ملجأ للجميع.. قصف كنيسة القديس برفيريوس يشعل مواقع التواصل

جريمة حرب أخرى تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وهو ما ارتكبه أمس من قصف كنيسة القديس برفيريوس، الأمر الذي أثار غضب ملايين من الشعوب حول العالم، وكشف أهداف هذا الاحتلال التي تتركز في قتل المدنيين الأبرياء والأطفال والنساء وكذا التعدي على كافة الحرمات الدينية بلا أي مراعاة لها.

كنيسة القديس برفيريوس كان يحتمي بها أكثر من 500 مواطنًا فلسطينيًا من المسلمين والمسيحيين من إبادة قوات الاحتلال لغزة وأهلها، وقصفها أدى إلى تدمير جزء من المبنى ومقتل 8 أشخاص وسقوط العديد من الإصابات.

واستهداف الكنيسة أثار آلافًا من ردود الأفعال الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وفي "الدستور" نرصد هذا التفاعل باستخدام العديد من أدوات تحليل البيانات.

باستخدام محرك البحث جوجل تريند تبين أنه تم تداول 100 منشورًا في الدقيقة الواحدة في الساعة الرابعة صباحًا، واحتلت القاهرة النسبة كاملة في تداول الحديث عن الكنيسة.

كذلك باستخدام أداة البحث social-searcher تم تداول 12 منشورًا يحمل اسم كنيسة القديس برفيريوس.   

وردًا على هذا القصف أصدرت الكنيسة في مدينة غزة مملوك للبطريركية الأرثوذكسية في القدس، في بيان لها "أنها مصممة على مواصلة أداء واجبها الديني والأخلاقي بتقديم المساعدة والدعم والمأوى للأشخاص الذين يحتاجون إليها، حتى وسط المطالب المستمرة من الجانب الإسرائيلي بإخلاء تلك المؤسسات من المدنيين، والضغوط التي تمارس على الكنائس في هذا الصدد".

كما تابعت أن "استهداف الكنائس والمؤسسات التابعة لها، بالإضافة إلى الملاجئ التي توفرها لحماية المواطنين الأبرياء، خاصة الأطفال والنساء الذين فقدوا منازلهم جراء القصف الإسرائيلي للمناطق السَكَنية خلال الـ13 يوما الماضية، يشكل جريمة حرب لا يمكن تجاهلها".

 من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي خوري، أن الصورة أصبحت واضحة للعالم بأن إسرائيل تنفذ مخطط إبادة جماعية بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.

كما أكد عضو اللجنة التنفيذية إلى أن استهداف مبنى مجلس وكلاء الكنيسة جاء بشكل مباشر، مضيفًا "هذه جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف والعديد من الاتفاقيات الدولية، و تضاف الى سلسلة جرائم الاحتلال المتواصلة تجاه المدنيين الفلسطينيين ودور العبادة في قطاع غزة والقدس ومختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة".

جريمة حرب

وقالت اللجنة إن "ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي جريمة حرب تنتهك بموجبه اتفاقيات جنيف والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".

 وكنيسة القديس برفيريوس هي ثالث أقدم كنيسة في العالم، ويعود تاريخ البناء الأصلي لها إلى عام 425 م، وتم تجديدها عام 1856، وهي تقع على بعد أمتار من المستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، تلك الذي ارتكبت فيه قوات الاحتلال مجزرة يوم الثلاثاء الماضي، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة المئات من المواطنين.

ووفقا للقادة المسيحيين المحليين، لم يتبق سوى ألف مسيحي في غزة، مقارنة بأكثر من سبعة آلاف قبل أن تستولي حركة حماس على السلطة في القطاع في 2007.