رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدير مكتبة الإسكندرية أحمد زايد: استقلالية الثقافة ضرورة لتحقيق أهدافها

حفل مناقشة تحولات
حفل مناقشة "تحولات الثقافة في مصر"

قال الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، إنه من المهم في التعامل مع القضايا الثقافية النظر إلى الماضي للاعتبار مما حدث فيه، وللتعرف على إيجابيات التجربة برمتها وسلبياتها بدون أية محاولة لجعل أي تجربة ثقافية أيقونة ندعو إلى استعادتها. 

تحولات الثقافة في مصر 

جاء ذلك، خلال حفل توقيع كتاب "تحولات الثقافة في مصر"، للشاعر والروائي صبحي موسى، الصادر مؤخرا عن داري "بيت الحكمة" و"النسيم"، في مبنى قنصلية بوسط البلد مساء الخميس، بحضور الدكتور كمال مغيث الخبير في المجال التعليمي والتربوي، والمؤلف، وعدد من الكتاب والمثقفين. 

أوضح زايد أنه لا يمكن النظر إلى مرحلة ما من تاريخ الثقافة في مصر على أنها كلها كانت إيجابية، فوزارة الثقافة في عهد ثروت عكاشة، وعلى الرغم من كل إيجابياتها، رافق وجودها الكثير من المشكلات في المجتمع المصري، وهو ما يعنى أن أية تجربة يجب النظر إليها بوجهيها الإيجابي والسلبي. 

الثقافة مستقلة

وشدد زايد على أهمية بقاء الثقافة مستقلة بدون أن يحكمها أي توجه أيدولوجي، لأن استقلاليتها تقود إلى الحرية، منوهًا بأن  المثقف لا يمكن أن يفقد استقلاله لأنه متملك دائمًا من عقله وآرائه.  

أوضح زايد أن وزارة الثقافة أو الدولة لا يمكن أن يصنعا مثقفًا، وأن أكبر المثقفين في مصر وصلوا إلى مكانتهم الثقافية المرموقة بأثر من العمل الجاد والقراءة المستمرة، لافتًا إلى أن دور الدولة لا يتجاوز توفير التعليم الجيد وأن طه حسين قد أدرك جيدًا هذه المسألة فركز في كتابه على التعليم لأن لا سبيل للثقافة إلا التعليم.  

رؤية الدولة للثقافة

ومن أجواء الكتاب: جرت كثير من التحولات التي شهدتها الدولة المصرية، وفي كل تحول كانت خطة الثقافة أو رؤية الدولة للثقافة وطرق تعاملها معها تتغير، فدائما ما كانت الثقافة مرتبطة برؤية الدولة وتوجهها، إذ أنها الداعم الأول لها، فضلا عن كونها المالك الأول لآليات التقنين والتشريع في المجتمع، ومن ثم يمكنها أن تتيح فعلا ثقافيا بعينه، أو أن تقوم بتجريمه ومنعه، هكذا نجد أنه من الضرورة التوقف أمام المؤسسات الثقافية الحكومية بالدرجة الأولى، حيث أنها البوابات الأهم والأعظم في فعل التثقيف، فهي التي تغذي الوعي العام بما تريده الدولة، وذلك وفقا للقوانين التي تتيح وتمنع، كما أنها لديها من المرتكزات الكبرى في الوعي العام ما يؤهلها لإعادة صياغته، أو توجيهه في الأطر المرغوب فيها، ولا يتوقف الأمر عند حدود مؤسسات وزارة الثقافة، فهي تمثل جزءا من كل، وهي ليست الجهة الوحيدة القادرة على تشكيل وصياغة الوعي، بل إن عملها النوعي لا يجعلها تحتل دور الصدارة في هذه المهمة. وربما كانت المؤسسة الوحيدة المؤهلة فيها للعب دور حقيقي في الشارع المصري هي الهيئة العامة لقصور الثقافة، نظرا لتاريخها بدءا من الجامعة الشعبية، وصولا لما هي عليه الآن، وامتلاكها نحو ستمائة موقع على مستوى الجمهورية، ما بين بيوت وقصور ومكتبات ونوادي، وجميعها بمثابة مراكز ثقافية شبه معطلة، لأسباب كثيرة سنرصد بعضها في هذا الكتاب، مما أثر بالسلب على عملها، بل وأفرغ المجتمع المصري من الحضور الثقافي الجاد، وتركه نهبا للفكر التقليدي والأصولي، فراوح المجتمع في مكانه لسنوات طويلة، وأصابته الردة لسنوات أطول. 

يذكر أن صبحي موسى شاعر وروائي صدرت له عدد من المجموعات الشعرية فضلًا عن أعمال روائية من بينها "الموريسكي الأخير"، و"أساطير رجل الثلاثاء"، و"نقطة نظام"، و"صلاة خاصة".