بين حق الدفاع والعدوان.. تاريخ من الانتهاكات الإسرائيلية على أرض فلسطين

أحيت عملية "طوفان الأقصى" التي وجهتها المقاومة الفلسطينية تجاه مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي، التساؤلات حول تاريخ انتهاكات جيش الاحتلال لسيادة دولة فلسطين، على مدار قرن من الزمان.   

البداية كانت خلال حكم الإمبراطورية العثمانية عام 1516، حينها قُسمت فلسطين إلى 5 مناطق تسمى "سناجق" هي سنجق القدس وغزة وصفد ونابلس واللجون.

بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية سيطرت بريطانيا على فلسطين في الحرب العالمية الأولى، وكانت تسكن هذه الأرض أقلية يهودية وغالبية عربية.

بريطانيا ومهمة تأسيس «وطن قومي» لليهود

تنامت التوترات بين كل من الجانبين، أي العرب والأقلية من اليهود، لا سيما بعد صدور وعد بلفور وتضامن المجتمع الدولي مع اليهود والسلطات الإسرائيلية، إذ تم منح بريطانيا مهمة تأسيس «وطن قومي» للشعب اليهودي في فلسطين.

وما بين عشرينيات وأربعينيات القرن الماضي، تنامى عدد اليهود القادمين إلى فلسطين، كما تنامى أيضًا العنف بين اليهود والعرب أو ضد الحكم البريطاني في المنطقة.

عام 1947، صوتت الأمم المتحدة على قرار لتقسيم فلسطين إلى دولتين منفصلتين، إحداهما يهودية والثانية عربية، على أن تصبح القدس مدينة دولية.

وسرعان ما وافق الزعماء اليهود على هذه الخطة فيما رفضها الجانب العربي. 

في عام 1948، غادر البريطانيون الذين كانوا يحكمون المنطقة دون أن يتمكنوا من حل المشكلة، فأعلن الزعماء اليهود تأسيس دولة إسرائيل، واعترض العديد من الفلسطينيين على هذه الفكرة.

وبعد رفض فلسطين إقامة وطن قومي لليهود على أرضها، أدى ذلك إلى اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية الأولى، والتي انتهت عام 1949 بانتصار إسرائيل، مع تهجير 750 ألف فلسطيني، ليبدأ التقسيم.

تقسيم فلسطين

بدأ تقسيم المنطقة إلى 3 أجزاء: إسرائيل، والضفة الغربية (نهر الأردن)، وقطاع غزة.

خلال السنوات التالية، تصاعدت التوترات في المنطقة، خاصة بين إسرائيل ومصر والأردن وسوريا ولبنان، أبرزها أزمة السويس أو العدوان الثلاثي، وهي الحرب التي شنتها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956، بعد أن قرر الرئيس جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس، وهي ثاني الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948.

يونيو 1967 شهد سلسلة من المناورات التي قام بها الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، حيث قامت إسرائيل بهجوم استباقي على القوات الجوية المصرية والسورية، لتبدأ حرب الأيام الستة.

بعد حرب 1967، حصلت إسرائيل على سيطرة إقليمية على شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة من مصر؛ والضفة الغربية والقدس الشرقية من الأردن؛ ومرتفعات الجولان من سوريا.

وبمرور 6 سنوات، في السادس من أكتوبر 1973، شنت مصر وسوريا حربًا مفاجئة على الجبهتين ضد إسرائيل لاستعادة الأراضي المغتصبة.

وفي عام 1979، وفي أعقاب سلسلة من وقف إطلاق النار ومفاوضات السلام، وقع ممثلون من مصر وإسرائيل على اتفاقيات كامب ديفيد، وهي معاهدة السلام التي أنهت الصراع الذي دام 30 عامًا بين مصر وإسرائيل.