رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سائقو شاحنات مساعدات غزة: تطوعنا من تلقاء أنفسنا فى أعظم أعمال حياتنا (خاص)

سائقو شاحنات مساعدات
سائقو شاحنات مساعدات غزة

عبّر عدد من سائقى شاحنات المساعدات الإنسانية الموجودة أمام معبر رفح، فى انتظار دخولها إلى قطاع غزة، عن سعادتهم الكبيرة بالمشاركة فى دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين، مؤكدين أنهم باقون أمام المعبر بلا يأس أو ملل حتى إدخال كل المساعدات.

ووصف محمد حسنى، من محافظة الشرقية، سفره إلى مدينة رفح فى هذا التوقيت بأنه «أعظم عمل إنسانى فى حياته». وقال «حسنى»: «على الرغم من خطورة السفر إلى رفح فى هذا التوقيت، واعتباره من قبل البعض تضحية بالنفس، فى ظل قرب المكان من القصف الإسرائيلى، فإنه لا يهمنى سوى الأشقاء الفلسطينيين». وأضاف: «كل ما همنى أن يكون لى دور فى إيصال المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء الفلسطينيين، فى ظل ما يعانونه من عدم وجود ماء وغذاء وخدمات، وما يتعرضون له من جرائم قتل بواسطة الاحتلال الإسرائيلى».

وواصل: «لو كانت هذه الشاحنات بضائع للتصدير لما خرجت بها»، مشيرًا إلى أن الذهاب إلى هذه المنطقة الحدودية فى أوقات عمله العادية كان يصيبه بالخوف، لكن لم يشعر بذلك هذه المرة.

وأرجع هذا إلى إيمانه القوى بقيمة ما يقدمه من عمل إنسانى، عبر إيصال المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين، لافتًا إلى أنه تطوع من تلقاء نفسه لحمل المساعدات على شاحنته، حاملًا كفنه على يديه فى نفس الوقت.

وتابع: «أثناء ساعات الانتظار على أبواب المعبر، أنا وزملائى نسمع أصوات القصف، ونرى من بعيد الدخان الناتج عن ذلك، لنقترب بشجاعة من الأعمال الوحشية التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين المدنيين».

وأكد أن التأخير فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لم يصبه بأى ملل أو يأس، بل هو مصمم على البقاء حتى إتمام هذه المهمة، حتى لو كان الثمن روحه.

وتحدث «حسنى» عن عائلته، قائلًا إنهم يخشون أن يصيبه مكروه، لكنهم فى الوقت نفسه يشجعونه على مساعدة الأشقاء الفلسطينيين، ويصفون له ولزملائه ما يشاهدونه على شاشات التليفزيون من أعمال وحشية، يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى ضد الأطفال والشيوخ والنساء فى فلسطين، وكان آخرها قصف مستشفى «المعمدانى»، الذى زاده إصرارًا على إيصال المساعدات للفلسطينيين، مهما كلفه الأمر من مشاق. أما ربيع على نوح، من الفيوم، فقال: «لم يصبنى الخوف أو التردد لحظة عندما طُلب منى السفر لتوصيل المساعدات، بل كان هدفى الأول أن أذهب فى أسرع وقت ممكن للقيام بهذه المهمة الإنسانية العظمى». وأضاف «نوح»، لـ«الدستور»: «تابعت الجرائم التى يرتكبها الصهاينة ضد الأشقاء فى فلسطين.. ما يحدث مجزرة»، مشيرًا إلى أنه فخور بأنه يفعل ذلك، وسيظل فخورًا بذلك طوال حياته، لأنه أسهم حتى لو بشكل بسيط فى دعم الفلسطينيين. وأكد: «ما أحزننى حقًا بجانب ما يحدث للفلسطينيين الآن من حرب إبادة، هو تأخر دخول هذه المساعدات.. أنا وزملائى ندعو الله فى كل لحظة أن تنجح مصر فى إدخال تلك المعونات، لكى يتم إنقاذ أكبر عدد ممكن من الباقين من الأهالى الفلسطينيين فى غزة». وتابع: «أنام فى سيارتى كل يوم، وزملائى ينامون كذلك فى سياراتهم، ونحلم باللحظة التى ستصل فيها المساعدات إلى الأبرياء على الجانب الآخر من معبر رفح».

وذكر أنهم يتحدثون معًا فى الصباح، ويزيد إصرارهم على مساعدة هذا الشعب الذى يعيش مأساة حقيقية. 

ولفت إلى أنه متزوج ولديه طفلان، على وعلياء، موضحًا أنه قد روى لطفليه طبيعة هذه المهمة التى يقوم بها، لتحفر بذاكرتهما ويعلمان دناءة هذا العدو الصهيونى، وفى الوقت نفسه يفتخران بأبيهما، سواء قدر الله وعاد سليمًا أو أراد الله أن يكرمه بالشهادة.

وفى السياق، قال محمد رمضان مصطفى، من أهالى محافظة كفرالشيخ، إنه ابن للجيش المصرى، فقد خدم فيه وتدرب على العمليات العسكرية وأصبح لا يخاف من الموت، مؤكدًا: «أنا مستعد دائمًا للمحاربة من أجل رفع الظلم».

وأشار «مصطفى» إلى أنه بحكم عمله كسائق سيارات نقل ثقيل، اعتاد أيضًا على المهمات الصعبة، لكن هذه المرة تختلف عن غيرها «هو مشوار يختلف عن أى مشوار.. وفى الوقت نفسه يحمل معانى إنسانية لا حد لها، باعتباره عمل خير يفضل ليا ويعود ليا فى أولادى».

ووصف لحظات انتظاره فى معبر رفح: «أظل فى سيارتى، ولا أستطيع النوم، فكل ما أفكر فيه هو الظلم الذى يتعرض له الإخوة على الجانب الآخر من المعبر».

وتابع: «حينما أنام، أستيقظ مفزوعًا على أصوات قذائف إسرائيل.. أشعر بأن الانفجار أسفل قدمىّ.. لكننى لا أخاف، وأدعو الله دائمًا أن يقف إلى جوار المظلومين فى فلسطين».