رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أهالى جنين لـ«الدستور»: إسرائيل تمارس إبادة جماعية فى غزة والضفة والقدس

قصف جنين
قصف جنين

قال مواطنون فلسطينيون إن الاحتلال الإسرائيلى يمارس إبادة جماعية بحق أبناء الشعب الفلسطينى، ليس فقط فى غزة، ولكن أيضًا فى الضفة الغربية والقدس المحتلة، وسط استمرار ارتقاء آلاف الشهداء وسقوط آلاف المصابين جراء العدوان والقصف المستمر على القطاع.
وشدد الدكتور وسام صبيحات، مدير صحة محافظة جنين، مدير مستشفى جنين الحكومى، على أن الأوضاع الأمنية الحالية فى المخيم سيئة للغاية؛ إذ إن جيش الاحتلال يستمر فى الاقتحام ويستخدم جميع أنواع الأسلحة، مع تدمير البنية التحتية، بجانب القصف بالطائرات والمُسيرات، لتدمير البيوت والشوارع. 
وقال «صبيحات»، لـ«الدستور»: «تعودنا على هذه الهجمات من الاحتلال، الذى لا يلتزم بالاتفاقيات الدولية أو حقوق الإنسان»، موضحًا أن الاحتلال أصبح يستهدف المستشفيات ويحاصرها، ويعتدى على الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف ويفتشها ويمنعها من الحركة، و«هذا الحصار أخرج المستشفيات الرئيسية فى جنين عن الخدمة لفترات».
ولفت إلى أن «هناك ٣٥٠ ألف نسمة بحاجة ماسة للمستشفيات، خاصة مع العدوان الإسرائيلى على الأهالى، ففى يوم الجمعة سقط ٣ شهداء ونحو ١٥ مصابًا، وكان من الصعب نقلهم من المخيم وإيصالهم إلى أقرب مستشفى؛ بسبب حصار الاحتلال، الذى طال مستشفيات ابن سينا وجنين الحكومى وجمعية أصدقاء المريض والأمل، وهى مستشفيات على خط واحد، أى قرب مخيم جنين، وكان الوصول لها مستحيلًا، وتم تحويل الإصابات إلى مستشفى صغير بالجهة الشرقية من المدينة، بعيدًا عن المخيم، بجانب تحويل الكثير من الحالات إلى محافظة أخرى».
وحول مزاعم الاحتلال بوجود مقاتلين لتبرير اقتحام المستشفيات، قال «صبيحات»: «الاحتلال لا يحتاج إلى مبرر أو حجة.. إسرائيل تكذب وتدعى أن هناك مقاومين وجرحى من المقاومة وأنها تريد اعتقالهم.. هذه عربدة، وتدمير القطاع الصحى هدفه تهجير الشعب الفلسطينى».
وأكد أن «هذه المستشفيات تقدم خدمة طبية، ولا يوجد بها أى من المقاومين.. ليست لدينا صواريخ أو أسلحة، وهم لا يبحثون عن أسباب، بل هى سياسة جديدة بدأ ينتهجها الاحتلال الصهيونى».

وحول نقص المواد والأدوات الطبية والأدوية، قال «صبيحات» إن الموجود حاليًا غير كافٍ، ولن يكفى، وهناك نقص حاد فى كل شىء، مناشدًا كل المؤسسات الحقوقية والصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، الاضطلاع بمسئولياتها للحفاظ على ما تبقى من أرواح فى غزة.
ووصف فادى ثمين حنتولى، طبيب فلسطينى من «جنين»، ما يتعرض له الشعب الصامد فى قطاع غزة بأنه «لا يستوعبه عقل بشرى ولا قيم إنسانية»، مضيفًا: «فى غزة قتلت الإنسانية وضمير العالم بدم بارد».

وواصل: «لا أمان فى بيت أو مدرسة أو مسجد أو كنيسة أو مستشفى، الموت فى كل مكان، وقوافل الشهداء تتتابع بأعداد كبيرة، لا الولد يودع أباه، ولا الفتاة تعلم أين ذويها، وآهات المرضى فى المستشفيات تصرخ: لقد اقترب موعد الفراق».
ونبه الطبيب الفلسطينى إلى أن الوضع فى الضفة الغربية المحتلة لا يختلف عن الوضع فى غزة، فالطرق مغلقة والتنقل ممنوع وكل من يتحرك يُستهدف، إلى جانب عبث قطعان المستوطنين بحق المواطنين.

وأكمل: «أمهات الشهداء يودعن أبناءهن بالزغاريد، لعلهن يلتقين معًا فى جنات النعيم، بينما الضمير العالمى فى سبات عميق، وصانعو القرار من الدول الكبرى والقوية منعوا وقف إطلاق النار».

