رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الانتهاكات الجسيمة فى غزة تقلب الرأى العام العالمى ضد أمريكا وإسرائيل

آثار العدوان الإسرائيلي
آثار العدوان الإسرائيلي على غزة

تتواصل الأعمال العدائية من قبل جيش الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة، وكذلك استهداف الأعيان المدنية مثل المستشفيات والمدارس ودور العبادة، في ممارسات ترقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وأبرزها الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، بعد تخطي عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي 8 آلاف شهيد.

وقال المحلل السياسي الكويتي د.فهد الشليمي، إن الحكومات والشعوب كانت متفاعلة مع الأخبار التي حدثت يوم 7 أكتوبر، وفبركة إسرائيل حول قطع رؤوس الأطفال وغير ذلك، ما تسبب في تعاطف دولي مع الإسرائيليين ضد حماس التي يعتبرونها إرهابية. 

أضاف الشليمي، لـ"الدستور"، أن هذا التأييد استمر حتى ارتكبت إسرائيل جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، من خلال القصف الوحشي اللا مسبوق، فبدأ الضمير العالمي يتعاطف مع الشعب الفلسطيني في غزة.

محلل سياسي كويتي: انتخابات مجلس الأمة لن تحل التأزم في البلاد
الشليمي

أشار إلى أن العجز الإسرائيلي عن إنهاء المعركة وحسمها، بالإضافة لقدرة حماس الصاروخية في ضرب تل أبيب، خلقت رأي عام ضد نتنياهو، وكلها عوامل هزت موقف حكومة إسرائيل، بالإضافة إلى تعنتهات وتذمتها، وإسقاط الضحايا، وإدانة المنظمات الإنسانية كلها لاستخدام القوة المفرطة والعقاب الجماعي.

وأكد الشليمي، أن استخدام إسرائيل للعقاب الجماعي، واستهداف الأطفال والنساء، جعل الرأي العام العالمي ينقلب على إسرائيل، ما يشكل ضغطا على حكومات العالم، بعد أن اتضحت جرائم إسرائيل، ووضعت الإدارة الأمريكية في حرج، مع تزايد الخسائر البشرية واستهداف المستشفيات.

هل تصبح فرنسا وسيطًا بين العرب وإسرائيل؟

وحول تصويت فرنسا لصالح القرار العربي في الأمم المتحدة، يرى الشليمي، أن باريس تحاول إيجاد مكان على الخارطة، فبرطانيا وأمريكا مع إسرائيل، روسيا والصين في الجهة المقابلة، ولهذا تريد أن تكون لاعبا وسيطا، خصوصا أن التيار الشعبي في أوروبا بدأ يعي الكارثة الإنسانية في غزة.

وأوضح أنه كان لنداءات المنظمات الدولية وفشل الحملة الإعلامية الإسرائيلية التي ظهرت بمظهر المظلوم في الأسبوع الأول، تأثير كبير على الرأي العام العالمي.

وتابع بقوله: انحياز واشنطن لإسرائيل معلوم منذ 1948، وعشرات اعتراضات الـ"لفيتو" الأمريكية في مجلس الأمن منحازة لإسرائيل، لافتا إلى أن هذا الانحياز مع المعطيات على الأرض، قد يؤدي لمشروع بين الدولة العربية وواشنطن، لدعم حل الدولتين بعد هذه الكوارث.

واختتم تصريحاته بالقول: الأمريكان مقبلون على موسم انتخابات، ويريدون ضمان أصوات اليهود، لكن الرأي العام الأمريكي بدأ يعي الكارثة الإنسانية وآثار الحرب، وقد يكون لذلك تأثيرات عكسية على إدارة الرئيس بايدن، وكأن أمريكا فقدت تأثيرها وصداقاتها في الأمم المتحدة، خصوصا بعد الموافقة بالإجماع على مشروع القرار العربي.

وقال المحلل السياسي الليبي الدكتور محمد الزبيدي، إن هذا التراجع سياسي وليس في الميدان، حتى تأييد القرار من دول مثل فرنسا التي لديها مصالح في المنطقة العربية، لا يعني أن هذه الدولة غيرت من توجهها أو تتضامن مع معاناة الشعب الفلسطيني، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة يتم التعامل معها على أنها مجرد توصيات والدليل أن إطلاق النار لم يتوقف. 

ANF | السياسي الليبي د.محمد الزبيدي يكشف لـ ANF بدايات المخطط التركي للتغلغل "الخشن" في إفريقيا
الزبيدي

أضاف الزبيدي، لـ"الدستور"، أن موقف الولايات المتحدة المنحاز لإسرائيل محسوم، ووفقا للحالة التي تعيشها الأمة العربية وجامعة الدول العربية، فإنها لا تستطيع القيام بأي ردة فعل تجاه المواقف الأمريكية الداعمة لإسرائيل، والأمريكان يديرون الأزمة بالطريقة التي يرونها.

وأكد المحلل السياسي الليبي أن القوة الوحيدة الآن في العالم العربي هي مصر، ولو دخلت في أي مواجهة مع الأمريكان وتعرضت لعقوبات أو حصار أو غير ذلك، فإن الدول العربية لن تقف إلى جانبها، وسيتركونها وحيدة مثلما فعلوا مع العراق وسوريا وليبيا واليمن. 

رهان عبثى على مواقف العرب

وتابع بقوله: الرهان على المواقف العربية ضد الأمريكان نوع من العبث، وواشنطن أكدت أنها الساند والداعم لإسرائيل، في ظل حالة التشرذم العربي، وعدم الوقوف صفا واحدا في وجه ما يحدث، ولا يوجد إلا الشجب والإدانة والاستنكار والإعراب عن القلق مما يجري.

وأوضح أن الرابح في هذه المواجهة، هو إسرائيل بالدرجة الأولى، والتي تريد تغيير خريطة فلسطين، وتوطين سكان غزة في صحراء النقب، بعد إفشال القيادة المصرية مخطط تهجير سكان غزة إلى سيناء.

واختتم الزبيدي تصريحاته بالقول: كثير من الدول قلقة من القفزة النوعية التي وصلت إليها مصر في عمليات التنمية في عديد المجالات، وبالتالي تحاول خلق أزمات أو توريطها في مشاكل.

الدبلوماسية العربية تحرج الدعم الأمريكي للاحتلال

نجحت الدبلوماسية العربية بقيادة مصر، في الحصول على دعم القرار المقدم من الأردن نيابة عن المجموعة العربية، أيده 120 عضوًا، وعارضه 14، فيما امتنع 45 عن التصويت، من أصل 193 عضوا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة.

ووافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، على مشروع القرار العربي بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية دائمة ومستدامة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية، وتوفير السلع والخدمات الأساسية للمدنيين في شتى أنحاء القطاع فورًا ودون عوائق.

جاء ذلك في إطار الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة التي تحمل عنوان: "الأعمال الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة".