رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"العقد الذهبي للفلسفة".. كتاب يرصد ملامح فكر أربعة فلاسفة

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

العقد الذهبي للفلسفة، أو “زمن السحرة”، عنوان أحدث ترجمات التي تصدر قريبا عن دار مصر العربية للنشر والتوزيع، من تأليف ڤولفرام أيلينبيرجر، وبترجمة للعربية أنجزها المترجم الشاب هارون سليمان.

تقدم الشعوب ينطلق من الفكرة البسيطة

وكشف مترجم كتاب العقد الذهبي للفلسفة، هارون سليمان لـ “الدستور”، عن أسباب اختياره لهذا الكتاب ليترجمه، موضحا: “أنا أحب الفلسفة وأحب الفكر عموما، وأرى أن تقدم الشعوب يبدأ وينطلق من الفكرة البسيطة، والفلسفة هي أم علوم الفكر”.

وأضاف “هارون”: “كتاب العقد الذهبي للفلسفة، يتناول فكر أربعة فلاسفة مهمين جدا، كان لهم دور كبير للغاية في تشكيل نمط الحياة الفكري في أوروبا خلال العقود الأخيرة، ولولا أفكارهم لما كانت الحياة الفكرية والثقافية في أوروبا على ما هو عليه الآن”. 

كتاب العقد الذهبي للفلسفة، يستفيد منه المثقف العام، والمتخصص في المجال الفلسفي والفكري، وطالب الدراسات الفلسفية واللغوية والترجمة أيضا. كما يتطرق على الجانب الآخر إلي الحياة الاجتماعية لهولاء الفلاسفة بما فيها من تعقيدات ومشاكل ونزوات.

1919 ــ 1929 العقد الذهبي للفلسفة

وفي مقدمة ترجمت لكتاب العقد الذهبي للفلسفة، يذهب المترجم هارون سليمان إلي أن: السنوات 1919 إلى 1929 تمثل العصر الذهبي للإبداع الفكري الفلسفي، حيث تمخضت عنها أفكار للمرة الأولى، والتي صاغت نمط الحياة الفكرية في أوروبا حتى يومنا هذا.

 توج خلالها الفلاسفة الكبار الأربعة لودفيج ڤِتجِنشتاين ومارتن هايديجر وإرنست كاسيرر وڤالتر بنيامين اللغة الألمانية مليكة على عرش الفكر والفلسفة أخيرًا وقبل الحرب العالمية الثانية. يعرض لنا ڤولفرام أيلينبيرجر، الكاتب ورئيس تحرير "مجلة الفلسفة" لسنوات طويلة، فلسفة سنوات العشرينات ومعها عقدًا كاملًا بين حب الحياة والأزمة الاقتصادية وما بعد الحرب وظهور النازية.

ويضيف “هارون” في مقدمة العقد الذهبي للفلسفة:  يصعد مارتن هايدجر على نحو مذهل على سلم الترقي المهني والابداع الفكري مع رحلة حبه لهانا آرندت. يتعثر ڤالتر بنيامين في حياته المهنية ويتخبط في متاهات السلك الجامعي، يترجم أشعار بولدير ويؤلف مقالته الشهيرة "مهمة المترجم". وقد جعل حبه المجنون في كابري مع محامية لاتفية منه رجلًا ثوريًا. 

أما العبقري ڤِتجِنشتاين الابن الثري وسليل إحدى كبريات الأسر التجارية في أوروبا ومؤلف الرسالة الفلسفية المنطقية الذي يُعامل في كامبريدج كإله للفلسفة، فيقرر أن ينقل ثروته بالكامل لإخوته وينتقل للعمل مدرسًا في مدرسة ابتدائية في الريف ويولي الفلسفة ظهره حتى حين. وأخيرًا إرنست كاسيرر، الذي عاش سنوات قبل هجرته في ضواحي هامبورج البرجوازية مُتعرضًا للعنصرية ومعاداة السامية المتصاعدة آنذاك. 

يعتبر الكاتب ڤولفرام أيلينبيرجر، مؤلف كتاب العقد الذهبي للفلسفة، أن الحياة الفكرية ونمط الحياة في أوروبا الآن هي نتاج أصيل للأطروحات الفكرية لهؤلاء الفلاسفة. كل منهم يمثل نمط حياة خاص وأفكار فلسفية وليدة عقله وقالب اجتماعي متفرد. كل منهم يقدم جوابًا مختلفًا على سؤال الفلسفة القديم: ما هو الإنسان؟.

ويستند هذا الكتاب في تشويقه على تناقض هذه الشخصيات، نهجًا وأسلوبًا وفكرًا وتعايشًا، يربط الكاتب نماذج التفكير هذه مع الشأن الخاص والحياة الشخصية ويظهر مدى تأثر الحياة الخاصة بالفكر والفلسفة.

حقق أيلينبيرجر نجاحًا دوليًا من خلال كتابه هذا ــ العقد الذهبي للفلسفة ــ  الذي صدر في مارس 2018 عن دار النشر كليت-كوتا، والذي حصل عام 2018 على جائزة بافاريا للكتاب، وفي عام 2019 حصل على جائزة أفضل كتاب أجنبيفي فرنسا في فئة "المقالة" (تُرجم إلى الفرنسية تحت عنوان "عصر السحرة")، وظل الكتاب لأكثر من سبعة أشهر على قائمة أفضل الكتب مبيعًا في مجلة "دير شبيجل". وقد تُرجم الكتاب إلى عدة لغات وظل أيضًا على قوائم الكتب الأكثر مبيعًا في إيطاليا وإسبانيا والدانمارك.