح الأولوية للتغطية الإخبارية في ملف الحرب بين إسرائيل وحماس، فإن المصريين في الخارج قد بدلوا تلك المعادلة تحت شعار واضح وهو أن رعاية العملية الانتخابية في مصر هي رعاية لمستقبل القضية القضية الفلسطينية، بل هي دعم مباشر لشعب فلسطين الذي يعاني ويلات الحرب والحصار والتجويع.
واللافت للنظر في هذه الانتخابات بالتحديد هو عدم مشاركة المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي في أي فعالية انتخابية مباشرة بل وعدم مشاركته في أي حوار إعلامي ليتحدث عن الانتخابات وكان شغله الشاغل هو ملف غزة والمفاوضات والهدنة ووقف نزيف الدم، هذا التخلي كشف للناخب المصري أن البرامج الانتخابية ليست أوراقا ملونة ولكنها ممارسة على الأرض، وفي قضايا الصراع الكبرى مثل تلك التي نتابعها على حدودنا مع غزة تجعل من الممارسة المصرية الأكثر من إيجابية هي أفضل برنامج انتخابي يمكن مناقشته والعمل معه ودعمه.
ساعات لن تتجاوز الـ72 ساعة وتبدأ عملية فرز أصوات الناخبين في الخارج التي نتوقع منها مشاركة مشرفة تليق بالمرحلة الصعبة التي تعيشها مصر والمنطقة، ولن يتوقف التحرك الانتخابي عند أصوات الخارج ولكن مصر تنتظر تحركا نتوقع له أن يكون حاشدا للتصويت في انتخابات الرئاسة داخل مصر في الفترة من 10 إلى 12 ديسمبر، على حتى يتم إعلان النتيجة يوم 18 من الشهر نفسه.
بقى أن نقول إنه من المعروف أن هذه الانتخابات يتنافس فيها الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، ورئيس حزب الوفد عبد السند يمامة، ورئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي.