رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صدمة 7 أكتوبر.. كيف فشلت إسرائيل أمام الهجوم المفاجئ لحركة حماس؟

السياج الحدودي بين
السياج الحدودي بين غزة وإسرائيل

شهدت إسرائيل، فجر اليوم السبت، هجومًا غير مسبوق برًا وبحرًا وجوًا من قبل حركة حماس بشكل مفاجئ، وتمكنت قوات تابعة لكتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس من اقتحام بلدات غلاف غزة، مما أسفر عن مقتل 40 إسرائيليًا، وإصابة المئات من الإسرائيلين، وأنباء غير مؤكدة عن أسر إسرائيليين. فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أن إسرائيل في حالة حرب.

 

هجوم مفاجئ

سمعت صافرات الإنذار الساعة الـ6:30 من صباح اليوم السبت في مناطق متعددة في إسرائيل شملت تل أبيب ومحيطها وبلدات في جنوب إسرائيل، وفي البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة، والتي جاءت بعد أنباء عن إطلاق وابل من الصواريخ من قطاع غزة تجاه مناطق عديدة في إسرائيل شملت مدينة تل أبيب ومحيطها وغلاف غزة.

بعد ذلك قامت عناصر تابعة لكتائب عزالدين القسام باجتياز السياج الحدودي والدخول إلى إسرائيل وقاموا بماجمهة البلدات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة.

وبالتزامن مع الهجوم الجوي والبري، قامت عناصر تابعة لكتائبة عزالدين القسام بغارات من البحر بسفن صغيرة، ومن الجو بواسطة المراكب الشراعية، ومن الأرض مع تنفيذ انفجارات على السياج والحواجز، كما يتم أيضًا التحقق من اشتباه التسلل عبر الأنفاق.

فيما أعلن القائد العام لكتائب القسام- الذراع العسكرية لحركة حماس محمد ضيف رسميًا عن أن حماس بدأت عملية عسكرية ضد إسرائيل، وأطلق عليها اسم "طوفان الأقصى"، في إطار العملية نفذت اطلاق صواريخ متواصل تجاه إسرائيل، ودخلت قوات برية للتنظيم إلى إسرائيل، وقال إن "الضربة الأولى للعملية كانت إرسال أكثر من 5 آلاف قذيفة".

ومن جانبه علق رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان بالفيديو: "نحن في حالة حرب، ليس في عملية أو جولات، بل في حرب". وأعلن الجيش الإسرائيلي عن عمليته "السيوف الحديدية"، ضد حركة حماس في قطاع غزة، وقام الجيش الإسرائيلي بتعبئة عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وأُطلق حوالي 2000 صاروخ من إسرائيل على مواقع حماس منذ بدء الحملة حتى ظهر اليوم السبت.

 

فشل استخباراتي وسياسي

إذا كان هناك وصف لهجوم حماس المفاجئ فإن الوصف الأمثل هو «فشل استخباراتي وسياسي إسرائيلي»، وكما يبدو أن نتائج هذا الهجوم فاجأت قيادات حماس نفسها التي لم تكن تتوقع أن أعضاء الجناح العسكري للحركة سيظهرون في فيديوهات موثقة وهم يتجولون بحرية في المستوطنات المحيطة بغزة، في حين لا يوجد جنود إسرائيليون هناك.

الفشل العملياتي، يبدأ من انتشار القوات الإسرائيلية على الحدود التي فشلت في منع تسلل العشرات من مقاتلي حماس، من عدة مناطق في وقت واحد، حيث لا يوجد أي تواجد عسكري إسرائيلي تقريبًا في المنطقة. 

كما أنه حتى بعد ساعات من التسلل، لم يكن هناك ما يكفي من القوات والجنود، الذين ربما تم إرسالهم إلى منازلهم لقضاء العطلة، تمامًا مثل ما حدث في حرب أكتوبر قبل 50 عامًا. فكيف لم يكن هناك إنذار من الحدود رغم مليارات الدولات التي أنفقتها إسرائيل على حماية الحدود.

فكيف لم تكن هناك معلومات لدى الشاباك الذي يتصنت على كل الهواتف المحمولة في غزة، وعلى كل شخص في الجانب الفلسطيني، لم تلحظ أي إشارة لعملية حماس التي شارك فيها الآلاف واستمرت لفترة طويلة؟

كما أن الفشل الاستخباراتي واضحًا، فرغم أن هناك تخوفًا إسرائيليًا من التصعيد بسبب المظاهرات على السياج الحدودي قبل نحو عشرة أيام، إلا أن التقديرات الاستخباراتية الأخيرة ذكرت أن الحركة لا توجد لها نوايا للتصعيد، وهو ما دفع إسرائيل إلى إعادة إدخال العمال من قطاع غزة إلى إسرائيل.

في الأيام التي سبقت الهجوم أرسلت حماس مئات السكان للتظاهر على السياج، في حين أجرت حركة الجهاد الإسلامي في الوقت نفسه "تمرينًا" كبيرًا بالقرب من السياج، ولم يفهم أحد في إسرائيل أنه كان إعلانًا للـ"حرب" تمامًا مثلما حدث في حرب أكتوبر.

أما الشق الثاني من الفشل فيعود إلى المستوى السياسي، وهو يعتمد بشكل رئيسي على السياسة التي اتبعها بنيامين نتنياهو منذ انتخابه عام 2009، وهي السياسة التي كانت تهدف إلى تعزيز حماس في غزة وإضعاف السلطة الفلسطينية وأبومازن في الضفة الغربية، كما أنه خلال الأسابيع الأخيرة كان الاهتمام الأكبر بالضفة الغربية، وليس قطاع غزة.

فالهجوم المفاجئ من قبل حركة حماس نجح بشكل غير متوقع بسبب الفشل الاستخباراتي والسياسي في إسرائيل. ومثلما ذكر موقع واللا العبري: "فقد انتصرت حماس بالفعل بهذه الجولة- إن حقيقة أن الحركة تمكنت من مفاجأة أفضل المخابرات وأكثرها خبرة في العالم والاستهزاء بأقوى نظام أمني في الشرق الأوسط، وأنه تمكن من السيطرة على الحدث لساعات طويلة، لن تمحى من أذهان اللاعبين في المنطقة".