رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجامع الأزهر: الله خلق الإنسان بالفطرة والتربية وسيلة للأفراد

جريدة الدستور

عقد الجامع الأزهر الشريف، اليوم السبت، حلقة جديدة من ملتقى الطفل، والذي يأتي تحت عنوان: "الطفل الخلوق - النظيف - الفصيح"، في إطار مواصلة الجامع الأزهر والرواق الأزهري، جهودهما في توعية النشء بالآداب الإسلامية والأخلاقيات السليمة النابعة من صحيح الدين.

وحاضر في الملتقى الشيخ عبدالكريم أحمد، الباحث بوحدة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، والدكتور محمود أبوالعلا، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر الشريف.

وقال الشيخ عبدالكريم أحمد، إن الله خلق الإنسان فجعله اجتماعيًّا بالفطرة، وإن الإنسان هو الذي يقوي ويدعم هذا التوجه القويم بحسن التربية والتعليم والتدريب والتوجيه والقيادة بجميع أشكالها، لكي يكون الإنسان صالحًا مصلحًا، والإنسان أيضًا هو من يشكل الإنسان ليصبح انطوائيًّا مغلقًا انعزاليًّا متوحشًا فاسدًا مفسدًا.

واستشهد الشيخ عبدالكريم، بما دار بين النبي صلى الله عليه وسلم، وزوجته خديجة رضى الله عنها عند عودته من الغار قائلًا: لقد خشيتُ على نفسي، أي: مما حدث له في الغار وخارجه من أمر الوحي ورؤية الملَك (جبريل) عليه السلام، ردَّتْ عليه بلسان الواثقة: "كلَّا! والله ما يخزيك الله أبدًا"؛ كلا لن يحزَن قلبُك، ما دام يحمل الخيرَ للناس، وما رأيتَه قد يكون فيه خيرٌ لك؛ فلن يخزيَك الله؛ أي: لن يفضحك ولن يهينك.. ثمَّ عدَّدتْ له خصالًا فيه، لن يخزيَ الله مَن اتصف بها، وهذه الخصال تمثلت في صلة الرحم، وصدق الحديث، وآداء الأمانة، وتحمُّل مؤونة الكَلِّ، من الضعيف واليتيم وذو العيال، وإكساب المال للمعدوم، وإقراء الضيف: والقِرى هو ما يُقدَّم للضيف من طعام وشراب، وما يحتاجه حال وجوده عند مضيفه؛ أي: أنت تكرم الضيف.

وأشار إلى أن أحب الناس إلى الله هم أنفعهم للناس، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ فَقَالَ ﷺ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تَطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلِأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْرًا، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَلْبَهُ أَمْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى أَثْبَتَهَا لَهُ، أَثْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ.

من جانبه، تناول الدكتور محمود أبو العلا، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر الشريف، شرح المفعول به، حيث قام بتعريفه وبين حالات إعرابه ومواضعه، واستدل على ذلك بأمثلة تفيد ذلك،

وفي نهاية الملتقى، اختتم الباحثان حديثهما بالإجابة عن بعض الأسئلة حول الموضوع، وأثناء الشرح استخدم الباحثان بعض الشرائح التوضيحية، معتمدَيْن على أسلوب المناقشة والتحاور مع الأطفال، تشجيعًا لهم على المشاركة.

يذكر أن ملتقى "الطفل الخلوق والنظيف والفصيح" يعقد يوم السبت من كل أسبوع بالجامع الأزهر، ويتم تنفيذه في بعض المحافظات، لتربية النشء على أسس صحيحة، وفهم عميق لأخلاقيات ديننا الحنيف.