رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«اليهود في الإمبراطورية العثمانية» يكشف أسباب إصرار الصهاينة للنزوح إلى فلسطين

الامبراطورية الععثمانية
الامبراطورية الععثمانية

 قدم كتاب “اليهود في الإمبراطورية العثمانية صفحات من التاريخ ” لـ إيرما لفوفتا فادييفا ومن ترجمة أنور محمد إبراهيم، كيف اهتم المؤرخون العرب بالأبحاث التاريخية بعد قيام دولهم المستقلة الشرق الأوسط، وقد تحسسوا في المقام الأول بطبيعة الحال للقومية العربية ذات الطابع الإسلامي فيما بعد راح معظمهم يصف الامبراطورية العلمانية باعتبارها أولا وقبل كل شي دولة إسلامية عثمانية عربية تسير وفقا لمعايير الشريعة أى إنها ليست دولة غريبة على العرب بالرغم من أنها تركية أساسا وهؤلاء لم يولوا أى أهمية تقريبًا لحركات التمرد المستمرة المعادية لتركيا من جانب العشائر العربية المحلية ضد السلطة المركزية وممثليها المحليين.

انهيار الامبراطورية العثمانية 

يشير الكتاب إلى ان يرى  العديد من المؤرخين العرب أن انهيار الإمبراطورية العثمانية لم يكن وليدا  للعمليات الداخلية، كما لم يكن كامنا في طابع التعدد القبلي فيها، والذي نشأ بقوة سلاح الدولة، التي حافظت على هذه القوة على مدى عدة قرون، وهؤلاء المؤرخون لديهم إيمان عميق بأن انهيار هذه الدولة الإسلامية جاء نتيجة للأفكار الغربية العلمانية والنزعة القومية وللديمقراطية. 

ويتناول العديد من المؤرخين العرب الأحداث التاريخية من منظور ديني، فالحفاظ على وحدة الدولة بالقوة هو المعيار بالنسبة لهم، ما دام القرآن لا يدين، وإنما يُشجع على غزو أراضي غير المسلمين، كما أنه لا يستنكر الاستيلاء على السلطة بالقوة. 

هؤلاء المؤرخون ينظرون إلى سنوات حكم السلطان عبد الحميد الثاني (١٨٧٦ - ١٩٨ نصير الخلافة والجامعة الإسلامية Panaislamism نظرة إيجابية، وكان هذا السلطان محاطا دائما بعدد غير قليل من رجال الدين العرب، وقد رأى فيه المؤرخين رجلا صالحا وحاكما مسلما بكل معنى الكلمة، لكن قيمته الكبرى تمثلت على حد زعمهم، في أنه كان عدوا لدودا  للصهيونية. ووفقا لآرائهم فإن بريطانيا هي التي وقفت وراء خلع السلطان، لأنه كان نصيرًا لألمانيا، وأنها شاركت الصهاينة " المنتشرين كل مكان في المؤامرة التي حيكت ضد "السلطان الصالح"، إذ إنه كان يضع العراقيل أمام نشاطهم. وقد ساهمت هذه المؤامرة في استفزاز العداوة من العرب والأتراك، الأمر الذي ساهم في نجاح الحركة الصهيونية.

يتعامل بعض المؤرخين العرب مع العملية التاريخية تعاملهم مع شيء ساكن دون أن ينظروا إلى التحولات التي تفرضها عوامل كثيرة شديدة التباين وقد راحوا يستخدمون مصطلحات من نوع "الإمبريالية الغربية". "الصهيونية" وما إلى ذلك من مصطلحات بشكل مختلف من كتاب إلى آخر دون أن يحملوها مضمونا تاريخيًا محددًا، وقد جرى بالتأكيد بحث ظهور الوعي العربي الذاتي والقومية العربية والحركات القومية تحت راية الإسلام بروية إيجابية

معاداة السامية سياسة خططت لها الدول الأخرى 

وبرى هؤلاء المؤرخون أيضًا أن معاداة السامية هي سياسة خططت لها الدول العظمى مسبقا بغرض نفى السكان اليهود إلى فلسطين وإخراج العرب منها. بينما تتبنى الباحثة الإنجليزية س جراهام براون تفسيرًا آخر للأحداث التي دفعت اليهود إلى الهجرة حيث تقول: "إن الصهيونية هي ثمرة للأحداث التي وقعت في أوروبا في القرن التاسع عشر، فقد جاءت ردا على المشكلات التي تعرض لها اليهود في وسط أوروبا وشرقها بما فيها روسيا. لقد آمن قطاع كبير جدا من الأوروبيين بمعاداة السامية باعتبارها نزعة ما، مكون حتمى للحركات القومية والقومية العالمية التي أشعلت موجات من المذابح وملاحقة اليهود في نهاية ذلك القرن.

الصهاينة وفلسطين 

أصر الصهاينة على أن هجرة اليهود من أوروبا ليس لها سوى هدف وحيد هو إقامة دولتهم الخاصة، إذ سيتمكن اليهود عندئذ من تفادى الذوبان التام وأن يصبحوا أصحاب مصائرهم، لقد رفض منظرو الصهيونية رفضا قاطعا فكرة الذوبان، ومن ثُمَّ رفضوا هجرة اليهود إلى أى مكان باستثناء فلسطين"

هناك أيضا أسباب أخرى لهذا التوجه كان لها دورها أيضا: موجة المعاداة السامية فضلًا عن المذابح التي تعرض لها اليهود في بلدان أوروبا الشرقية، خاصة فى روسيا في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، دعا سبها قطاع من الصفوة الروسية سرعان ما تلقفتها تنظيمات تتميز بكراهية.