وتابع: «حكم على غزة بساكنيها بالإعدام، ومجلس الأمن أعطى قرار التنفيذ بسكوته وتأييده، لكن ما يطمئننا أن الله معنا، وهو القوى الجبار، ننتظر حكمه على الظالمين، وفرحتنا بجنة الرضوان أو انتصارًا يثلج الصدور».

وحول الوضع الصحى فى «جنين» عقب محاصرة الاحتلال مستشفى «ابن سينا»، قال «حنتولى»: «المستشفيات تعانى من نقص كبير فى الأدوية، وقلة فى عدد الأسرة، مقارنة بعدد الجرحى والإصابات التى تصل، مع صعوبة وصول طواقم الإسعاف لإخلاء المصابين وإسعافهم، نتيجة الإغلاقات التى تفرضها قوات الاحتلال، والإجراءات التعسفية فى تفتيش سيارات الإسعاف، وكذلك محاصرة المستشفيات، كما حصل فى مستشفى (ابن سينا)».

وأضاف: «قوات الاحتلال اعتدت على المرضى والجرحى داخل المستشفى، كما اعتقلت واستجوبت المسعفين، مع بث الرعب فى نفوس المرضى والمرافقين والطواقم الطبية، وكل المستشفيات أصبحت مستهدفة، ولا أمان على أى شخص داخلها».
ومن مخيم «جنين»، قالت كفاية عبيد: «لم يسلم أحد من شر الاحتلال، تركوا العالم ينظرون إلى غزة، ليفتحوا النار على جنين وباقى المحافظات فى الضفة الغربية المحتلة».
وواصلت: «حاصروا مستشفى (ابن سينا) فى جنين، وأخرجوا الأطباء منه، وأصبحت (جنين) كما لو كانت (غزة الصغرى)، يستهدفها الاحتلال بالطيران، لكننا صامدون، وشباب جنين قادر على دحر الاحتلال الغاشم»، مختتمة بقولها: «شبابنا الشهداء فداء أهلنا فى غزة، وأرواحنا ومخيمنا فداء للمقاومة، ومع كل هدم ودمار سنرجع لنعمرها من جديد، المهم أن يظل الشباب والمقاومة بخير».
وقالت شذى يونس، من «جنين»، إنه منذ بداية الحرب على غزة ونحن نسمع جملة: «هل تدين الهجوم الإرهابى الذى نفذته (حماس) فى ٧ أكتوبر؟»، متسائلة: «لماذا لم نسمع هذا السؤال بشأن ما ترتكبه دولة الاحتلال الصهيونى منذ هذا التاريخ؟».
وأضافت: «ألا يجب أن يكون المشهد واحدًا من وجهة نظر وزاوية كل من يهتم بإدانة (حماس) حول هجومها فى السابع من أكتوبر، هذا فى حال كان السلام والأمن والأمان هو المهم من وجهة نظر العالم».
وأوضحت أنه «كل يوم هناك اعتداء لجنود إسرائيليين على الضفة الغربية وقتل لمواطنيها، وهدم لمنازلها وتدمير لشوارعها وبنيتها التحتية ومعالم مدنها، وهذا يدل على أن كل ما تفعله دولة الاحتلال هو إبادة الشعب الفلسطينى، ومحاولة تهجيره وتحطيمه، وكل هذا وأكثر على مرأى ومسمع الدول العربية والإسلامية». وواصلت: «أنا كمواطنة فلسطينية أطالب السلطة الفلسطينية بالتخلى تمامًا عن جميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية، كما فعلت دولة الاحتلال تمامًا، والعودة إلى ميثاق الشرع وآيات الله والالتزام بها، وعلى رأسها: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل)».
وحول اقتحام الاحتلال مستشفى «ابن سينا»، قالت ابنة جنين: «أخى كان فى زيارة لصديقه المصاب فى المستشفى، قبل نحو ١٥ يومًا، وأثناء محاولة خروجه ليلًا، تعرض لمضايقات عديدة من قوات الاحتلال أمام المستشفى، حيث أطلقوا عليه النار، وعندما لم يصيبوه حاولوا دهسه بالسيارة، لكنه تمكن من الهرب ودخول المستشفى للعلاج بمساعدة الأهالى».
وأضافت: «قوات الاحتلال اعتدت على شقيقى الأعزل، وكانوا مصرين على قتله عمدًا، سواء بالرصاص أو صدمه بالسيارة، هم يقتلون أى شخص يظهر أمامهم، وفى ظل الاقتحام الأخير للمستشفى، لا يزال بداخله ولا يستطيع الخروج منه حتى هذه اللحظة».