رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جيش الاحتلال يحاول تقسيم غزة والفصائل الفلسطينية تتصدى للتوغل البرى

الاحتلال
الاحتلال

تستمر محاولات جيش الاحتلال الإسرائيلى للتوغل بريًا إلى قطاع غزة المحاصر فى إطار التصعيد العسكرى، المستمر منذ ٢٤ يومًا، مع الفصائل الفلسطينية. وخلال الـ٧٢ ساعة الماضية سعى الاحتلال إلى إدخال قواته تحت غطاء جوى، حيث تشن طائراته قصفًا عنيفًا، وتنفذ غارات «حزام نارى» على كل أرجاء غزة فى توقيت واحد لتسهيل مهمة التوغل.

واستهدفت غارات جوية إسرائيلية، فجر أمس، محافظة «الوسطى» داخل غزة تمهيدًا لدخول الدبابات إلى مناطق قريبة من الوسط، وهى خطوة تهدف إلى فصل مناطق الشمال عن الوسط والجنوب داخل القطاع المحاصر.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن هناك دبابات شوهدت لأول مرة على شاطئ بشمال قطاع غزة، مشيرة إلى أن إمكانية الوصول إلى وسط غزة قد تكون قريبة نظرًا لأن المسافة بين معبر إيرز فى الشمال ومناطق شمال شرق غزة والمناطق الساحلية تصل لـ٧ كيلومترات فقط.

وفى السياق ذاته، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى، أمس، إنه كجزء من العملية البرية، هاجم سلاح الجو مئات الأهداف العسكرية لحماس فى جميع أنحاء القطاع. وأشار إلى أنه خلال المناورة البرية قبل التوغل لغزة، وجّه سلاح الجو الإسرائيلى أكثر من ١٥٠ ضربة باستخدام الطائرات المقاتلة والمروحيات الحربية والطائرات دون طيار، بهدف تدمير البنية التحتية للحركات الفلسطينية، لا سيما حركة حماس.

من جانبها، تصدت الفصائل الفلسطينية لمحاولة توغل برى إسرائيلى من اتجاه معبر إيرز، الذى يعد إحدى مناطق الدخول إلى شمال القطاع المحاصر. ووقعت اشتباكات قوية بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية داخل المعبر، حيث جرى إطلاق كثيف لقذائف الهاون من قطاع غزة نحو منطقة إيرز، بينما اكتفى الجانب الإسرائيلى بإعلان أن هناك حادثًا أمنيًا فى تلك المنطقة، حسبما أذاعت القناة ١٤ فى التليفزيون الإسرائيلى.

من جانبها، قالت حركة حماس الفلسطينية إنها نفذت عملية إنزال جوى لعناصرها خلف مناطق تتمركز فيها القوات الإسرائيلية فى المنطقة المحيطة بمعبر إيرز، وأوضحت أن الاشتباكات بين عناصرها والقوات الإسرائيلية دارت داخل منطقة السياج الأمنى الفاصل على حدود غزة، مؤكدةً أنه تم إشعال النيران فى عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية الموجودة فى ذلك الموقع.

فى السياق ذاته، أكد سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة، أنه لم يحدث أى تقدم برى لقوات الاحتلال الإسرائيلى داخل الأحياء السكنية فى غزة بشكل كامل، موضحًا أن الآليات الإسرائيلية التى شوهدت فى أحد شوارع غزة هى دخول لعدد قليل من الدبابات برفقة جرافة، حيث انطلقت من منطقة زراعية مفتوحة.

وتابع، فى تصريحات صحفية، أمس: «الآليات الإسرائيلية استهدفت سيارتين مدنيتين على شارع صلاح الدين، وتم إحداث تجريف فى الشارع قبل أن تجبرها الحركات الفلسطينية على التراجع». وشدد على أنه ليس هناك أى آليات إسرائيلية داخل غزة حاليًا، معتبرًا أن تلك المواجهات المباشرة تؤكد أن الجيش الإسرائيلى لا يمكنه الوجود داخل غزة فى ظل التصدى من جانب الحركات الفلسطينية.

وأشار إلى أن القوات التى تحاول الدخول بريًا لغزة تستغل المساحات المفتوحة مثل المناطق الزراعية، وتفعل ذلك تحت غطاء جوى بقصف كثيف. فى السياق ذاته، يواجه الجيش الإسرائيلى ضغطًا متزايدًا على جبهات أخرى على الحدود الشمالية، لا سيما الحدود مع لبنان أو سوريا، حيث يجرى تبادل لإطلاق النار والقذائف. وأعلن حزب الله عن أنه أسقط طائرة مسيرة إسرائيلية دخلت إلى مناطق جنوب لبنان، كما أعلن عن مقتل أحد عناصره فى قصف إسرائيلى على الحدود مع إسرائيل. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى إن حزب الله يزيد من وتيرة إطلاق الصواريخ من لبنان تجاه مستوطنات إسرائيلية على الحدود الشمالية، مشيرًا إلى أن ذلك التصعيد بالتزامن مع عمليات الجيش الإسرائيلى فى غزة.

وأكد أن إطلاق النار من لبنان بدأ نطاقه يتسع، حيث إن نشاط حزب الله لم يعد يقتصر على مستوطنات واقعة بالقرب من الحدود، لكن عمليات إطلاق النار وصلت إلى مستوطنات تقع فى أعمال المنطقة الشمالية، حيث تم إطلاق قذائف الهاون وأصابت منزلًا بشكل مباشر.