رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بدون فرصة: لماذا لا يتمكن حزب الله من القيام بهجوم مماثل لحماس ضد إسرائيل؟

مزارع شبعا
مزارع شبعا

التوتر يتصاعد على الجبهة الشمالية لإسرائيل، والحديث عن احتمالية دخول "حزب الله" على خط الحرب بين إسرائيل وحماس أصبح كثيرًا خلال الأيام الأخيرة، فيما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، قائلًا: "إذا دخل حزب الله الحرب فسيكون أخطأ خطأ عمره".

منذ الهجوم الفجائي الذي قامت به "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي تفاقمت استفزازات حزب الله على طول الحدود في الأيام الأخيرة، والآن، بدأت تظهر مؤشرات تدل على تحقُّق سيناريو حرب متعددة الجبهات ضد إسرائيل، حيث ينضم حزب الله من لبنان وسائر الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في سوريا والعراق إلى "حماس" في غزة.

ارتفاع التوتر

تصاعُد درجة التوتر في الشمال جرى بالتدريج في الأيام الأخيرة، في البداية أُطلِقت صواريخ وقذائف مدفعية، لم يتّضح من كان وراء ذلك. 

خلال الأسبوعين الماضيين اتضح أن مَن يطلق النار في الجنوب، ليس فقط "حماس" وتنظيمات فلسطينية، بل حزب الله أيضًا أطلق صواريخ ضد الدبابات، بالإضافة إلى محاولات تسلّل، كما جرت أيضًا محاولة تسلُّل مسيّرات من الحدود اللبنانية، لكن تم تكذيب الخبر بعد ساعتين.

التوتر في الشمال بدا أنه نحو تصعيد، رغم أن حزب الله– حتى كتابة هذه السطور- ظلّ على حافة الحرب، لكن ليس هناك ما يضمن أن يبقى كذلك لوقت طويل، فيما يمكن لحزب الله أن يفتح، بالتدريج، جبهة من المضايقات والإزعاجات التي يمكن أن تصبح خطِرة، وتتطلب اهتمامًا متزايدًا من جانب الجيش الإسرائيلي. 

بدون فرصة

رغم مساعي حزب الله لمضايقة إسرائيل إلا أنه لا يمتلك أفضلية حاليًا للدخول إلى الحرب لعدة أسباب، أولها أنه الآن يفتقد إلى المفاجأة، وهي التي سببت النجاح لحركة حماس في هجومها يوم 7 أكتوبر، حيث فوجئت المنظومة الدفاعية في الجيش الإسرائيلي، ومن دون أيّ إنذار استخباراتي، وكانت في حالة جهوزية متدنية نسبيًا، من حيث الوضع وعدد القوات. 

لكن الآن الوضع مختلف في الجبهة الشمالية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي حالة التأهب القصوى على الحدود الشمالية، ونُقلت إلى هناك قوات كبيرة، وجرت الاستعدادات للحرب. في ظل هذه التطورات، بدا أن حزب الله فقد القدرة على استخدام ميزة المفاجأة، مثل "حماس".

السبب الثاني، وهو ما يعد الأهم، هو التحرك الأمريكي في الشرق الأوسط لدعم إسرائيل، حيث توجهت حاملتان للطائرات مع 200 طائرة حربية نحو البحر المتوسط. هدف هذه الخطوة ردع حزب الله وإيران عن المشاركة الكاملة في الحرب بين إسرائيل و"حماس".

فالأمريكيون لن يهاجموا بالضرورة لبنان إلى جانب الجيش الإسرائيلي، لكن هناك أهمية للتأييد وللتهديد. وفي حال وجدت إسرائيل نفسها في حرب متعددة الجبهات لاحقًا تستطيع الولايات المتحدة المشاركة في الهجوم- أو تحذير لبنان وإيران من مغبة استخدام قوة هائلة. 

والسبب الثالث هو الورطة التي يعاني منها حزب الله في لبنان بسبب التدهور الاقتصادي، ومن المشكوك فيه أن يتورط في حرب مع إسرائيل ستجعله معرضًا للانتقاد من اللبنانيين.