رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاختيار الصعب.. هل يختار نتنياهو حرب طويلة مع حماس على حساب الرهائن؟

صور الرهائن
صور الرهائن

ليس واضحًا حتى الآن، ما هي أولوية حكومة نتنياهو وقياداتها في الحرب، هل الانتقام من حماس بعد الهجوم المفاجيء الذي شنته يوم 7 أكتوبر، أم تحرير الرهائن الإسرائيليين المتحجزين في قطاع غزة؟

هناك صوتين داخل إسرائيل، الأول ينادي بعقاب حماس بقوة، وتأجيل التفاوض حول الأسرى، والثاني هو إعطاء أولوية لصفقة التبادل، لأن إنقاذ الإسرائيليين أهم من أي شيء آخر.

محافل في المنطقة، بما فيها في حماس، أفادت بأن الحركة مستعدة لأن تتفاوض على تبادل نساء وأطفال إسرائيليين مقابل نساء وأطفال فلسطينيين محتجزين في إسرائيل، بينما الجواب الرسمي لإسرائيل قدمه الوزير من حزب الليكود ميكي زوهر هو: "لن تكون مفاوضات مع حركة"حماس". غير أن هذا المبدأ سبق أن اخترق في الماضي مرات عدة، وإسرائيل وافقت على تحرير آلاف السجناء مقابل تحرير جندي واحد (جلعاد شاليط) جثث ومدنيين"، لكن حتى الآن ترفض إسرائيل التفاوض مع حماس.

عقاب حماس 

عدد من التصريحات ظهرت من المسؤولين الإسرائيليين كان تولي أولوية لضرب حماس، ففي مقابلة مع شبكة "سي.ان.ان"، قال سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، جلعاد اردان، إن الحرص على وضع المخطوفين "لن يمنعنا من عمل ما يلزم لضمان مستقبل دولة إسرائيل"، كما أن مدير عام ديوان رئيس الوزراء، يوسي شيلي، قال "إن المخطوفين هم حقيقة. والغارات هي حقيقة. هذا هو القرار". كما أن الوزير بتسلئيل سموتريتش دعا في جلسة الحكومة "لضرب حماس بوحشية وعدم الأخذ باعتبار مهم موضوع الأسرى"، وأضاف: علينا أن نكون متوحشين الآن، وألّا نفكر في الأسرى أكثر من اللازم"، فيما قال "مسؤول سياسي آخر":"لن تتم معالجة موضوع المخطوفين إلّا بعد الحرب".

بينما رأى محللون في صحيفة هآرتس المحسوبة على التيار اليساري إنه محظور على الحكومة ورئيسها أن يحاولوا إنقاذ الكرامة الوطنية المداسة لإسرائيل وللجيش الإسرائيلي على ظهر الرضع، الأطفال والطفلات، المفقودين والمفقودات، الشيوخ والشيخات، الأمهات والآباء، وإنه يجب إنقاذ الرهائن بأي ثمن.

الاختيار الصعب

حركة حماس فهمت من جانبها، إنه بعد الهجوم على بلدات غلاف غزة وإطلاق الصواريخ فإن إسرائيل ستغير قواعد اللعب وستنتقل إلى عقيدة القتال العسكري. ومن أجل ضمان بقائهم وبقاء حركتهم بعد الهجوم المفاجيء قاموا بتدريب جنودهم على إعطاء اولوية عليا لعملية الاختطاف: اختطاف وجلب إلى غزة كل إسرائيلي يصادفهم بعد اقتحام الجدار. جنود، مدنيون، شباب، شيوخ، نساء، رجال واطفال، لا يهم. 

فأكبر عدد ممكن من المخطوفين هم بوليصة التأمين التي ستدافع عن غزة سلاح وعن الحركة عندما ستهدد إسرائيل باحتلال القطاع واسقاط حكمهم.

في ظل الاستعدادات الإسرائيلية للاجتياح البري فإن من المتوقع أن ترد حماس بالصور وأفلام فيديو، مشكوك فيه أن يستوعبها المواطنون في إسرائيل، فهل فعلًا إسرائيل ستكون لاتزال عن موقفها بمحو غزة والقضاء على حماس بينما في المقابل ستواجه فيديوهات لإعدام الإسرائيليين على طريقة داعش أمام الكاميرات؟

فيما تواجه إسرائيل أيضًا معضلة أخرى تتعلق بإمكانية إلحاق الضرر بالرهائن أثناء الهجمات العسكرية على غزة، ومحاولة تجنب هذا هي مسألة استخباراتية وعملياتية شديدة التعقيد.

عندما تقوم حماس باحتجاز الكثير من المواطنين الاسرائيليين فانه لا يوجد أمام إسرائيل أي خيار سوى الفهم بأنها ليس صاحبة اليد العليا القوة في المعادلة.