رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"إيلى".. قصة ويليام فوكنر عن الفتاة البائسة والعنصرية بلاد العم سام

ويليام فوكنر
ويليام فوكنر

"إيلي" هي واحدة من القصص البديعة للكاتب الأمريكي ويليام فوكنر الحاصل على جائزة نوبل في الٱداب، تعالج فكرة العنصرية في المجتمع الأمريكي في القرن التاسع عشر بين الزنوج الأفارقة والشعب الامريكي الأبيض.

 ولقد تكررت هذه الفكرة فى العديد من مؤلفات فوكنر، الذى حمل فكرة الحرية على عاتقة، مبينا أن المساواة هي التى تبني الشعوب وليس العنصرية المقيتة التى تفكك المجتمعات، وتعمق الجراح بداخله فتؤدى إلى التفكك والانهيار. 


تفاصيل القصة 

تحكى قصة إيلى عن فتاة مضطربة نفسيا وهى من الشعب الأبيض بعكس نانسى الزنجية بطلة قصة شمس ذلك الغروب والتى  كانت أيضا تعانى من اضطراب نفسى.

وكانت إيلى تعيش مع والدها ووالدتها وجدتها، غير أن والديها لم يعيراها أدنى اهتمام لذا يرد ذكرهما فى القصة إلا لماما، بينما كانت جدتها الصماء تراقبها، ولم تكون إيلى شخصية سوية بسبب هذا الجفاء الأسري، أحبت إيلى شابا زنجيا يدعى بول وظنت أنه سيعوضها من حرمان التألف الأسرى، فطلبت منه الزواج عده مرات لكنه رفض، وعندما  عرضت الأمر على جدتها تعاملت معها بجفاء وكأنها أحبت كلبا أجرب.

 وأمام هذه الصدمات قررت التخلص من جدتها التى قررت أن تفشى سر حفيدتها وتخبر والد إيلى بحماقة ابنته التى أحبت شخصا له جذور زنجية، وهنا يبين لنا فوكنر مدى الرعب الذى شعرت به إيلى بمجرد معرفتها بقرار جدتها  وكأنها ارتكبت خطيئة كبرى، ولأن إيلى مضطربة نفسية قررت بسبب خوفها ان تتخلص من جدتها، أثناء ركوبها السيارة مع الزنجي وإيلى، حيث قامت ايلى بتحول مقود السيارة تجاه جدار فانقلبت السيارة لتنتهى القصة بنهاية مأساوية بموت الجدة والزنجي، وإصابة إيلي بجراح عميقة فى طريق معزول، دون ان ينقذها أحد.

الهدف من القصة 

 وكأن فوكنر أراد بهذه النهاية أن يقول إن العنصرية، لا تنجب إلا خللا نفسيا ينتج عنه دمار يلحق بالأسرة التى تعد النواة الصغرى للمجتمع.

لأن الكاتب الحقيقي هو ضمير وطنه لم يكن فوكنر كاتبا عاديا، يكتب القصص بهدف التسلية لذا جاءت كتاباته عن المضطهدين والمهمشين، فاستحق تلك المكانة الأدبية عن جدارة.