رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية: سلطات اليهود حرّضت على قتل المسيح

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم بحلول يوم الجمعة التاسع والعشرين من زمن السنة، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إنه يشهد الكتاب المقدس بأن أورشليم جهلت زمان افتقادها وأنّ اليهود بمعظمهم لم يقبلوا الإنجيل، لا بل كثيرون هم الذين قاوموا انتشاره. غير أن اليهود، كما يقول الرّسول بولس، لا يزالون "مَحْبوبينَ (من الله) بِالنَّظرِ إِلى الآباء (آباء العهد القديم)، فلا رَجعَةَ في هِباتِ اللهِ ودَعوَتِه". إنّ الله وحده، والذي فيه تدعو الرَّب جميع الشعوب بصوت واحد "ويخدمون تحت نير واحد". وبما أن للمسيحيين ولليهود تراثًا روحيًا مشتركًا وساميًا، يريد هذا المجمع المقدس أن يوصي بالمعرفة والاعتبار المتبادلين وأن يعززهما بين الاثنين؛ ويحصل ذلك خصوصًا بالدروس الكتابية واللاهوتية وبالحوار الأخوي.

قتل اليهود للمسيح

وإن تكن سلطات اليهود وأتباعها هي التي حرضت على قتل الرّب يسوع المسيح، لا يمكن مع ذلك أن يُعزى ما اقتُرِف أثناء آلامه، إلى كل اليهود الذين كانوا يعيشون آنذاك دونما تمييز ولا إلى يهود اليوم. وإن تكن الكنيسة شعب الله الجديد، يجب مع ذلك ألا ينظر إلى اليهود كمن رذلهم الله ولعنهم، كما لو كان ذلك ناتجًا من الكتب المقدسة. فليحرص الجميع إذًا في التعليم المسيحي وفي الوعظ بكلام الله على ألا يعلموا شيئًا لا يتلاءم مع الحقيقة الإنجيلية ومع روح الرّب يسوع المسيح.

علاوة على ذلك، أن الكنيسة التي تشجب الاضطهادات كلها ضد الناس أيًا كانوا، تتأسف للبغضاء وللاضطهادات ولكل مظاهر معاداة السامية التي استهدفت اليهود في أي زمن كان وأيًّا كان مقترفوها... أضف إلى ذلك أنّ الرّب يسوع المسيح بمحبته الفائقة، قد قدَّم ذاته طوعًا إلى الآلام والموت بسبب خطايا جميع الناس لكي يحصلوا جميعهم على الخلاص، هذا ما تمسكت به الكنيسة ولا تزال. ويعود للكنيسة المبشّرة أن تبشر بصليب الرّب يسوع المسيح علامة لحب الله الشامل وينبوعًا لكل نعمة.

من جهة أخرى ترأس مساء أمس، الأب أمجد عزت، الراعي المساعد بكنيسة العذراء الحبل بلا دنس والقديس دانيال كومبوني، بأسوان، ومسئول خدمة التعليم المسيحي بالكنيسة، صلاة القداس الإلهي، المقدم من قِبل شباب المرحلتين الإعدادية، والثانوية، من أجل السلام في الأراضي المقدسة والعالم.

جاء ذلك تزامنًا مع دعوة قداسة البابا فرنسيس، ومجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، برئاسة غبطة أبينا البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بتخصيص السابع والعشرين من الشهر الجاري، للصوم والصلاة من أجل السلام في الأراضي المقدسة والعالم.

ودارت كلمة العظة حول نص إنجيل القديس لوقا البشير، الإصحاح العاشر فأَجاب: «أَحبِبِ الرَّبَّ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ، وكُلِّ نَفسِكَ، وكُلِّ قُوَّتِكَ، وكُلِّ ذِهنِكَ، وأَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفسِكَ».

وتأمل الأب أمجد في تنفيذ الوصية، لتكون المحبة لله من كل القلب، والنفس، والقوة، والذهن، مؤكدًا أهمية أن نعطي أيضًا هذا الحب للقريب - الآخر - فبهذا يحل السلام في قلوبنا، والعالم أجمع.

وقام جميع الشبيبة بإشعال شمعة، لتكون نورًا، وسط ظلام الحروب.