رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تدمير غزة.. هل فقدت الولايات المتحدة دورها كوسيط سلام بين العرب وإسرائيل؟

غزة
غزة

تلعب الولايات المتحدة دور الوسيط بين العرب وإسرائيل، ورعت محادثات سلام بدأت مع مصر في نهاية السبعينات، انتهاء باتفاقات السلام الإبراهيمي مع عدة دول خليجية، لكن انحياز واشنطن بشكل علني إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أعقاب عملية طوفان الأقصى التي نفذيتها فصائل المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر الجاري، تضع هذا الدور على المحك.

وقال المحلل السياسي الأمريكي الدكتور عاطف عبدالجواد، إن الولايات المتحدة تعتبر حماس "جماعة إرهابية" وتسعى هي أيضا للقضاء عليها. لكن واشنطن لا تنحاز تماما إلى جانب نتانياهو، بل طالبته بتأجيل الغزو البري لغزة حتى يتوفر وقت للمفاوضات مع حماس لإطلاق سراح الأسرى.

وأضاف عبدالجواد في تصريحات لـ"الدستور": في الوقت نفسه تقول واشنطن إنها تعارض الغزو البري وأنها تعلمت الدرس من غزوها العراق. وتقول إن التدمير الإسرائيلي للقطاع يؤشر على غياب خطة إسرائيلية محددة وواضحة لتفكيك حماس. 

وتابع بقوله: الولايات المتحدة أرسلت إلى إسرائيل جنرالا في قوات المارينز متخصصا في تفكيك الأنفاق وإزالة الألغام والقبض على قادة حماس أو قتلهم بدون تعريض المدنيين لهذا الدمار. ورغم الخلافات الداخلية في إسرائيل إزاء المطالب الأمريكية، نجد أن حماس أفرجت بالفعل عن أربعة من الأسرى لديها خلال اليومين الماضيين. 

واعتبر عبدالجواد أن هناك تأييدا أمريكيا علنيا لـ نتنياهو، ولكن في الحقيقة هناك معارضة أمريكية للكيفية التي يشن بها الحرب، لافتا إلى أن الضغوط تتزايد على البيت الأبيض داخليا ودوليا.

وأشار إلى أن 50 دولة دعت في مجلس الأمن الدولي الثلاثاء، إلى وقف الحرب، فضلا عن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة الذي قال إن الفلسطينيين يعانون تحت الاحتلال منذ فترة طويلة. 

في الداخل الأمريكي، يطالب الديموقراطيون من زملاء الرئيس بايدن بوقف الحرب، كما تظاهر يهود أمريكا أمام الكونجرس لوقف الحرب، وتحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بإسهاب ربما لأول مرة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. 

المستوطنات اليهودية

بحسب عبدالجواد، فإن الموقف الأمريكي الآن يتمثل في تأييد تعليق مؤقت لعدة ساعات يوميا لإطلاق النار، كي يتسنى وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين والمستشفيات. ولا تؤيد الولايات المتحدة وقفا مستديما لإطلاق النار لأنها تقول إن ذلك من شأنه منفعة لحماس.

ونوه بأن الولايات المتحدة تعارض بناء المستوطنات في الضفة الغربية، لكنها للأسف لا تضغط بما فيه الكفاية على إسرائيل لوقف هذه الممارسات، كما أن دولا عربية طبعت علاقاتها مع إسرائيل كان يمكنها اشتراط قيام دولة فلسطينية مستقلة في مقابل التطبيع. وهناك هناك مصالح أمريكية عديدة وكبرى وراء الدعم الأمريكي لإسرائيل، لكن ربما تكون الحرب الراهنة حافزا يدفع وشنطن أخيرا إلى اتخاذ خطوات إيجابية نحو حل الدولتين.

وحول فقدان الولايات المتحدة دورها كوسيط سلام بين العرب وإسرائيل عبر إعلان انحيازها التام للجانب الإسرائيلي، يقول عبد الجواد: واشنطن لم تفقد هذا الدور بعد، وليست هناك دولة أخرى يمكن أن تحل محلها في هذا الدور. لكن الفلسطينيين منقسمون على أنفسهم بين جماعات تدعو إلى إلقاء إسرائيل في البحر، وجماعات أخرى تعترف بإسرائيل وتسعى إلى سلام معها.

واختتم عبدالجواد تصريحاته بالقول: الخطوة الأولى والهامة هي توحيد موقف فلسطيني يسمح بنشوء جبهة فلسطينية متحدة لا تسمح لإسرائيل بادعاء أن دولة فلسطينية مستقلة سيهيمن عليها الإرهاب، حسب تعبيره.