رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاحتلال يفرض حصارًا كاملًا.. أزمة شح المياه تضرب قطاع غزة

الاحتلال
الاحتلال

لم يكن القصف هو المعاناة الوحيدة التي يواجهها سكان قطاع غزة منذ بدء معركة طوفان الأقصى التي شنتها قوات المقاومة الإسلامية (حماس) على الاحتلال في السابع من أكتوبر، فالحرب خلفت عدة مشاكل أخرى جعلت الحياة صعبة على السكان.

ومن بين تلك المشاكل، أزمة شح المياه في القطاع وكذلك داخل مراكز الإيواء التي نزح إليها الأهالي بعد تحذيرات من قوات الاحتلال بقصف مناطق الشمال. ومع ذلك، فإن عملية النزوح شابتها أزمات ومشاكل عديدة، من بينها نقص المياه.

شح المياه

وفقًا لذلك، ذكرت وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) أن شح المياه يمثل مشكلة كبرى في غزة، وحذرت من أن الناس سيموتون إذا لم يتوفر الماء، معربة عن القلق البالغ بشأن إصابة السكان بالجفاف والأمراض المنقولة عبر الماء، في ظل انهيار خدمات المياه والصرف الصحي بما في ذلك إغلاق آخر محطة لتحلية مياه البحر في غزة.

وأشارت الأونروا إلى فتح خط مياه واحد، يوم الإثنين، لمدة 3 ساعات فقط جنوب القطاع، والذي وفر إمدادات محدودة لنصف سكان خانيونس. وقالت إن ذلك لا يحل أزمة المياه الطارئة في مناطق أخرى بخانيونس والمنطقة الوسطى ورفح.

 عبير: «ليست هناك عدالة في توزيع المياه»

عبير محمود، إحدى النازحات اللاتي سكن في مركز إيواء النصيرات، بعدما نزحت من شمال القطاع، تعاني في الوقت الحالي من شح المياه وعدم توافرها إلا في ساعات محددة في اليوم وبكميات قليلة للغاية.

توضح أن الأمر لا يتوقف على نقص مياه الشرب فقط ولكن أيضًا لا يستطيع النازحون الاستحمام، وهو أمر يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة بين تجمعات النازحين: "نجلس في مدارس متكدسة ونعاني من نقص المياه الخاصة بالشرب والاستحمام».

وعن الطريقة التي يتم فيها الحصول على المياه، تقول إن هناك شاحنات مياه تأتي مرة وعشرات المرات لا تأتي، ويتكدس حولها النازحون ولا تكون هناك عدالة في التوزيع، فالبعض يحصل على كميات كبيرة من المياه والبعض الآخر لا يحصل.

منذ خمسة أيام أصاب قصف الاحتلال الإسرائيلي بئر مياه الشيخ رضوان رقم 2 (بئر حليمة السعدية) والذي ينتج نحو 100 ألف متر مكعب من المياه في الساعة ويغذي الجزء الشمالي والأوسط من معسكر الشاطئ.

وأفادت لجنة الطوارئ أن البئر تغذي نحو 50 ألف نسمة في المنطقة المذكورة ومراكز الإيواء في مدارس وكالة الغوث (الأونروا)، حيث إن العدوان ألحق أضرارًا كبيرة في آبار وشبكات المياه مما تسبب بأزمة كبيرة وحالة عطش في المدينة، إضافة إلى وقف وصول المياه من مصادرها الأساسية.

أمل: جميع محطات المياه قُصفت

لم يختلف الأمر لدى أمل علام، إحدى النازحات الفلسطينيات، والتي تؤكد أن قطاع غزة يشهد أزمة مياه غير مسبوقة على الإطلاق، موضحة أن جميع محطات المياه إما تم قصفها من الاحتلال لزيادة المعاناة عليهم أو غلقها.

تضيف: "محطات مياه الشرب مغلقة وكذلك الصرف الصحي، ونحصل على المياه من المساجد في أوقات الصلاة وليس جميعها، ولكن يتم فتحها في عدد ساعات معينة ثم غلقها مرة أخرى، وسط قصف وتراب وتدمير لا مثيل له".

بعد يومين من انطلاق معركة طوفان الأقصى أعلنت إسرائيل عن فرض حصار شامل على قطاع غزة يتضمن إغلاق المعابر كافة وقطع الإمدادات الكهربائية والمياه والغذاء والطاقة عن القطاع، وذلك من أجل زيادة معاناة الأهالي خلال أيام الحرب.