أسقف وسط القاهرة: الأنبا صموئيل كان مايسترو الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

قال الأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة ، عن أسقف الخدمات الراحل الأنبا صموئيل، إنه كان مايسترو الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في عهد البابا كيرلس السادس، وبداية عهد البابا شنودة الثالث.

وتابع الأنبا رافائيل، في رسالة في تذكار رحيل أسقف الخدمات الراحل، قائلًا: "تنيح يوم ٦ أكتوبر سنة ١٩٨١، نيح الله نفسه في حضن القديسين، ويعطينا بركات صلواته من أجلنا، مضيفًا: "تشرفت بأن رسمني نيافته في رتبة أغنسطس يوم ٢٩ أكتوبر ١٩٦٨ بكنيسة العذراء بالحافظية في شبرا".

ويعتبر الأنبا صموئيل من بين الآباء الأساقفة الذين لعبوا دورا هاما ومؤثرا في تاريخ الكنيسة القبطية  خاصة في مجال الخدمات الاجتماعية والعلاقات المسكونية، أما عن الأنبا صموئيل نفسه، ويدعى  في شهادة الميلاد " سعد عزيز " ولد  في 8 ديسمبر 1920، وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي حصل علي ليسانس الحقوق عام 1942  ولقد عمل عقب تخرجه بالبنك الأهلى المصري  ؛ ولكنه ما لبث أن قدم استقالته  لرغبته الشديدة في حياة التكريس.

ثم التحق بالكلية الإكليركية (القسم النهاري الجامعي)، وكان يعتبر  أول دفعة من الطلاب الجامعيين ؛
ولقد تخرج عام 1944.

كما انتدب للعمل مدرسا في الاكليركية بأديس أبابا  خلال الفترة من( 1944- 1946 )، وكان معه في نفس  الانتداب كل من:- حافظ داود ( المتنيح القمص  مرقس داود )، وكل من سعد عزيز ووهيب زكي مدرسين. ولكن نتيجة بعض الاضطرابات السياسية التي حدثت في أثيوبيا في تلك الفترة، عاد إلي مصر.

 وعاد إلى خدمة مدارس الأحد الجيزة، ولكنه ما لبث أن أتخذ قرارا تاريخيا، هو الرهبنة  ، فتوجه لمقابلة أبيه الروحي القمص مينا المتوحد ( المتنيح القديس البابا كيرلس السادس ) في كنيسته بمصر القديمة، وتمت رسامته راهبا باسم "الراهب مكارى" وكان ذلك خلال شهر مارس 1948 (وهو بذلك يعتبر أول راهب جامعي).

ولقد ظل في كنيسة مارمينا بمصر القديمة لمدة ثلاث سنوات ؛ وبعدها قام القمص مينا المتوحد بإرساله إلي دير الأنبا صموئيل المعترف، وعندما رفض المجمع المقدس الاعتراف برهبنة هذا الدير، توجه إلى دير السريان وأصبح اسمه "الراهب مكارى السريانى". 

ونظرا لإجادته التامة للغة الإنجليزية، فضلا عن عقليته المنفتحة، اختاره المتنيح البابا يوساب الثاني  لتمثيل الكنيسة القبطية في المؤتمر الثاني لمجلس الكنائس العالمي المنعقد في ايفانستون Evanston    في أغسطس 1954، وكان معه في نفس الوفد كل من القمص صليب سوريال؛ والدكتور عزيز سوريال عطية (وهو الوفد الذي عرف في كتب التاريخ بالثلاثة S The Three). ثم جاءت فرصة عمره لاشباع رغبته في الدراسة العلمية، فجاءته منحة دراسية من جامعة برنستون، ولقد شجع قداسة البابا يوساب الثاني الذي طالما اشتهر بحبه للعلم وتشجيعه له على هذه المنحة، وبالفعل تمكن الراهب مكارى السريانى من الحصول على درجة الماجستير في التربية، وكان موضوع الرسالة "التربية المسيحية في الكنيسة القبطية". 

ولقد رتب نفسه للحصول على درجة الدكتوراه بعدها، ولكن الظروف لم تمهله لكي يكمل، فلقد طلبت منه الكنيسة العودة للوطن نظرا لحاجة الكلية الإكليريكية إليه، فعاد إلى أرض الوطن وعمل مدرسا بالكلية ومشرفا على القسم الداخلي الخاص بالكلية، ثم أصبح أسقفًا للخدمات الاجتماعية.